لا تخلو الحياة الزوجية من الخلافات، التي يتراكم أثرها في النفس إذ لم تعالج بالطريقة الصحيحة، واعتراف الطرف الآخر بالخطأ والاعتذار للشريك، من طرق علاج هذه المشكلات. قد يقوم زوجكِ بتصرفات تثير إزعاجكِ وتضايقكِ، دون أن يعتذر عنها، وهو الأمر الذي يحزنكِ كثيرًا، خاصة إذا لم تستطيعي التعبير عن غضبكِ، لذا قد تتساءلين كيف أعبر لزوجي عن زعلي؟ الإجابة تجدينها في هذا المقال.
كيف أعبر لزوجي عن زعلي؟
تختلف المرأة في طريقة تعبيرها عن الحزن مقارنة بالرجل، وكذلك طريقة استقبال الكلام، التي قد يراها الزوج اتهامًا له، فيبدأ الشجار من جديد والدفاع عن نفسه، وبدلًا من تلقي اعتذار منه تستقبلين خلافًا جديدًا مؤذيًّا أكثر، لهذا سنخبركِ بطريقة التعبير الملائمة عن غضبكِ بالخطوات التالية:
حاولي أن تتحدثي بهدوء من دون صراخ أو عصبية، انتظري حتى تهدأ مشاعرك، ثم اسأليه إذا كان يمكنكِ التحدث معه في الأمر، أن الانتظار لوقت آخر.
عبري عن صعوبة الموقف، ولكن لا ترفعي صوتك، وحاولي التحدث بصوت منخفض، ودون نبرة تهديد.
لا تتهميه بخذلانك أو أنه أذاكِ، فالاتهامات الشخصية تجرح الزوج، بدلًا من ذلك يمكنكِ التحدث عن الفعل نفسه.
أوضحي مشاعركِ بأكثر بطريقة موضوعية دون انفعال أو تحيز، ليعلم أهمية الأمر بالنسبة إليكِ ويفكر فيه مليًّا.
اسألي زوجكِ لماذا حدث ذلك، وأخبريه بأنك تعلمين جيدًا أنه يحبك، ولا يرغب في إيذائك، فلماذا فعل هذا أو نشب ذلك الشجار بينكما.
تحدثي عن كل شيء يخص الشجار بهدوء، وتناقشي بشأن ما يجب فعله مستقبلًا بخصوص الخلافات أو التصرفات المشابهة، وبعد انتهاء النقاش لا مانع من احتضان زوجك ليعود الود والألفة بينكما من جديد.
كيف أجعل زوجي العنيد يصالحني؟
قد يكون زوجك عنيدًا بطبعه، والتعامل مع الرجل العنيد ليس بالأمر السهل، وكذلك طبيعة الرجل العادي تجعله يأبي الاعتذار في معظم الأحوال، فقد يراه انتقاصًا من رجولته، أو قد لا يرى أنه قد أخطأ مطلقًا، أو أن الأمر لا يستحق الاعتذار، ما يجعل المرأة غاضبة أكثر وتتشبث بالاعتذار والحفاظ على كرامتها.
يجب البدء بنفسك في هذه الحالة، وبدلًا من محاولة الحصول على الاعتذار من زوجك، سهِّلي الأمر على نفسك كالتالي:
تسامحي مع زوجكِ: نعلم جيدًا أنه ليس بالأمر اليسير عليكِ، ولكن ماذا لو ظل عنيدًا، ولم تحصلي على أي اعتذار رغم محاولاتك، المتضرر الأول سيكون أنتِ دون جدال، لذلك حاولي مسامحته قدر استطاعتكِ، فالتسامح يفيدكِ أنتِ في المقام الأول.
لا تيأسي من المحاولة: لا تترددي في إخبار زوجكِ بما يزعجكِ، كي يدرك خطأه ويصالحك، فتغيير الشخصية لا يحدث في يوم وليلة، فحاولي باستمرار لكن دون جرح زوجكِ أو تعنيفه أو انتقاده، تحدثي عن الموقف أو الفعل في حد ذاته.
عند توضيح سبب حزنك وغضبك لزوجكِ بطريقة واضحة وموضوعية كما تحدثنا سابقًا، سيدرك خطأه وقد يعتذر لكِ، وإليكِ بعض النصائح لكي تجعلي زوجكِ يعتذر لكِ ويصالحكِ بعد الخلاف ويتعود على ذلك:
لا تعنفيه أو تنتقديه: إذا أخطأ زوجكِ لا تلوميه أو تتعاملي معه بسوء، لأنه سيزداد عندًا، وهذه الطريقة لا تجدي نفعًا مع الشخصية العنيدة، وسيتحول الزواج إلى حلبة صراع وتتفكك الأسرة، لذا حاولي الهدوء والتحلي بالصبر والتعامل بطريقة طبيعية.
اقبلي طريقته في الاعتذار: إذا لم يعتذر زوجكِ بعد توضيحكِ مدى انزعاجكِ مما فعله، وأن تصرفه جرحك -وليس شخصه- أخبريه بهدوء أن الأفضل في هذه الحالات الاعتذار، وقد يحاول الاعتذار بطرق أخرى غير قول: “أنا آسف”، وهنا ما عليكِ إلا أن تقدري الأفعال التي تنم عن رغبته في الاعتذار في الوقت الحالي.
كوني واضحة: لا تغضبي وتصمتي تمامًا، وتتوقعي أنه سيعلم ماذا أغضبكِ دون التحدث، فقد يمضي ويرى أن الأمور طبيعية، وأنكِ غير منزعجة، ولكن يجب توضيح أسباب غضبك بالطريقة التي أخبرناكِ بها.
تقبلي اعتذاره: إذا اعتذر لكِ، وحاول مصالحتكِ ولو بكلمة واحدة، تقبلي أسفه، إذ يجب أن يعلم أن محاولاته مُقدرة، وأن الاعتذار لا ينتقص منه شيئًا، وإنما يصلح الأمور بينكما إلى الأفضل، بدلًا من تراكم المشاعر السيئة داخلك.
ختامًا عزيزتي، بعد أن أجبناكِ عن سؤال “كيف أعبر لزوجي عن زعلي؟”، يمكنكِ الآن حل خلافاتكِ مع زوجك بطريقة سليمة وموضوعية، والتخلص من التراكمات النفسية التي قد تدمر حياتكِ الزوجية.
_________________
بقلم/أمنية محمد حامد عجوة