في حياته الكثير من الشعارات والكلمات، تجده نجماً في المجلس ومع الأصدقاء لكنه ليس كذلك في حياته الحقيقية فهو ظل لا يرى وخيال لا يشاهد.
قررت وقررت وقررت تلك الكلمة التي تدور على لسانه لكنها تغيب عن واقعه فهو ينّظر أكثر مما يفعل ويعد أكثر مما يُنفذ.
الكثير من الملفات في حياته معلقة وبعض القضايا الهامة والحساسة تكون تحت الدراسة لسنوات، رغم قصر العمر وسرعة رتم الحياة إلا انه لا يتعامل معها بحسم وجدية ووعي!!
كنت أتساءل عن أهمية القرار في حياتنا، فوجدت أن التنفيذ في كل صغيرة وكبيرة لا يتم إلا بقرار، والانتقال من مكان إلى مكان أو من وضع إلى وضع لا يتم إلا بقرار.
لكن المعضلة التي يعاني منها البعض تكمن في اتخاذ القرار وعدم تنفيذه، أو عدم اتخاذ القرار من أصله، وتعليق الأمور رغم أهمية القرار وحساسية الموقف، لكن يكون التسويف والتعطيل والتأجيل والخوف والقلق وربما التهور هم خصوم القرار في هذا الموقف، فتتوقف الكثير من الأمور أو تفشل بسبب قرار خاطئ.
كم من القرارت كانت فاتحة الخير والسعادة وكم من القرارات كانت باب شر وفشل، ولهذا لا بد أن أن نكون محترفين في اتخاذ القرار وتنفيذه وأن نعي أن الكثير من التحولات في حياتنا سلباً أو ايجاباً مرتبطة بقرار ممتاز أو سيئ.
محزنُ أن ترى شخصاً ينفذ ثم يفكر والمطلوب منه العكس، ومحزنُ أيضاً أن ترى قضايا مصيرية يتخذ فيها القرار دون دراسة أو استشارة أو استخارة أو تأمل، كم أشفق على شخص خسر في تجارة أو تعثر في زواج أو لم يوفق في تجربة حياتية ما وتجده بعد ذلك “مشلولا” أمام أي قرار مستقبلي مهم ومصيري، فطاقته انتلقت من التفكير والعمل إلى الجدل والتبرير، وأحاديثه لم تتعد عتبات الماضي إلى مدارج المستقبل، وللأسف العمر يمضي وصاحبنا يبرر ويُنظر ويراوغ ولم يعلم انه الخاسر الوحيد.
في إحدى الجامعات سأل الدكتور الطلاب: هنا 4 عصافير على الشجرة قرر ( 3 ) منها الطيران فكم بقي على الشجرة؟
فقال الطلاب “واحد” وفجأة اختلف معهم احد الطلاب وقال “الذي بقي على الشجرة ( 4 ) عصافير
فكان الانبهار.. وسأل الدكتور كيف ذلك؟
فقال : لقد قلت يا دكتور قرروا ولم تقل طاروا واتخاذ القرار لا يعني تنفيذه!!
وكانت الإجابة الصحيحة بالفعل!!
حياتنا بحاجة للكثير من القرارت الشجاعة التي يعقبها التنفيذ وليس التبرير ، تتبعها النتائج وليس الحسرات، تأمل في حقيبة حياتك فنفذ ما قررت وادرس القرار ثم شاور واستخر، ولا تكن من المتهورين وكذلك لا تكن من المسوفين والمؤجلين، فحياتك سعادة أو شقاء هبوط أو ارتقاء هي بالنهاية قرار ، فلا تطل الانتظار.