الجمعة 20 سبتمبر 2024 / 17-ربيع الأول-1446

كارثة الرهاب عصفت بي .



كارثة الرهاب عصفت بي .

http://t0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcSJyrD9xItb0GcEIRPooWC11LK5bo_ClJ0_BHv-pqu-iqaa_YE5

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ..

اولا اشكركم على هذا المجهود وجعله الله في موازين حسناتكم. انا طالبه في الثانويه ابدا بمشكلتي اللـتي تمنعني من اذهاب الى المدرسه واتعبتني ثلاث سنوات ولا اعلم من ماذا

اولا انا انطوائيه بعض الشي والان يزداد هذا الانطواء كثيييرن لدرجه اني ماصرت احب اطلع من البيت ولا اكلم احد في التلفون الا اهلي وصديقتي المقربه جداا وليس دايما وانا اذا جلست مع الناس لااتكلم كثير وان تكلمت اتلعثم لكلام

واشعر بارعش والخووووف اللذي يحسسني نني سوف اموت بعد قليل وخفقان قلبي يزدادوملامح وجهي بتغير ووجهي بالاصفرار ويدايا بالارتعاش وافكر ليلا ونهارا بهذا الهم القاتل

وبالمدرسه اذا تجمع الصديقات وبداوا بالضحك والتعليق الاعراض تظهر علي وكأنها تنبيه لكارثه سوف تحصل ولا احب احدا ان يعلق علي ولا يضحك

وعندما يقول لي سوف نذهب الخميس القادم الى احد من اقاربي ابدا بتفكير بهذا الهم الى يوم الخميس اذا اراد احد ان ياتي الينا اظل صامته وخائفه ويشعر ضيفنا انني متضايقه منه

ومن ثم اذهب الى غرفتي وابدا بالبكاء الشديد واشعر ان حزن كبير بداخلي لا يريد الخروج ولا اعلم ماذا افعل بهذا الشي الذي يشعرني انني اريد الموت واحس ان حياتي ليس لها قيمه ولا اشعر اني لي قميه ولا اعلم ماذا اريد ولا لا اريد فكلاهما اصبحت متساويه

وافكر ان اقول لوالدي اني اريد اذهاب لطبيب نفسي واشعر بالخجل من هذا الموضوع ولا اعلم الى من الجاء فقد لجأت اليكم وطالبه المساعده

اسم المستشير     ساره الهاجري

_______________________________

رد المستشار    أ. أميرة محمد بدران

معظم المشكلات النفسية تظهر في مرحلة المراهقة بوضوح رغم أن علاماتها تكون بادئة من قبل، فما تعانين منه هو ما يعرف باسم”الرهاب الاجتماعي”حيث يشعر الشخص بأنه في حالة توتر شديدة وتعرق وخفقان للقلب وارتعاش عند تصوره أو وجوده في مكان به مجموعة من البشر ،وتكون أسوأ بكثير لو كان مطلوب منه أن يلقي كلمة لهذا الجمع أو لو كان الضوء سيسلط عليه في هذا الجمع بسبب أو آخر،

ويعود هذا النوع من الرهاب لفكرة رئيسية وهي فقدان الثقة بالنفس للأسف حيث يتصور الشخص أنه لن يتحدث بشيء مهم أو أنه قد يتعرض لسخرية الآخرين من حديثه أو يخاف بشدة من تقييم الىخرين له، وكلما زادت قوة الرهاب كلما زادت أعراضه .

وكلما كان سبباَ في وقف أدوارنا المطلوبة منا مع من حولنا كلما وجب علاجه فوراَ حتى لا يخنق صاحبه،لذا يكون الحل بشكل متدرج ومتكرر وهو ما يعرف بطريقة أو إستراتيجية المواجهة

فلا حل غيرها يا ابنتي ويمكنك القيام بالتالي:

– المرحلة التمهيدية وفيها تقومين بعمل تدريب ذاتي مع نفسك أو مع من تثقين فيه للتدرب معه حيث تتصوري انك وسط مجموعة من الأقارب أو الزملاء وتقومين بالتحدث معهم وتقومي بالتعديل والتبديل كلما وجدت نفسك غير راضية عن نفسك وهكذا ولا تيأسي واستمري، ويمكنك القيام بهذا التدريب أمام المرىه مع نفسك أو من خلال التسجيل.
 

– كذلك في مرحلة التمهيد يمكنك عمل تصور تخيلي حيث تختارين مكان بعيد عن المشتتات تماما في المنزل وتغمضين عينيك وتكونين في حالة من الاسترخاء وتستدعين في مخيلتك الموقف الذي تخافين منه او تتوترين بكل تفاصيله كيف تبدين، كيف يبدو الحاضرين، هل تجلسين أم تقفين، ماذا يوجد في المكان الذي تتصورينه من تحف أو ورود أو حتى روائح أي أقصد كل التفاصيل،

ثم تتدرجي مع نفسك في الحديث معهم وكأنك تشاهدين مشهد سينمائي وأنت المسئولة عن إخراجه حتى ترضي عنه وكلما وجدت نفسك متوترة اقطعي الاسترسال وابدئي من جديد لتحرزي تقدم اكبر وكلما توترت اقطعيه وعودي وهكذا حتى تنفذين المشهد كما تريدين تماما وترضي عنه ويجب أن تتدربي على ذلك يوميا لمدة ربع ساعة على الأقل.

– بعد ذلك تكون مرحلة التنفيذ العملي حيث تقومي بالتدرج للتعامل مع الواقع من خلال الخيال الذي سبقه .

وأخيراَ أقول لك:

أن هذا الرهاب يتلاشى تماماَ ويصبح صاحبه معافا تماما حين يبذل الجهد والوقت الكافي له وإلا ستتقوقعين أكثر على نفسك وتصبحين ظل إنسان وليس إنسان وتعانين من أمور مصاحبة من الوزن الثقيل كالاكتئاب والقلق وغيرهم هيا لا تتأخري وتذكري أن المواجهة خير علاج، وإن لم تتمكني من ذلك وحدك لا بأس من التواصل مع متخصص نفسي ليتابعك ويقوي من عزمك، وفقك الله .

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم