باتت ثقافة الإعتذار وسم رقي واحترام تتوج أخلاقيات الشخص في فنون تعامله وتواصله مع الآخرين ، إبتداءاً من أسوار عائلته حتى الوصول إلى بيئته المحيطة في مجتمعه وهويته الإنسانية بأكملها . وحيث أن للفنون فن وذوق ومهارة في التعامل ، له أيضاً وقت وسياسة وطريقة تجبر الشخص المقدم له الاعتذار على القبول ، فالود من وجهة نظري الطريق الأقصر لكسب قبول الاعتذار والنظر في عيني الشخص الذي نعتذر له .
الاعتذار ثقافة يجهلها البعض ويترجمها البعض الآخر بالضعف والاهانة وبدلا ً من تقدير الشخص المعتذر يقلل من قيمته أو لا يكون هنالك حرص في سياسة التعامل معه ، بل على العكس نجد البعض يحسب ألف حساب للشخص العدواني والذي لا يجيد فن الإعتذار بل لا يفقهه.
قد يفقدنا عدم اتباع آداب الاعتذار والاعتراف بالخطأ شخص عزيز قريب كان او بعيد ، أو قد يفقدنا فرصة نجاح وديمومة في تناصف وشراكات الحياة على مضض مسيرة اجتماعية او عملية او علمية ، فالاعتذار لا يجرح الكرامة بقدر ما يجعلك كبيراً وذو قيمة عالية في إطار التعامل من يفقه ويعي ثقافة الاعتذار واهميتها وقيمتها الحياتية ، الاعتذار سلوك وادب وعادة يومية حيث الاختلاف والتواصل وكل حلقة تواصل لها مخرجات سلبية قد تعالج ثقافة الاعتذار وتصحيح الخطأ وتكون مقوماً لنجاح قرار رحلة جديدة ناجحة بحتة في عالم الإتصال والتواصل .
“” أنا أسف ” طاقة ومصدر سعادة تخفق بالتسامح والاعتراف وتنتهي بقرار النسيان ، الاعتذار سياسة دول وأوطان فكيف بتأثيرها على أبسط علاقة يومية حياتية وأعمقها . ذلك الوصف الذي يجسد الفارق الأكبر بين صغير عقل وكبير عقل ، يحدث الطلاق بسبب عدم الاعتذار ، يحدث العقوق بسبب عدم الاعتذار ، تقوم حروب سياسية ومجازر إنسانية بسبب عدم الاعتذار .الإعتذار لا يعني بأنك على خطأ بقدر ما يعني تقديرك لعلاقتك بالطرف الآخر واهميته في حياتك .الاعتذار نوع من التربية والاحترام والتقدير للاخرين تنعكس على صاحبها بكل إيجابية وطاقة هائلة من السعادة والرضا عن النفس . وختاماً كما نعلم جيلنا وانفسنا قول كلمة ” شكرا” امتناناً للاخرين وكذلك ثقافة الاعتذار ” أنا أسف ” معلم تربوي جذري لتخلص انفسنا من عقدة وعقبة عدم الاعتذار ، فلا تكسر المعتذر ولا تعود بذلك اكثر وقع الماً علة نفسك ياصاحب الاعتذار فديننا يعزز وجوه بالتسامح ، الاعتذار نوع من التحليل ونضع رأسنا على الوسادة في ارتياح مستعدين لمقابلة رب العالمين .