كيف أحفظ أطفالي من القنوات ؟
كان سابقاَلا يوجد لدينا الا قناة المجد ، ثم بحجة متابعة البرامج الجيدة دخلت قناوات أخرى ولكن في في غرفتي الخاصة ومع الوقت وضعنا الجهاز في متناول الجميع
وأصبح أطفالي يشاهدون قنوات أخرى ك MPC3 وسبيستون وطيور الجنة وغيرها واصبحوا يقضون الوقت فيها خاصة بنتي ذات ال 12 عاما إضافة إلى ألعاب النت والقيم بوي وتأخذ وقتهم ولا يحبون الخروج والحركة خاصة بنتي
وتطيل الوقت على النت في مشاهدة أفلام كرتون (المحقق كونان) الآن بعد فترة شعرت بخطأي وأريد ترشيد المشاهدة وإلغاء بعض القنوات مع أنهم سيشهادونها عند خالهم فبماذا تنصحوني أن أفعل ؟؟؟
اسم المستشير المحتار
_________________________
رد المستشار أ. أمل عبدالله الحرقان
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
نسال الله أخي المبارك أن يسددك ويعينك على أداء الأمانة التي حملك الله إياها نحو أهل بيتك تحقيقاُ لقوله تعالى :
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّـهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾التحريم: ٦
واستجابة لتوجيه نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: “كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته”.
أخي المبارك القرار بيدك ، بيتك مملكة وأنت ملكها وليس أمامك عوائق بإذن الله ، فأبناؤك مازالوا في طور الطفولة ونعمة كبرى عليك من الله أنك أدركت الخطر قبل أن يصعب عليك مواجهته ،
فبادر حفظك الله بالتنفيذ ولا تتوانى ، ونوصيك بالآتي :
استعن بالله وتوكل عليه واسأله أن يسددك ويعينك في ما عزمت عليه.
اعمل على تحقيق الوعي الكافي لديك ـ ولدى زوجتك ـ بمخاطر وسائل الإعلام المختلفة على تنشئة الأبناء وطرق مواجهة تلك المخاطر، وذلك يزيدك عزما وقوة على اتخاذ القرار ويجعلك قادرا على التصرف بحكمة (توجد العديد من المقالات المفيدة حول الموضوع في موقع المستشار) .
كن قدوة لأبنائك و أبدأ بنفسك واترك مشاهدة القنوات غير المحافظة .
استثمر الموقف تربويا وليكن القرار جماعياً من قبل أفراد الأسرة ، وذلك من خلال عقد جلسات أسرية تعرض فيها مخاطر القنوات الفضائية غير المحافظة والألعاب الالكترونية والشبكة العنكبوتية ، ويمكن أن تكلف أبناءك بجمع معلومات عن المخاطر وأساليب المواجهة.
اعمل على أن تأخذ ابنتك الكبرى حيزا أكبر من دائرة الاهتمام في هذا القرار حيث أنها أوشكت أن تراهق ـ أو أنها قد راهقت ـ ومن رسالتك يتضح أنها الأشد تأثراً ، فإن نجحت في جعلها تشارك بفعالية في اتخاذ القرار وتنفيذه تكون قد حصلت كسبا تربويا عظيما .
لتكن خطتك في تنفيذ القرار تربوية تطويرية لأبنائك وتتضمن إجراءات تحصين ووقاية وليس حماية مؤقتة مربوطة بوجودك عندهم فقط ( أنصحك بالرجوع إلى كتاب ” كيف نربي أبنائنا في زمن الانفتاح الإعلامي؟! للدكتورة أماني زكريا ، ويوجد نسخة الكترونية منه على الشبكة العنكبوتية في مكتبة موقع صيد الفوائد)،
ومن المحاور الرئيسة في الخطة :
– التعامل بحب وحنان مع الأبناء فهذا يجعلهم يتقبلون ما تطلبه منهم , مع استخدام التحفيز والتشجيع والمكافأة.
– تنمية الرقابة الذاتية لدى الأبناء : العمل على تنمية مراقبة الله في نفوس أبنائك خلال مشاهداتهم ولعبهم من خلال تعميق حب الله في نفوسهم بتعريفهم بنعمه عليهم ، وتعريفهم بأسماء الله وصفاته .
– برامج التربية الإيمانية وهي كثير وعلى رأسها : تعليم الأبناء الصلاة ومتابعتهم في صلاتهم والحرص على صلاة الذكور منهم في المسجد ، حفظ القرآن وقد يكون إلحاقهم بنيناً وبناتً في حلقات التحفيظ أفضل وسيلة لذلك , تعويدهم على أذكار الصباح والمساء .
– وضع وتطبيق قواعد الاستخدام السليم للقنوات الفضائية ومن ذلك : الاقتصار على القنوات المحافظة ، تحديد ساعات المشاهدة ، مشاركة الوالدين للأبناء في المشاهدة واغتنام الفرص المواتية للحوار والتوجيه، مراعاة قواعد الصحة (الجلسة ، الإضاءة ، المسافة) .
– وضع وتطبيق قواعد الاستخدام السليم للشبكة العنكبوتية ومن ذلك : تحديد فترة زمنية للجلوس على الجهاز، أن يكون الجهاز في مكان مفتوح يراه الجميع ، الحذر من توفير جهاز لكل ابن فهذا يجعل الضبط والمراقبة أكثر صعوبة( وما وقع فيه الكثير الآن من إتاحة شبكة لا سلكية في المنزل مع توفير أجهزة جوالة مثل الحاسبات المحمولة والآي باد والآي بود هو شر عظيم يوسع الرقع على الراقع فالله المستعان ) ، مراقبة الوالدين للمواقع التي يدخلها الأبناء عبر سجل المحفوظات ، تحذير الأبناء من أي نوع من التواصل مع الأشخاص المجهولين بالنسبة لهم، استخدام أنظمة حماية تمنع الأبناء تلقائياً من الدخول على المواقع غير المناسبة وقد يكون مناسب التعاقد مع وكيل منفصل لمتصفح الأبناء ، مراعاة قواعد الصحة .
– وضع وتطبيق قواعد الاستخدام السليم للألعاب الالكترونية ومن ذلك : تحديد ساعات اللعب ، مراقبة الوالدين للألعاب التي يلعبها الأبناء ، مراعاة قواعد الصحة .
– توظيف تلك القنوات تربوياً كأن تطلب من أبنائك البحث عن معلومات في موقع معين ، أو مشاهدة برنامج يعرض في قناة ما ثم مناقشته ، أو تقويم لعبة ما واستخلاص مميزاتها وعيوبها .
– فتح قنوات أخرى للتعلم والتسلية ومن ذلك : الجلسات الأسرية الأسبوعية المقننة ، الذهاب الدوري للمكتبة وشراء الكتب الهادفة ، الألعاب غير الالكترونية ومنها ألعاب التفكير والمنطق .
(ملاحظة : بعض الإجراءات التي تتخذها في مراقبة الأبناء أو حمايتهم يجب أن تكون غير معلنة مثل: مراقبة سجل محفوظات المواقع أو استخدام أنظمة الحماية ، فكشفها يضعف تأثيرها وقد يبطله خاصة عندما يصبحون في مراحل عمرية أكبر) .
بعد نجاحك في رسم وتنفيذ خطة القرار ، لن يضر أبناءك بإذن الله مشاهدتهم للقنوات خلال زيارتاهم الأسبوعية ، ولعلك تعمل على تصدير الفكر الذي تمتلكه حول الموضوع للأسر المحيطة بكم محتسباً ذلك عند الله.
أخيراُ أخي المبارك أوصيك بالدعاء في كل حين أن يحفظ أبناءك وسائر أبناء المسلمين من كل شر في أمر الدين والدنيا.
وفقك الله وسددك.