الثلاثاء 26 نوفمبر 2024 / 24-جمادى الأولى-1446

عفواً .. إن للشياطين أعوانا .



عفواً.. إن للشياطين أعوانا.
https://encrypted-tbn0.google.com/images?q=tbn:ANd9GcR45Fm3YXcUR8o3UNpN7QPfiayOxVpeIPiMdXgu75c-vCrOFDHO
الشيخ عادل بن سعد الخوفي.
” أنْهَيْتُ للتو شراء حاجياتي من السوق ، وبينما أنا في انتظار زوجي أمام أحد المعارض ، إذ سارَّتني امرأة بجانبي بطلب هاتفي الجوال للاتصال بأخيها ليأخذَها ، وبصفاء نِيَّة ورغبة في تفريج كُربتها أعطيتها هاتفي الجوال ، وأجْرَت المكالمة ، ثم شكرتني وانْصَرَفَتْ .
لم أبرح مكاني إلا وهاتفي يُشعرني بورود مكالمة ، الرقم غير معروف لدي ، استقبلتُ المكالمة فإذا بالمتكلم يعرض عليَّ التعرف ، أقفلت الخط ، اتصل مرة أخرى وثالثة ورابعة ، أحياناً يُشِيرُ إلى مكان وجودي ، وأخرى يصف نوعية عباءتي ، وثالثة يعرض عِلَيَّ خدماته ويُشير إلى آهاته ولوعاته .
أنا في وَجل ، وأخشى أن يُسَبِّبَ لي حرجاً مع زوجي أو أسرتي ، وأنا امرأة عفيفة ، وأعيش بسعادة واستقرار مع زوجي ، ولله الحمد والمنة ” .
عفواً أختي الفاضلة !!
لابد أن نُدرك أن للشياطين أعوان، وأنَّهُنَّ لن تهدأ لهُنَّ نفس حتى يُخرجن ذوات الخدور من خُدُورِهِنّ ، ولكن لنعتصم بالله تعالى ، فلا سواء ؛ ( فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ) ( المائدة / 56 ) ، و (حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ ) ( المجادلة / 19 ) .
ومن هنا أعرض لَكِ هذه الومضات :
• عليكِ بالحصن الحصين ؛ ذِكْرُ رَب العالمين ، يقول صلى الله عليه وسلم : ( ألا أخبرك بأفضل ما تعوذ به المتعوذون : { قل أعوذ برب الفلق } و { قل أعوذ برب الناس } ) ( صحيح الجامع / 2593 ) ، بالإضافة إلى أذكار الصباح والمساء .
• قلّلِي ما استطعت من ارتياد الأسواق فقد قال صلى الله عليها وسلم: ( أبغض البقاع إلى الله الأسواق   ) ( صحيح الترغيب والترهيب )، وليكن معك مرافق تستعينين به عند الحاجة، ويقطع عنكِ الخلوة.
• عليك عند الخروج من المنزل بالحشمة وخفض الصوت ، وعدم الكلام إلا لحاجة ، فإن الذئاب البشرية تلتفت إن وجدت في صَيدها ما يُلْفِت الأنظار
إن الرجال الناظرين إلى النسـا * * * مثل السباع تطوف باللحمان
إن لم تصن تلك اللحوم أسودها * * * أكلت بلا عوض ولا أثمـان
• لا تُسَلِّمي جوالك لأحد لم تثقي به ثقة تامة، فالجوال في عصرنا الحاضر لِسانُ صاحبه، وعند رغبة أحدٍ ما في الاتصال؛ يمكنه استخدام هواتف المعارض الثابتة.
• أيقني من مدلولات حديث نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم : ( يا غلام احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك وإذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف ) ( حديث صحيح ، رواه أحمد والترمذي ) .
• لا تُجيبي عن أي اتصال مجهول المصدر ، وإن حصل ؛ فليكن باختصار شديد ، مع إنهاء المكالمة بمجرد معرفة أن المتصل متلاعب ، ثم أخبري زوجك أو والدك أو أخاك مباشرة وبدون تردد عمَّا حصل، فإن ذلك سياجٌ لكِ ، وأما المتصل فإنه مع مرور الوقت إن لم يجد استجابة يمَل وينصرف عنكِ . . واحذري فإن كثير من المتلاعبين يحاولون تكوين العلاقات بالدخول من باب من أبواب الخير والصلاح والسعادة ليحصلوا على بُغيتهم .
إن المعاكس ذئبا يغري الفتاة بحيلة * * * يقول هيّا تعالي إلى الحياة الجميلة
•- وأخيراً ليكن هذا الذكر على لسانك وفي قلبك صباح مساء ، عن أبان بن عثمان قال : سمعت أبي يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” ما من عبد يقول في صباح كل يوم ومساء كل ليلة بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات فيضره شيء ” .
فكان أبان قد أصابه طرف فالج فجعل الرجل ينظر إليه فقال له أبان : ما تنظر إلي ؟ أما إن الحديث كما حدثتك ولكني لم أقله يومئذ ليمضي الله علي قدره. رواه الترمذي وابن ماجه .
تصميم وتطوير شركة  فن المسلم