الخميس 26 ديسمبر 2024 / 25-جمادى الآخرة-1446

غيرة الزوجة



غيرة الزوجة.

أ. عبد الرحمن هاشم. 

غيرة الزوجة على زوجها حالة نفسية تتفاوت حدتها بين امرأة وأخرى، فعند بعض النساء تكون الغيرة معتدلة ومقبولة، بل وممتعة للرجل وبمثابة إعلان من زوجته له بأنها تحبه.. وعند بعض النساء تكون الغيرة طاغية وزائدة على حدها، وحينئذ تكون بمثابة نار مستعرة تشتعل في القلب فتقضي على الأخضر واليابس في العلاقة الزوجية. 

الدكتور سمير يونس أستاذ المناهج وأساليب التربية يحدثنا عن ذلك فيقول: قد تكون الغيرة حالة من حالات ضعف المرأة، وقد تنتج من ضعف ثقتها بنفسها، ومن ثم فعلى الزوج أن يعي أمرها جيداً فيحتويها حينما تغار عليه ويبتعد كل البعد عن اتهامها بقلة عقلها أو ضعف ثقتها بنفسها حتى إذا كان ذلك صحيحاً وواقعاً. 
وهناك من الرجال من يثير غيرة زوجته، فيقارن بينها وبين امرأة أخرى تعرفها أو يمدح امرأة أخرى أمامها أو يهتم بامرأة أخرى بصورة ملفتة وهذا من الأخطاء الشائعة التي يقع فيها بعض الرجال وينبغي تلافيها وتجنبها. 
وقد تقع الغيرة بدافع من الحب، وأحياناً بدافع من التملك، وكلما زادت مساحة فقد الثقة بين الزوجين كلما ازدادت غيرة المرأة. وإذا كان الرجل لديه أكثر من زوجة فهنا قد تملأ الغيرة قلب المرأة تجاه ضرائرها. 
والغيرة المذمومة المجرًمة التي تنحرف بالنفس الإنسانية هي التي تدفع الشخص إلى الانتقام ممن يغار عليه مثل تلك الزوجة التي غارت على زوجها الذي تزوج عليها فقامت بسكب المياه الكاوية على وجهه ووجه زوجته الثانية! 
أما عندما تكون الغيرة طبيعية وليست طاغية، فهي شعور طبيعي يمكن استيعابه وتقليل مخاطره. 
وقد تصل الغيرة إلى شك يدفع الطرف الآخر إلى التجسس على زوجه واتهامه بالخيانة وهنا تصير الحياة الزوجية جحيماً لا يطاق. 
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقابل غيرة زوجاته بالابتسامة والدعابة، وعندما غارت عائشة رضي الله عنها من صفية لما أرسلت بإناء فيه طعام لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقامت عائشة بكسره ولما فاقت من غيرتها سألت النبي صلى الله عليه وسلم : ما كفارة ذلك؟ فأجابها : إناء مثل إناء وطعام مثل طعام.. وعلق على غيرة السيدة عائشة قائلاً: غارت أمكم. 
ويوصي د. سمير يونس الأزواج الذين يتعاملون مع الذكور والإناث كالطبيب مثلاً أو التاجر أو الأستاذ الجامعي الذي يشرف على المعيدات والمدرسات المساعدات والباحثات في الرسائل والبحوث العلمية وأمثال هؤلاء بأن يكون تعاملهم متسماً بالجدية التي يخالطها الذوق، فلا يتبسط معهن إلى درجة رفع الكلفة، ولا يتحدث إلا في إطار ما يقتضيه العمل والحاجة. 
كما يجب على الزوج أن يراعي طبيعة زوجته كأنثى تغار، فلا يثير غيرتها، وأن يراجع نيته ويقف أمام نفسه فيما بدر منه من أقوال أو أفعال قد تغضب الله قبل أن تغضب زوجته.
وينصح الزوجة فيقول: لتحاول كل زوجة أن تحتوي زوجها عاطفياً وتجذبه إليها بكلماتها ونظراتها وحسن زينتها وابتسامتها، لتصرفه عن مجرد التفكير في غيرها.

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم