عامر العبود
التواصل والحوار بين الزوجين من أساسيات الزواج الناجح بلا شك، وصمت الزوجة المستمر وقلة كلامها قد يكون سبباً في توتر العلاقة الزوجية وضعف الروابط بين الزوجين، وأفضل نصيحة للتعامل مع الزوجة الصامتة وقليلة الكلام هو تفهّم أسباب صمتها وعدم رغبتها بالكلام أولاً، وعدم الضغط عليها أو إشعارها أن صمتها يقلل من محبة الزوج لها، ثم العمل معاً على كسر حاجز الصمت وخلق مواضيع للنقاش والحوار تشجع الزوجة على تغيير طباعها.
صفات الزوجة الصامتة
تستمع جيداً لكن لا تتفاعل: أول ما يعاني منه الزوج في العلاقة مع الزوجة الصامتة أنها لا تتفاعل مع كلامه وقصصه والمواضيع التي يريد نقاشها، فهي تفضل الاستماع وتكتفي بردود فعل بسيطة تدل على انتباهها لما يقوله، وعلى الرغم أن الزوجة الصامتة مستمعة جيدة في معظم الأحوال، لكنها لا تميل للتفاعل مع الكلام.
تقدم إجابات مغلقة: من صفات الزوجة الكتومة الصامتة أنها تقدم إجابات قصيرة ومباشرة، وغالباً ما تكون الإجابات المغلقة على نمط نعم أو لا أو كما تريد، بحيث تتجنب النقاش والإجابات الطويلة التي تتطلب شرحاً.
لا تحب النقاشات الطويلة: لا تفضل الزوجة الصامتة الدخول في نقاشات طويلة أو معقدة، ليس فقط مع زوجها وإنما بشكل عام، وقد لا ترغب بالتواجد بين أشخاص يتحدثون كثيراً، وفي بعض الحالات تكون الطريقة التي تنهي بها الزوجة النقاش مزعجة للزوج حتى وإن لم تقصد هي إزعاجه.
تميل أكثر للوحدة والانطواء: عادةً ما تميل الشخصية الصامتة للوحدة وتجنب التجمعات، وقد يلاحظ الزوج ذلك على زوجته من خلال تجنبها للمناسبات الاجتماعية وقلة عدد صديقاتها والمقربات منها، وتفضيلها للأنشطة التي لا تتطلب منها التواصل مع الآخرين.
لا تعبّر عن مشاعرها بصراحة: من المشاكل التي تواجه الزوج في التعامل مع الزوجة الصامتة والكتومة أنها لا تعبر عن مشاعرها بشكل صريح ومباشر، لا يقتصر ذلك على الكلام الرومانسي أو مشاعر الحب بينهما، ولكن أيضاً عندما تكون الزوجة غاضبة أو مزعوجة من أمر فقد لا تجيد التعبير عن سبب حزنها أو غضبها.
تفضل وسائل أخرى للتواصل غير الكلام: من صفات الزوجة الصامتة أيضاً أنها تميل لوسائل التواصل الأخرى التي لا تتضمن اتصالاً مباشراً لفظياً أو اتصالاً بالعيون، مثل التواصل عن طريق الرسائل النصية.
خجولة في كثير من المواقف: قد يكون سبب الصمت الزوجي هو شخصية الزوجة الخجولة، ويلاحظ الزوج خجل زوجته في كثير من المواقف وعلى وجه الخصوص المواقف الاجتماعية.
تقبل بأمور لا تريدها فعلاً: قد يبدو ذلك من الأمور المحببة لبعض الرجال، لكن أن تقبل الزوجة الصامتة بأمور لا تريدها ولا توافق عليها يعني أنها تعيش حالة من الحزن الخفي وعدم الرضا والذي يزداد مع الوقت لأنها غير قادرة على التعبير عن رفضها أو الدخول في نقاش حول رأيها ورغباتها.
كيفية التعامل مع الزوجة الصامتة
أفضل طريقة للتعامل مع الزوجة الصامتة أن تشعرها بالأمان والمحبة والاحتواء والتقبّل، فالزوجة الكتومة تبحث عن الأمان والثقة في زوجها، وقبل أن تفكّر في دفع زوجتك للكلام وتغيير طبيعتها الكتومة يجب أن تثبت لها أنك مستعد لتقبل رأيها ودعمها، وأن النقاش بينكما لن يكون سبباً للخلاف بقدر ما سيكون سبباً لتعزيز العلاقة ودعمها، من هنا يبدأ علاج الصمت الزوجي.
امنحها الثقة والأمان: أشعر زوجتك الصامتة أنك ترغب فعلاً بسماع كلامها، وتهتم حقاً بمشاركتها في تفاصيل مشاعرها، وتجنب أي إشارات أو تصرفات توحي أنك غير مهتم بما ستقوله أو أنك في النهاية ستتخذ القرارات منفرداً، أو ستحكم عليها من خلال ما ستقوله.
ناقشها بأسباب صمتها: من المهم أن تعرف الأسباب التي تجعل زوجتك صامتة ولا ترغب بالحديث، خصوصاً إذا لم تكن هذه طبيعتها الأولى وإنما أصبحت مع الوقت كتومة وصامتة، معرفة الأسباب سيساعدكما على إيجاد الحلول المناسبة لتجاوز مشكلة الصمت الزوجي.
استمع لما تقوله بدقة: بما أن الزوجة الصامتة لا تتكلم كثيراً سوف يكون من المهم أن تستمع لما تقوله حقاً وتُصغي إليها، الإصغاء للزوجة الصامتة سوف يساعدك على فهمها وهذا بدوره سوف يمنحها مزيداً من الثقة ويشجعها على الحديث أكثر عوضاً عن الصمت.
اطرح عليها أسئلة مفتوحة: من أهم النصائح للتعامل مع الزوجة الصامتة أن يتجنب الزوج الأسئلة المغلقة التي يكون جوابها بكلمة واحدة أو كلمتين، واستبدالها بالأسئلة المفتوحة التي تتطلب مزيداً من التوضيح بطبيعتها، استخدم الأسئلة المفتوحة حتى في الأمور البسيطة مثل اختيار مكان قضاء عطلة نهاية الأسبوع.
عوّدها على اهتمامك بالتفاصيل: تحتاج الزوجة الصامتة والكتومة للشعور باهتمامك دائماً، حاول أن تظهر اهتمامك بالتفاصيل ولا تكتفِ بالإجابات المقتضبة والقصيرة، حتى وإن شعرت أنّك لحوح بعض الشيء.
لا تضغط عليها كثيراً ولا تنتقد صمتها: يجب أن تمنح زوجتك الوقت الكافي للخروج من حالة الصمت هذه، لذلك عليك التحلي بالصبر وتجنب الضغط عليها لتغيّر طباعها، كذلك عليك تجنب انتقاد صمتها بشكل فجّ أو تهديدها بتغيّر مشاعرك تجاهها إن لم تغيّر من طبيعتها الصامتة.
لا تبادلها الصمت بالصمت! العقاب بالصمت من أخطر الأخطاء التي يرتكبها الزوج في التعامل مع الزوجة الصامتة، لا تغيّر طريقة تعاملك مع زوجتك كنوع من العقاب لها على صمتها، بل على العكس يجب أن تسعى لزيادة التواصل بينكما وإشراكها بمزيد من الأحاديث العادية والعميقة بدلاً من عقابها بتبادل الصمت!
افتح بعض المواضيع العميقة: من المعروف أنّ الأشخاص الانطوائيون لا يميلون للأحاديث السطحية فستلاحظ ردود فعل بسيطة من الزوجة عندما تحدثها عما حدث معك في العمل أو عندما تسألها عن يومها، لكن في المقابل قد يجعلها فتح نقاشٍ في موضوعٍ أكثر جديّة تدخل في الحديث وتبدأ بالنقاش بحماس.
قضاء بعض الوقت المميز معاً: حتى لو لم يكن الأمر يبدو كذلك لك فالزوجة الصامتة ترغب بالتأكيد بقضاء بعض الوقت المميز مع زوجها والتواصل معه، بالطبع يجب أن تراعي ظروف المكان المحيط وتجنب الأماكن المزدحمة كي لا يتحول الوقت المميز بينكما إلى مصدرٍ للإزعاج والضيق لزوجتك.
استخدام الكتابة بدلاً من المكالمات: الطريقة الأفضل للتواصل مع الزوجة الصامتة عندما لا تكونان معاً هي الرسائل واستخدام تطبيقات الدردشة، استخدام الكتابة للتواصل قد يكون أفضل بالنسبة لها وأسهل للرد والتعبير في حين أنّ المكالمات والحديث قد يتسبب لها بالضغط.
ساعدها على قطع الاتصال عندما تريد ذلك: من أسرار التعامل مع الزوجة الصامتة أن تتيح لها الفرصة دائماً لقطع التواصل البصري أو اللفظي معك، امنحها فرصة للحديث دون أن تنظر إلى عينها مباشرةً، واترك لها المجال لقطع النقاش عندما تحس بعدم الراحة أو الضغط.
أسباب صمت الزوجة وعدم رغبتها بالكلام
الشعور بالخجل من الزوج: خصوصاً في الزيجات الحديثة قد يكون الخجل والشعور بعدم الارتياح من أهم أسباب صمت الزوجة، وعلى الزوج أن يبادر لكسر هذا الخجل من خلال إظهار التفهّم والتقبّل والاهتمام في كل فرصة متاحة.
شخصية الزوجة الكتومة: لا يجب المبالغة في تقدير أسباب صمت الزوجة وميلها للكتمان، فقد تكون هذه طبيعة شخصيتها، وكل ما تحتاجه بعض الوقت لتشعر بالأمان والثقة لتقدم على الحديث بشكل أفضل، وسيكون دور الزوج حاسماً في مساعدة الزوجة للتغلب على هذه الخصلة في شخصيتها.
عدم اهتمام الزوج بما تقوله الزوجة: من أسباب لجوء الزوجة للصمت هو اليأس من اهتمام الزوج بما تقوله، حيث لا تشعر الزوجة أن ما تقوله مهم بالنسبة للزوج أو أنه سيغير شيئاً من قراراتهما المشتركة، فتفضل الصمت على الكلام الذي لا طائل منه.
كثرة الانتقاد والتنمر الزوجي: قد تميل الزوجة إلى الصمت والكتمان خوفاً من التعرض للانتقاد، هذا الخوف من الانتقاد والتنمر الزوجي سببه تراكم الانتقادات وشعور الزوجة أن زوجها مستعد دائماً لتصيد أخطائها من خلال ما تقوله.
الإهمال العاطفي: التواصل اللفظي بين الزوجين هو شكل من أشكال التعبير عن الاهتمام العاطفي، وعندما تشعر الزوجة بالإهمال العاطفي والبرود من جهة الزوج لن تجد مكاناً للتواصل وستنطوي على نفسها وتفضل الصمت على الكلام حتى وإن كانت ترغب بالكلام مع زوجها.
عدم احترام الزوج لزوجته: الاحترام بين الزوجين هو أحد الركائز الأهم في العلاقة الزوجية والتي لا يجب إهمالها مهما حصل، من الضروري على الزوج أن يحترم زوجته ويتجنب الأفعال أو الأقوال التي تشعرها بالدونية والإهانة، فهذه المشاعر قد تكون السبب المباشر لصمت الزوجة.
كثرة الخلافات الزوجية: يمر الأزواج بثلاثة مراحل تقليدية، في بداية الزواج يحاول كل طرف فرض رأيه وطريقته على الشريك، ثم يحاول الانسحاب وترك الشريك يتخذ قرارات منفردة، ثم يفقد الطرفان الاهتمام بمن سيقود الدفة ورأي من سيكون هو السائد، وكثرة الخلافات الزوجية تسرّع الوصول إلى المرحلة الثالثة حيث يفقد الزوجان شغفهما بالتواصل ويهتمان بتأمين الحد الأدنى لاستمرار الزواج، فيما يعمل الأزواج الناجحون على استبدال هذه المرحلة بالتواصل الفعال الذي يقود للرضا المتبادل عن الحياة الزوجية.
الحالة النفسية والمزاجية: الحالة النفسية تؤثر على رغبة الفرد في التواصل مع الآخرين، إذا كانت زوجتك قد تحولت فجأة إلى الصمت والكتمان قد يكون ذلك بسبب شعورها بالاكتئاب ومرورها بظروف نفسية معقدة وصعبة لا تستطيع التعبير عنها بسهولة.
قلة كلام الزوجة هل تدل على الكره
لتحديد ما إن كانت قلة كلام الزوجة تدل على الكره يجب التمييز بين قلة الكلام الناتجة عن طبيعة الزوجة الانطوائية وقلة الكلام الناتجة عمّا يسمى المعاملة الصامتة، المعاملة الصامتة هي أسلوب يتضمن تجاهل وجود الشخص أو كلامه ورفض التواصل معه لأسباب تتعلق بالعلاقة نفسها، ويعتبر شكلاً من أشكال العقاب النفسي.
الصمت الناتج عن الانطوائية قد لا يحتمل الكره ويمكن أن يكون عفوياً، لكن الصمت الناتج عن المعاملة الصامتة يعني أن الزوجة الصامتة تحاول تجنب زوجها إمّا كنوع من العقاب أو التعبير عن الحزن والغضب منه، وفي بعض الحالات قد يكون صمت الزوجة تعبيراً عن عدم ارتياحها وربما كرهها لزوجها! الوحيد الذي يملك الإجابة على هذا السؤال هو الزوج نفسه، لن يخطئ الرجل امرأة تكرهه!
طرق فتح مواضيع مع الزوجة
اختر الوقت المناسب للحديث مع وزجتك، وتجنب الأوقات التي تكون فيها مشغولة أو غير مستعدة للدخول في نقاش.
لا تتحدث عن الصمت، اجعل حديثك مع زوجتك طبيعياً قدر الممكن ولا تشعرها أنك تضحي بمحاولة الحديث معها!
ابدأ الحديث دائماً بجمل لطيفة ومعبّرة وتجنب البدايات المعقدة أو الجمل التي لا تحتمل النقاش والرد.
اختر المواضيع التي تهم زوجتك وليس التي تهمك أنت، حتى إن كنت تعتقد أن هذه المواضيع سخيفة وغير مهمة عليك أن تخفي اعتقادك هذا وتظهر اهتمامك بالتعرف أكثر لاهتماماتها.
تقبّل عدم رغبتها بالحديث ولا تحاول الضغط عليها أو ابتزازها عاطفياً عندما لا ترغب في الحديث.
عوّدها على مشاركة تفاصيل يومك كل يوم، وحاول أن تتواصل معها عندما لا تكون في البيت من خلال الاتصالات أو الرسائل النصية.
استشرها دائماً بالأمور المهمة والقرارات مهما كانت بسيطة، وأشعرها أن رأيها له قيمة، وعبّر لها عن مدى سعادتك لسماع رأيها.
كن صبوراً ولا تستسلم بسهولة، تحتاج زوجتك لبعض الوقت لتخرج من حالة الصمت لكن إذا فقدت صبرك واستسلمت ستغذي شعور عدم الثقة لديها.
صامتة وكتومة وأشعر أن زوجي عدوي!
من الاستشارات التي وصلت إلى مجتمع حلوها حول الصمت الزوجي، زوجة تقول أنها تزوجت زواج صالونات، ولم تعرف شيئاً عن زوجها قبل الزواج ولا هو يعرف عنها شيء، واستمر ذلك بعد الزواج ما جعلها تصف شعورها بالـ “غربة”، حيث ما تزال تشعر أن زوجها غريب عنها ولا تستطيع توقع رد فعله أو معرفة ما يدور برأسه، ما جعلها انطوائية وكتومة وتخشى الحديث معه، وعلى عكس ما توقعت في البداية؛ فإن هذا الشعور بالغربة عن زوجها وميلها للكتمان والصمت يزداد مع الوقت ولا ينقص!
أجابت المدربة والخبيرة في موقع حلوها ميساء حموري على سؤال كيف أتعامل مع الصمت الزوجي:
عليكِ أن تحاولي كسر حاجز الصمت مع زوجكِ من خلال البدء بالتعرف إليه أكثر وسؤاله عن حياته السابقة وطبيعة علاقته بأهله وذكرياته وطفولته، وكذلك أن تتكلمي أنتِ عن طفولتكِ وذكرياتك والتجارب التي مررتِ بها، وعندما يخبركِ زوجك عن حياته وتجاربه امنحيه الشعور بالأمان والثقة وتجنبي الاستغراب أو الانتقاد، حيث يرجع شعوركما بالغربة والرغبة في الكتمان إلى عدم وجود الثقة الكافية المتبادلة بينكما.