الأثنين 25 نوفمبر 2024 / 23-جمادى الأولى-1446

قواعد تربوية في فن التعامل مع الأطفال 



  

الآباء يزرعون والأبناء يحصدون، قاعدة أساسية في التربية، يزرعون الحب والرعاية والاهتمام، فيصبح الحصاد أقوى وله قدرة على مواجهة كل التغيرات والتحديات، يؤكد هذا أن علماء التربية اتفقوا على أن الطريقة التي يتواصل بها الآباء مع أطفالهم منذ ولادتهم تترك آثارها على صحتهم النفسية والجسدية والاجتماعية؛ بهدف إعداد الطفل لحياة سوية ناجحة. للتعرف إلى بعض هذه القواعد التربوية في فن التعامل مع الأطفال، كان اللقاء وخبيرة التربية الدكتورة “نهاد عبد الخالق” أستاذة التربية وتعديل السلوك. 

قواعد تربوية 

الدعم والتوجيه يوفر للطفل الأمان والاستقرار 

التربية لا تقتصر على تقديم الرعاية والاهتمام خلال السنوات الأولى من عمر الطفل، ولكنها تستمرّ إلى فترة المراهقة، ما يوفّر للطفل الأمان العقلي والنفسي والجسدي. 

توفير الدعم والتوجيه للطفل في سنواته الأولى يساعده على التطوّر في الجانبين العاطفي والسلوكي. 

ما يدفع إلى قلبه الشعور بالطمأنينة والأمان، ويساعده على بناء شخصيته، وتطوير ثقته بنفسه وبالآخرين. 

التوجيه والإشراف خلال مرحلة المراهقة لا يقلّ عنه في مرحلة الطفولة، فذلك يساعد على حماية المراهق من التوجّه إلى الأنشطة السيئة. 

إدراك أن لكل أسرة قواعدها الخاصة من أفكار، وقيم وأسلوب حياة ترغب في نقلها وترسيخها لأطفالهم، والتي تختلف عن توجهات آخرين. 

وأن تكون واعية أن هناك اختلافات بين طفل وطفل، وبين الإخوة في منزل واحد. فلا تقارن ولا تفضل أحداً على الآخر بحسب ما يمتاز به. 

“9” قواعد تربوية لفن التعامل مع الأطفال 

1-كن -أنت- القدوة مع أطفالك 

الأطفال في بداية حياتهم يتخذون الوالدين قدوة، يقتدون بها في جميع نواحي حياتهم، لهذا عليك أيها الأب /أيتها/ الأم أن يتمتع كل منكما بصفات طيبة معتدلة متوازنة، في كل تعاملات وكلمات أي منكما قبل أن يعلمها للطفل. فلا تضرب وتُعنف وتعاقب بقسوة، ثم تطلب من طفلك ألا يضرب أخاه إن اختلفا، أو أن يسامح صديقه إن أخطأ. الأطفال يشاهدون ولا يسمعون. 

تعرّفي إلى المزيد: القراءة تعزز قدرات الطفل.. المعرفية والعاطفية والسلوكية 

2-تحدثي مع طفلك كثيراً واتخذيه صديقاً 

من أروع أساليب التربية وأصلحها أن يصبح الآباء أصدقاء لأطفالهم؛ وهذا يعني أن الطفل سوف يروي كل ما يحدث معه في يومه، ما أحزنه وما أدخل السعادة عليه، وستكون أنت أول شخص يعلم كل شيء عن طفله، وفي المقابل عليك أن تحكي لطفلك بعض تجاربك الحياتية صغيراً كنت وقتها أو كبيراً، أو في مثل عمره؛ ما يجعل عقل ووعي الطفل وإدراكه يتفتح مبكراً على الحياة، وبشكل إيجابي. 

3- حذارِ من التعنيف النفسي وقسوة العقاب الجسدي 

نتعلم الصبر على تصديق مشاعر الطفل وتبريراته 

تقبل التبرير والتوضيح وإتاحة الخيارات للطفل المُخطئ، بدلاً من الصراخ والنهر والإحراج -التعنيف النفسي- أو استخدام أسلوب العقاب الجسدي، التبرير والتوضيح. فهذه طريقة إيجابية في التربية، وتحتاج للتحكم في الانفعالات والصبر والروية من الآباء. ولا مانع من الجمع بين الصرامة والتسامح أحياناً، مع تقمص وجداني يتمثل في التعاطف والاستجابة -تصديق- لمشاعر الطفل التي دفعته لفعل هذا الخطأ. 

4- احترام الطفل وعدم الاستهانة بأفكاره 

على الرغم من صغر سن الأطفال وقلة خبرتهم في الحياة، إلا أنهم واعون لما يكتسبون من مهارات وخبرات ومعلومات، لذلك عليك الامتناع عن الاستهانة بالطفل، بكلماته وأفكاره وأمنياته وأحلامه الصغيرة البسيطة وتقبلها، هذا حتى يبادلك الطفل نفس الشعور؛ ما يدعم أيضاً من ثقته بنفسه وبالآخرين من حوله، ويغرس بقلبه أن والديه يحبانه ويحترمان ويتقبلان أفكاره. 

5-امنحي طفلك الثقة وعززي نجاحاته 

كافئي طفلك أو طفلتك على الإنجازات الطيبة 

عززي ثقة طفلك بنفسه، واعملي على بنائها في وقت مبكّر من الطفولة، وتبدأ مع شعور الطفل بالحبّ والاهتمام من قِبل والديه منذ صغره، ثم تتطوّر مع مرور الوقت؛ وكذلك من خلال منحه بعض الصلاحيات للتصرّف في بعض المواقف. وإن أحرز تقدماً تجاه تحقيق هدف معيّن، فإن مدحه ومكافأته على تصرّفاته الجيدة ستكسبه وتعلّمه مهارات وقدرات جديدة، ممّا يُشعره بالرضا عن نفسه. 

6- اتركي طفلك يعيش طفولته 

لا تمنعي طفلك من اللعب 

جميع الأطفال يرغبون في اللعب واللهو طوال اليوم، فإذا أوقفته أثناء اللعب لسبب ما حتى لا يلعب، فستكونين له بمثابة العدو، وذلك لأن اللعب تفريغ للطاقة الزائدة التي تتواجد في جسد الطفل. ومعه يتعلم الحديث ويتسع خياله بالأفكار الجديدة المبتكرة، ولكن إذا رغبت في مشاركة الطفل في عمل ما بعيداً عن اللعب، فعليك التصرف والحديث معه بلطف وطيبة، وهنا سيستجيب الطفل. ويشعر بالثقة بنفسه؛ لقيامه بفعل طلبته وسيرضيك قيامه به. 

7-علمي طفلك معنى المشاركة والتعاون 

علمي طفلك معنى المشاركة والتعاون 

الطفل في مراحل طفولته المبكّرة يشعر بصعوبة مشاركة الآخرين، وقد يضع احتياجاته أولاً، ولكنّه يُصبح شيئاً فشيئاً أكثر استعداداً للبدء بالمشاركة مع من حوله، وهذا بفضل توجيه الأهل بتشجيعه ومدحه والثناء على تصرّفاته إن قام بمشاركة ما، وقد يساهمون في تعزيز ما يفعل من خلال تعليمه الأنشطة القائمة على التشارك مع الآخرين بدلاً من التركيز على الألعاب التي تهدف إلى المنافسة والفوز فقط. 

تعرّفي إلى المزيد: نصائح ذهبية تساعد على تربية طفلك 

8- علمي طفلك معنى الاحترام، ولغة الاعتذار 

الاستحواذ على الكرة ينتج طفل أنانياً 

عليك أولاً احترام طفلك؛ باهتمامك به وتلبية حاجاته وتقديم الحب غير المشروط له، حتى يبادلك الاحترام والحب، علميه أن احترام الآخرين يعني الاعتراف بممتلكاتهم الخاصة من لعب وحاجات، وعدم التدخل فيما لا يعنيه عند دخوله لمنزل صديق، وأخبريه بضرورة الاعتذار إن أخطأ، ومن دون شعور بالحرج. بل إنّ الاعتذار يُعدّ تصرّفاً سليماً يُشكر عليه الطفل، ممّا سيجعله يغيّر من سلوكه وتسير العلاقة في طريقها السليم. 

9-قومي بتنمية الذكاء العاطفي بداخله 

الذكاء العاطفي حب وتعاطف ومشاركة واتحاد 

ويعني تعزيز مفهوم التعاطف لدى الطفل، والذي يقوم على أن يضع الطفل نفسه مكان الآخرين؛ فيراعي مشاعرهم ويأخذ أفكارهم على محمل الجدّ وفي حال حدوث خلاف بينه وأحد أصدقائه فإنّه يمكن الطلب من الطفل أن يتخيّل طبيعة مشاعر صديقه، بالإضافة إلى تشجيعه على إدارة عواطفه والتحكّم بها. الذكاء العاطفي أساس متين للكثير من العلاقات الناجحة. 

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم