لا يكاد يمر أسبوع بالكثير دون أن يتم الكشف عن محاولات تهريب للمخدرات بكميات كبيرة تكفي لتدمّر دولًا، ورغم نجاح هذه الحرب في كشف العدد المهول من الكميات، يبرز السؤال الآتي: إذا نجحنا، بفضل الله، في كشف هذا الكم من المخدرات، ومَن هم خلفها، يا ترى كم نسبة ما لم يتم كشفه؟!
وهذا الأمر طبيعي أن ينجح شياطين التهريب مرة، ويُكشف أمرهم مرات، وهذا أمر وارد، ولا يقلل من الجهود المبذولة للقضاء على المخدرات، ومعروف عالميًّا أن هناك نسبة من عمليات التهريب تنجح وتبقى نسبة النجاح والفشل بين جهود المكافحة والمهربين متأرجحة بين دولة وأخرى!
وهنا نتحدث عن أهمية وعي المجتمع للتعريف بجميع أنواع المخدرات والتبليغ عن أي ملاحظة يمكن رصدها، فالجهود مستمرة من لدن وزارة الداخلية والقطاعات المشاركة (مكافحة المخدرات، الأمن العام، حرس الحدود، والأفواج الأمنية)، في الحرب على المخدرات، كما تمّ التشديد على منع الكفالات الشخصية والحضورية على الحيازة أو الاستخدام مهما كانت كمية المخدر المضبوط.
وقد ذكر سمو وزير الداخلية في تغريدة عبر حسابه الرسمي على موقع «تويتر»: «ضربة تتلوها ضربات، لن ينجو منها مروّجو ومهرّبو المخدرات، ومَن يستهدفون مجتمعنا ووطننا».
وبهذا التشديد يضيق الخناق على المروّجين من خلال تتبّع وفحص المشتبه بهم من المتعاطين، فما قد (يفلت) من كميات المخدرات من خلال الحدود سيجد رقابة المجتمع ووعيه وتعاونه مع الجهات الأمنية بالمرصاد، والتكامل مطلوب في حماية الوطن وشبابه من سموم المخدرات، ولما للإعلام من دور في نشر الوعي، وكخدمة مجتمعية نتطلع إلى أن يكون هناك دور للبرامج الرياضية ذات الشعبية عند الشباب وبرامج التطبيق التي تتنافس في عالم الدعاية من خلال الدفع بسخاء على إعلاناتها والبنوك التي تتزايد أرباحها في المساهمة في دعم الحملة الوطنية للحرب على المخدرات من خلال إنتاج برامج ومقاطع وتنظيم ملتقيات وغيرها، فبلدنا مستهدف، وعلى كل مواطن أن يشعر بأهمية دوره، والدور الذي يقوم به رجال المكافحة والجمارك وغيرهم من الجهات الأمنية، فإذا نجح المهرّب في تهريب سمومه من المخدرات عبر منافذ الوطن، فلا نجعله ينجح في ترويجها داخل حدوده.
———————————
بقلم أ, صالح بن حنيتم
المصدر : صحيفة اليوم