نسمع كثيراً في يومنا هذا عن مصطلح “الثقة بالنفس” ومهارات تقدير الذات، ويعجّ العالم من حولنا بالمحاضرات والندوات والدورات عبر الإنترنت؛ التي تهدف إلى الوصول بنا لهذا المستوى من الإيمان بقدراتنا ومهاراتنا، لكن يغفل الكثيرون عن كلّ تلك التصرّفات البسيطة التي نقوم بها يومياً وتحطّم ثقتنا بأنفسنا، وتقتل اعتزازنا بذاتنا.تقول الدكتورة اميرة حبارير الخبيرة النفسية لسيدتي أن الأشخاص الواثقين بأنفسهم هم الأكثر قابلية للنجاح وتحقيق أهدافهم بسهولة، بينما يعاني أصحاب التقدير المنخفض للذات بصعوبات عند إتمامهم أي أمر، رغم تساوي الإمكانيات والمواهب لدى الفئتين،وهو ما يظهر وجود بعض السلوك الذي ينال من ثقة الانسان بنفسه .
اشياء تحطّم ثقتك بنفسك دون أن تشعر:
– المبالغة في الاعتذار:
أحد أفضل السبل لتحطّم ثقتك بنفسك دون أن تشعر هي المبالغة في استخدام كلمة “آسف” أو مرادفاتها.
– طريقة ارتداء ملابسك:
الآخرون ليسوا الوحيدين الذين يحكمون علينا من مظهرنا الخارجي، فنحنُ أيضاً نبني صوراً نمطية عن أنفسنا؛ اعتماداً على مظهرنا، لذا غيّر طريقة لباسك، وستتغيّر مشاعرك بناءً على ذلك.
– المبالغة في مدح الآخرين:
وهو أمر كثيراً ما تقوم به الفتيات، إنّهن يحطّمن ثقتهن بأنفسهن من خلال المبالغة في مدح الآخرين. عندما نركّز على إيجابيات الآخرين ونبالغ في ذكرها والإشادة بها، سنبدأ لاإرادياً في النظر لأنفسنا بطريقة سلبية، ومقارنتها بالغير، ممّا يقلّل من تقديرنا لذاتنا، وبالتالي فقدان الثقة بالنفس تدريجياً.
– المبالغة في موافقة الآخرين على كلّ شيء:
سينتهي بك الأمر مستسلماً لرغباتهم، وهو ما سيجعلك تربط ثقتك بنفسك بمدى قبول الآخرين بك.
– الهوس بالعيوب الصغيرة:
كثيراً ما يدمّر الأشخاص ثقتهم بأنفسهم نتيجة لنمط تفكير يُسمّى “تأثير بقعة الضوء” أو الـ “Spotlight Effect”، فهذا التفكير يدفعك لتضخيم الطريقة التي يرى بها الآخرون عيوبك الظاهرية أو يحكمون عليها. على سبيل المثال، إن كنت تعتقد أن مظهر شعرك سيئ اليوم، وبقيت تفكّر طوال الوقت في كيفية رؤية الآخرين لشعرك، أو قضيت نهارك قلقاً مُحرجاً ممّا قد يقولونه عنه، فأنت على الأرجح تعاني من تأثير “بقعة الضوء” الذي يجعلك تبالغ في التفكير في مدى ملاحظة الآخرين لهذا الأمر واهتمامهم به.
– تجاهل مشاعرك الخاصة:
دون السعي بصدق لفهمها ومعرفة ما تحاول هذه المشاعر قوله، سينتهي بك الأمر مُهملاً ذاتك متخلياً عنها، ممّا يدمّر ثقتك بنفسك.
– السماح للآخرين بتقرير مصيرك:
تُبنى الثقة من خلال قدرة الفرد على التعبير عن رغباته بصدق والعمل على تحقيقها. ومع ذلك فإن أكثر الطرق شيوعاً التي يدمّر بها البعض ثقتهم بأنفسهم لاشعورياً تتمثّل في السماح للآخرين باتخاذ القرارات بدلاً منهم، وتحديد سير حياتهم.
– التمسّك بالعلاقات السامّة :
“أنت نسخة عن الأشخاص الذين تقضي معهم غالبية وقتك!”.. إن كنت تقضي جزءاً كبيراً من وقتك مع أناس لا يعرفون قيمتك الحقيقية، ولا يدعمونك عند الحاجة، ويتفنّون في أذيتك أو إشعارك بأنّك لا تستحقّ أن تحيا على نحو أفضل… إن كنت تعيش حول هذا النوع من الأشخاص؛ فأنت على الأرجح تتعرّض إلى الاضطهاد العاطفي “Emotional Abuse”، فاحرص حينها على قضاء وقت أقل مع هؤلاء الأشخاص.
– تقويض الإيجابيات:
يميل الكثير من الأشخاص إلى التقليل من أهمية نجاحاتهم وإنجازاتهم الإيجابية، فهم يركّزون على الجوانب السيئة أكثر من تركيزهم على الإيجابيات، الأمر الذي يؤدي مع مرور الوقت إلى بناء عقلية سامّة يليها أنماط تفكير سامّة أيضاً تدمّر الثقة بالنفس.
– مقارنة نفسك بالآخرين:
هل سبق لك أن سمعت بهذه المقولة: “الشخص الوحيد الذي يجب عليك أن تقارن نفسك به هو أنت فقط!” أتعلم الحكمة من هذه المقولة؟ ذلك أنّك في كلّ مرّة تقارن فيها نفسك بشخص آخر، فأنت تقلّل من قيمة ذاتك وثقتك بنفسك، كما لو أنك تقول لنفسك: “أنا غير مؤهل لتحقيق هذا الأمر مقارنة بهذا الشخص. أنا أقلّ مستوى منه…”، وشيئاً فشيئاً، ستبدأ في رؤية الجميع أفضل منك، وفي أنّك لا تستحقّ حتى أن تكون على مستوى توقّعاتك لنفسك؛ لينتهي بك الأمر معدوم الثقة.
– التشكيك في الذات:
تعدّ الكلمات التي نستخدمها للتعبير عن أهدافنا ذات أهمية كبرى، حيث إنّ عبارات مثل: “سأحاول” أو “أتمنى أن…” تنبئ غالباً بعدم قدرتنا حقاً على تحقيق ما نريد، لينتهي الأمر بالفشل في تحويل طموحاتنا وأحلامنا إلى حقيقة، وكذلك الحال مع الكثير من العبارات والجمل الأخرى التي تشكّك في قدراتنا الذاتية وإمكاناتنا.
– إهمال النفس:
من أهمّ السبل التي يدمّر بها الأشخاص ثقتهم بأنفسهم هي إهمال الذات وعدم منحها الاهتمام الكافي.. جميعها ترسل إشارات لا واعية إلى عقلك بأنك لا تستحق إنفاق المال أو الوقت أو الطاقة على نفسك لعيش حياة أفضل، ممّا يدمّر تقديرك لذاتك.
– قبول الهزيمة:
فإنّ استخدام جمل مثل: “لقد فشلت!”، “هذا هو حظي!” أو “كنت أعلم أنّ هذا الأمر سيحصل لي!”… جميعها عبارات مدمّرة تحطّم ثقة الفرد بنفسه. إنّها جمل تقوّي في داخلك فكرة وهمية بأنّ العالم قادر على استغلالك، وبأنك ضحية في القصّة عاجز عن تغيير حياتك.
– التعلّق بالماضي:
إن كنت ممّن يعيشون أسرى لتجارب الماضي السيئة، ويستمرّون في تذكّرها وجعلها السبب الرئيسي وراء كلّ ما يحدث لهم في الحياة؛ فأنت بلا شكّ تحطّم ثقتك بنفسك يومياً بما تفعله