الجمعة 20 سبتمبر 2024 / 17-ربيع الأول-1446

كيف أتطور مع زوج كسول ؟



http://t2.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcTpFp0xpMJiElTiaDpUfkKSy4MrvZyXdZt00DfCUl43gqeEFlYorw

أتمنى قراءة هذه الرسالة والرد عليها في أقرب وقت يتاح لكم . أنا فتاة في العشرين من عمري متخرجة من الجامعة من سنة تخصص لغة انجليزية من يوم ماكنت أدرس كانت أحلامي أن أكون رقما صعبا في هذه الحياة لأخدم ديني وأحقق معنى الخليفة في الأرض

وأن أعين أهلي وأحقق لهم مايتمنونه في ظل ظروفهم المادية الصعبة ماكنت أفكر بالزواج كثيرا فهذه الأشياء كانت تشغل بالي وعندما يخطر هذا الموضوع ببالي كانت هناك معايير محددة أتخيل فيها زوج المستقبل

كنت أتمناه ان يكون رجل ذا دين يصلي الفروض الخمس في المسجد,مواظبا على السنن,منضبطا في قيام الليل كنت أتمناه ذا خلق حسن داعيا إلى الإسلام بحسن أخلاقه كنت أتمناه رجل متعلم يستغل اوقات فراغه في القراءة وعمل اشياء لنصرة الدين

رجل يحب تطوير نفسه باستمرار ذو طموح عالي معتمد على نفسه في كل شي وفي آخر ترم لي في الجامعة تقدم لخطبتي شاب تظهر عليه علامات الإلتزام وكنت مهتمة بأمر دينه وخلقه وعلمه سأل أخي عن دينه فمدحوا له في المسجد

سأل أصحابه في العمل فأثنوا عليه سأل صاحبه المقرب عن علمه قال انه معه دبلوم وهو منتسب في الجامعة ورجل متفوق موظف كل هذه الأشياء التي سمعتها دعتني لأخذ الأمر بجدية وأستخير الله في الزواج منه

في الخطبة شرط ابي ان اكمل دراستي وأن اتوظف وقال هي تريد ان تكون معيدة وافقوا ومشت الأمور وتزوجته خلال فترة زواجنا لم ألحظ الإلتزام الذي قيل لي عنه فهو في مرااات كثيرة لا يصلي الفروض في المسجد كصلاة الفجر أو الفروض التي يكون نائما فيها

وعندما اوقظه يصرخ في وجهي ان ادعه ينام حتى اني ازعل منه رأيته غير مبالي بصلاة الوتر واستغربت منه حتى اني قلت له اعرف رجال ماهم على التزام مواظبين عليها كيف تتركها انت اكثر ماهو مواظب عليه صيام الإثنين أما خلقه فهو معي طيب لأبعد الحدودوحنون جدا

يساعدني في أعمال المنزل ويحاول أن يلبي رغباتي ولكن مع الناس متغير أحيانا يغتاب ,يسب لاأجد أحيانا توافقا بين تفكيري وتفكيره تفكيره جدا بسيط وعامي مثل الشباب العاديين وحتى تعليمه وهذا مايزعجني ولكنه معجب جدا بفكري

أما أنا اتمنى ان يكون هو افضل مني في الفكر فهو صاحب القوامة مع اهلي الاحظ انه غيور جدا من اهلي يريد ان ينتقص منهم يدقق في عيوب صغيرة في أخواني ويبرزها لي مع العلم ان اهلي طيبين معه لأبعد درجة ولايعدونه إلا ابنا لهم

حتى ان والدتي تطبخ له مايحب اذا ذهبنا لهم وكانه ابنهم ولكن مايزعجني انه لايقدر ذلك اما علمه فقد صدمت ان ماقيل لي بأنه متفوق معدله ضعيف في الجامعة في فترة الإختبارات ودورة الإنتساب احس اني اعامل طفل كي أدفعه للمذاكرة وارتب له جدول للمذاكرة ولكن اجده يتهرب ويميل إلى الكسل والتراخي

حتى انه دار حوار بيني وبينه قلت له أني لن أشغل بالي في موضوع دراستك انت حر حتى زعل لما اشوف الفرق بيني وبينه في المذاكرة اتذكر بعض الطالبات الاتي كنت اتعجب من اهمالهم

بعد فترة من زواجنا فاتحني في موضوع ان أبحث عن وظيفة فكنت أظهر في حواري انني لست مهتمة بنوع الوظيفة ومكانها فالأهم ان اوصل رسالتي لأي من كان يعني موشرط أن اتوظف حكومي بوظيفة راتبها عالي سارضى باي وظيفة حتى لو كان راتبها ألفين ريال الأهم اني اعلم بالطريقة التي أريد

وقلت أن المادة لا تفرق معي فهذه ليست متطلب مني مادمت قد تزوجت ماانتهيت من هذه الكلام حتى غضب مني وزعل وأخذ يصرخ في وجهي ويقول راتبي لا يكفي لأسرة بعد خمس سنوات والفرص اليوم متاحة امام الفتيات انا مااقدر وكلام مثل هذا حتى انه لم يكلمني وقاطعتي ذاك اليوم

فقلت له حتى لو اتوظفت من له حق في راتبي هم اهلي هم من تعبوا وأوصلاني الى ان تخرجت بامتياز فكرت ذلك اليوم بالطلاق حتى هو راودته الفكرة ولكن اعلم ان اهلي سينهارون عند سماعهم لخبر كهذا ولكن بعد يوم قال لي انت حرة في كل شي في حياتك وتصافينا

ومنذ ذلك الوقت وانا احس نفسي اني قد قتلت لم اعد مهتمة بتطوير نفسي كرهت الوظيفة صارت حياتي مثل باقي النساء طبخ وغسيل واهتمام بشؤن المنزل أصبحت اشغل وقتي بأشياء تافهة

وكلما تذكرت احلامي وطموحي ذرفت عيناي بالدموع وكرهت الحياة بالزواج وتمنيت اني لم اتزوج احسست اني متزوجة من رجل اتكالي يريد ان يستغل طموحي كي يرفع راسه كما يقول وأكون بنك له بينما هو يريد ان يظل على حاله وانا لا أرضى بأن اعمل واطور من نفسي مقابل رجل كسول

والله يادكتور اني مستعدة ان اساعده في هذه الحياة بكل ما استطيع حتى ماديا ولكن لا اريد ان اجدف القارب وحدي أريده ان يكون ذو حماس حتى نكون عونا لبعض أما ان استغل وان يكون اتكالي فهذا ما ارفضه حتى اني صرحت له ببعض من هذا الشي وزعل كالعادة

مااعرف ماذا اعمل نفسي اتوظف واحقق طموحي واعين اهلي ولكني خائفة ….لأن وضع المرأة الموظفة مع زوج لايكافئها في مجتمعنا لايبشر بخير

في بعض الأحيان أشعر بأني أكرهه وأريد التخلص منه حتى أني ماعدت أكن لأهله الحب كبداية زواجنا فالمرأة تحب أهل زوجها إذا أحبته .

ماذا أفعل؟ مع العلم لم نرزق بأبناء حتى الآن


اسم المستشير      نور اليحيا
_____________________

رد المستشار       أ. صفية محمد الجفري


بسم الله الرحمن الرحيم .

أختي الكريمة : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

رفقا بنفسك العليّة وبزوجك الطيب، فسعيك للكمال بشكل غير متوازن هو الذي يقتل طموحاتك وليس كسل زوجك كما تظنين .


عزيزتي :

لو تدبرت في أخلاق زوجك ، ومجمل حاله، لربما رأيت ما لا ترينه الآن ، رأيت رجلا صالحا ، يزل حينا ويستقيم أحيانا كعادة المتقين، ورأيت رجلا صاحب خلق رفيع، يحتمل حدتك معه، ويحتوي إحساسك بالتفوق عليه برفق ومودة ، ولا يقلل من قيمتك حسدا أو غيرة .

لو تأملت حال زوجك لرأيت رجلا يستجيب لدعمك له رغم طريقتك التي قد تكون جارحة ومتعالية في تقديم الدعم له .

فإذا ما عرفت قيمة الصفات التي ذكرتها لك لعظم شأن زوجك في عقلك وقلبك ، ولأضيفت إلى مفاهيمك عن ” الرقم الصعب في الحياة” مفهوم التفوق الأخلاقي ودا ورحمة ورفقا وتواضعا. ولوجدت أن ما تفتقدينه في زوجك هو في الواقع أقل أهمية مما يمتلكه زوجك من تحقق بإنسانيته، وما يعطيه لك من حنان واحتواء، وغفران ومودة .


يا عزيزتي :

لا تخسري الكنز الثمين الذي أكرمك الله به بأوهام ” الحسابات ” المادية البحتة، ولو كانت هذه الحسابات في ظاهرها ليست كذلك ، فالطموح العلمي، والنجاح العملي، لا يساوي شيئا إن لم ترافقه روح طيبة ، ونفس يملؤها الخير.

والله أعطى زوجك نفسا عظيمة، ودودة ، مرنة ، قابلة للترقي، لكنها تحتاج منك إلى معاملة طيبة، وتقدير عميق وحقيقي، عندها ستستطيعين أن تأخذي بيد زوجك إلى الأفضل علما وطموحا، وعندها أيضا ستشرق على قلبك أنوار معرفة القيمة الحقيقية للخلق النبيل ، وكونه كنزا أغلى من كنوز الأرض، ولو عمرت الأرض به لنالت السلام والأمن .


يا عزيزتي :

كل يعمر الأرض بأسلوبه، والطرق إلى الله متعددة ، وكل ميسر لما خلق له، فإن فات زوجك اللحاق بركب التقدم العلمي والعملي ، ولم يكن في مستوى عال في ذلك رغم محاولاتك الجديدة والداعمة نفسيا وعمليا ، فإن زوجك لديه الخلق الكريم الذي يعينك على استقرار نفسي تؤدين فيه دورا علميا وعمليا يختلف عن الدور الأخلاقي الذي أكرم الله به نفس زوجك ، وجعلها نفسا عظيمة بطيبتها و دفق عطائها الإنساني .

أما عن حديثك عن مساعدة أهلك فهو حديث وفاء وبر أسأل الله أن يثيبك عليه، والبر يا أختي الكريمة يكدره الجفاء ، وكلماتك لزوجك جفاء لما يستحقه من معاشرة بالمعروف، وجفاء لحق حياتكما المشتركة في أن تدعميها بما يعينكما على حياة كريمة لك ولزوجك ولأولادك في المستقبل بإذن الله في خير.

برك بأهلك جميل ، ويكتمل جماله ببرك بزوجك ، الذي تواثقت معه بالميثاق الغليظ على حسن المعاشرة ، فسددي وقاربي، ولا تجعلي الفجوة تعظم بين زوجك وأهلك بسبب طريقة كلامك عن أهلك أمامه.

ولا تخلطي بين الأمور، فتوتر علاقتك بزوجك لا ينبغي أن تنعكس على علاقتك بأهله، فلا تزر وازرة وزر أخرى .

ونصيحتي لك أن تقرأي بتأن كتاب :” مختصر منهاج القاصدين” ، وكتاب :” الآداب الشرعية والمنح المرعية” ففي الكتابين خير كثير سيساعدك على نظرة أكثر موازنة للأمور . وحسنا فعلت بتأجيل الإنجاب، فانتظري حتى تستقر علاقتكما لتستقبلا الأطفال- بكرمه تعالى- بعد ذلك وأنتما في حال غير مضطربة .


وختاماً :

احرصي على كثرة الدعاء والتوجه إلى الله تعالى بأن يوفقك للخير ، ويصلح لك أمرك كله .أسأل الله تعالى أن ينير بصيرتك، ويلهمك رشدك ، ويهبك الحياة الطيبة أنت وزوجك .

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم