من الطبيعي والصحي أن يتشاجر الزوجان، لكن التصرفات التي تتبع خلافاتهما إذا لم تكن على درجة كبيرة من الوعي والنضج، فإنها ستؤثر بشكل سلبي في علاقتهما، بل قد تؤدي لانتهاء الحياة الزوجية. لذا عليكِ عزيزتي معرفة الطريقة المناسبة للتعامل مع زوجك بعد أي شجار بينكما، حتى لا يتأثر زواجكما على المدى الطويل. قد يتبادر الآن إلى ذهنك سؤال، هل تطنيش الزوج وقت الزعل أفضل أم أن التجاهل يزيد الجفاء؟ حتى لا تشعري بالحيرة، سنخبركِ عزيزتي في السطور التالية بالطريقة الصحيحة للتعامل مع زوجك وقت الخصام، فواصلي القراءة.
تطنيش الزوج وقت الزعل
الخصام من الأوقات التي تُظهر مدى قوة العلاقة بين الزوجين، والتصرف في هذا الوقت يجب أن يكون بحذر شديد، حتى لا تهدد مشاعرهما السلبية المتراكمة حياتهما الزوجية. قد تلجأ الزوجة أحيانًا إلى تجاهل الزوج بعد الشجار، إما لانتظاره حتى يبدأ الصلح، أو لاقتناع الزوجة بأنها ليست مخطئة، أو ظنًّا منها أنه بعد فترة من التجاهل ستعود الأمور لحالها دون حاجة للمواجهة وسيبدأ الزوج في نسيان ما حدث ويتعامل بشكل طبيعي، ولكن هل فعلًا تجاهل الزوج هو التصرف الصحيح؟
يشير أخصائيو العلاقات الزوجية إلى أنه كلما طالت فترة الصمت والتجاهل بين الزوجين، زاد الشعور بالغضب، إذ تنمو المشاعر السلبية وتزداد إذا لم تتعاملي معها عزيزتي في الوقت المناسب، وسيكون التغلب على الخلافات الزوجية وقتها أكثر صعوبة، فمع مرور وقت طويل دون نقاش مع زوجك حول أسباب خلافكما، قد تنسين ما حدث بالفعل والأسباب الحقيقية وراء المشكلة، ولأنكِ لم تعالجي السبب الحقيقي وراءه، فسيظل أثره داخل نفسك حتى ولو لم تشعري بذلك، ومع أول خلاف بعد ذلك ستشعرين بغضب عارم، لأنكِ بالفعل لديكِ تراكمات سابقة.
لذا مجمل القول، قد تحتاجين للتجاهل أحيانًا حتى تمر الأمور بسلام، ولكنه ليس بالتصرف الصحيح دائمًا، ولن ينالك منه سوى طول مدة ابتعادك عن زوجكِ، ونمو مشاعر الغضب داخلك وداخله. لذا يفضل أن يكون الأمر مجرد أخذ مساحة شخصية مؤقتة للهدوء، تتحدثان بعدها معًا حول ما حدث، ولا يجب أن تطول هذه الفترة عن يومين، حتى لا تفتر مشاعركما، وسنخبركِ عزيزتي فيما يلي، ببعض النصائح للتصرف السليم وقت الخصام.
كيف أتعامل مع زوجي عند الخصام؟
قد تنتهي المشكلة وتتصالحان أنتِ وزوجك، ولكن يبقى أثر الخلاف في نفوس كل منكما، والسبب في ذلك التصرفات التي تبديانها وقت الشجار، التي قد تصل للتجريح أو كشف نقاط ضعف الطرف الآخر، الأمر الذي لا يمكن نسيانه بسهولة، وتبقى آثاره كالقنبلة الموقوتة التي ستنفجر في أول خلاف بينكما، الأمر الذي قد يدفعكِ للتساؤل: كيف أتعامل مع زوجي عند الخصام؟ الإجابة تجدينها في السطور التالية:
لا تتصرفي وكأن شيئًا لم يحدث: يقع كثير من الزوجات في خطأ شائع، وهو تجاهل الخلاف، والتعامل بشكل طبيعي مع الزوج، ظنًّا منهن أن الأمر انتهي بهذه الطريقة، ولكن عزيزتي الأمر أشبه بأن تغطي الأوساخ بغطاء فتبدو الأرض نظيفة، ولكن هل هي بالفعل نظيفة؟ وماذا سيحدث بعد إزالة هذا الغطاء؟ كل تلك المشاعر السلبية التي لم تطلقيها في وقتها، ستظل عالقة داخلك، ومع تراكمها ستنفجر في يوم ما على سبب تافه. امنحي نفسك بعض الوقت، ثم تناقشي مع زوجك فيما حدث، والأشياء التي ضايقتكِ واستمعي له، وتوصلا معًا لحلول مرضية لكما.
لا تجعلي الخلاف يغير شيئًا في يومكما: إذا خاصمتِ زوجك، لا تغيري روتين يومكما أو عاداتكما بسبب خلافكما، كأن تنامي في غرفة منفصلة، أو تتناولي الطعام بمفردك، أو حتى ترفضي تحضير الطعام له، فهذه الأمور ستزيد الفجوة بينكما، وسيصعب الصلح بعد ذلك، مارسي حياتك بصورة طبيعية، خاصةً إذا كنتِ وزوجك على علاقة جيدة، حتى تمر المشكلة وتظل علاقتكما سليمة.
تغاضي عن الأمور البسيطة: بالطبع ليس المقصود أن تتغاضي عن كل الخلافات بينكِ وبين زوجك، فأحيانًا تكون الخلافات على أشياء لا يجب التغاضي عنها، ولكن النقاش في كل صغيرة وكبيرة أمر مرهق، وسيجعل زوجك ف النهاية يصالحكِ دائمًا ليس لأنه يريد ذلك، ولكن لمجرد تجنب النقاش معكِ. تغاضي عزيزتي عن الأشياء التي يمكن تفويتها، عن مكالمة هاتفية باردة، أو نسيانه عيد زواجكما في إحدى المرات، أو لعدم مقابلتك بابتسامة في أثناء عودته من المنزل، وكما يُقال: “التغافل نصف العافية”.
ناقشي زوجك في المشكلة: بعد أن يحصل كل منكما على وقته في الهدوء والاختلاء بالنفس، ناقشا المشكلة معًا، وسواء بدأتِ بالحديث أو بدأ هو، المهم هو أن تتصارحا وتفرغا مشاعركما السلبية، ويُفضل الحديث في مكان هادئ، ولا داعي لبدء الحديث بالنقد أو اللوم، ولكن ربما بعض الكلمات العاقلة التي تساعد على كسر حاجز الخصام، أو إعداد كوبين من الشاي والجلوس فقط في الشرفة، وستأتي الكلمات من تلقاء نفسها.
استخدمي ذكاءك وخفة ظلك في الحديث: بعض الأزواج يفضلون استخدام خفة الظل في المصالحة، أرسلي لزوجك رسالة تحمل مزحة، أو فاجئيه بمقلب ظريف، وبعد أن تنجحي في إضحاكه والتحدث معه، اجلسا معًا وتحدثا عن أسباب المشكلة.
تعاتبا وفرغا مشاعركما السلبية: هناك فرق بين العتاب وبين تبادل الاتهام وإلقاء اللوم على أحدكما الآخر، تعاتبا، فالعتاب طريقة صحية للتصافي بين الزوجين، وبعده حددا الأشياء التي أدت للمشكلة، وفكرا في حلول لتصلا إلى منطقة وسطى يمكن أن تتقابلا فيها، حتى يمكن للعلاقة أن تستمر بشكل صحي.
لا تستخدمي صفحات التواصل للضغط على زوجك: يلجأ بعض الزوجات بمجرد وقوع أي خلاف مع الزوج إلى نشر تفاصيل خلافهما على صفحات التواصل الاجتماعي أو التلميح بما حدث، وهذه الطريقة خاطئة تمامًا عزيزتي، فلا يجب أن تنتشر أسرار البيوت على الملأ، والأفضل المواجهة المباشرة والتحدث بصراحة.
كوني صريحة مع نفسك: بعض الزوجات يشعرن بالكبرياء الشديد ولا يعترفن بأخطائهن، لذا اجلسي مع نفسك وصارحيها، هل زوجكِ حقًّا مخطئ أم أن الخطأ منكِ؟ لن يقلل منكِ هذا الأمر شيئًا، فإذا اعترفتِ بخطئك، واعتذرتِ لزوجك، سيقدر لكِ هذا التصرف وسيعتذر إذا ما كان هو المخطئ في المرات القادمة.
لا تثيري أمورًا قديمة: لا تقعي في الخطأ الذي يقع فيه معظم الزوجات، بأن تستعيدي الخلافات القديمة مع كل شجار بينكما، اطوي صفحة الماضي، ولا تثيري أمورًا قديمة، فلن يأتي هذا الأمر بأي نفع، سوى بمزيد من الخلافات، وتفاقم الأمور بينكما.
أخيرًا عزيزتي، فإن تطنيش الزوج وقت الزعل قد يكون تصرف سليمًا في بعض الأحيان، خاصةً إذا كان زوجك عصبيًّا أو عنيدًا أو يهول من الأمور، ولكن يجب أن يكون ذلك في حدود، ولا يجب تكراره في كل خلاف، فالتجاهل سيزيد الجفاء بينكما، ويؤدي إلى فتور مشاعركما، ما قد يؤثر في علاقتكما على المدى الطويل. تحدثا على الفور بعد أن تشعرا بالهدوء، واتفقا على حلول، حتى لا يسبب الخصام شرخًا في جدار زواجكما لا يمكن ترميمه أبدًا.