الخميس 19 سبتمبر 2024 / 16-ربيع الأول-1446

ظاهرة التسول



د. أيمن غريب قطب
بقلم د . ايمن غريب قطب

 تعددت اشكال وصور التسول حيث يبدو أنَّ هناك من أصبح ينظر إلى التسول على أنَّه مهنة يومية تدر عليه مبلغاً من المال نتيجةاالتعاطف الذي يجده من العديد من المواطنين ، وبالتالي فإنَّ هؤلاء أصبحوا يستخدمون أساليب تضمن لهم الحصول على أكبر قدر من المال عن طريق كسب تعاطف أكبر عدد من الناس، ومن ذلك الاستعانة بالنساء والأطفال الصغار، وقد يصل الأمر ببعضهم إلى استئجار الأطفال الرضع ووضع «الإكسسوارات» اللازمة للتسول، كالملابس الرثة أو حتى عمل عاهات دائمة أو موقتة.

 ويُعدّ هذا الأمر في بعض البلاد جنحة إذا كان المتسول صحيح البدن أو إذا هدد الأمن، كما أنَّ التسول محظور، وله طرق متعددة منها: مد اليد أو التظاهر بأداء خدمة أو بيع سلعة تافهة، ولا يخفى أنَّ علاقة التسول بالجريمة علاقة وطيدة، حيث يُعدُّ التسول بداية طريق الانحراف”.

 

وظاهرة التسول وأطفال الشوارع فى مصر من اخطر الظواهر التى يعانى منها الشعب المصرى وما يصحبة من خطف وسرقة فى كل محافظاتنا وبلادنا وفى جميع الأعمار

والتى أصبحنا لانميز فى الشارع المصرى بين البشر من كثرة المتسولين احيانا نجد انسان يرتدى ملابس نظيفة ومنسقة وممكن تكون فاخرة أيضا عندما تراة تتوقع ان يسألك عن عنوان مثلا او استفسار على شئ معين ولكن تجد العكس تجدة يقول لك مثلا ابنى تعبان وعايز اجيبله علاج او تجد طفل لم يتجاوز عمرة العام السادس يجرى ورائك ويقول لك حاجة لله عايز اشترى شئ اكلة.

واحيانا تبكى من منظر امرائة عجوز ورجل فى الثمانين من عمرة يفترش ورق الكرتون على الرصيف وينامو علية فى عز برد الشتاء وكم من مناظر التسول التى ينفطر لها القلوب وهذة الظاهرة لا تقنصر على الأطفال او كبار السن ولكن على الشباب التى يقومون بالتسول من الجنسين الشباب والبنات .

عن ثوبان رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” من يتقبل لي بواحدة وأتقبل له بالجنة ؟ قال : قلت : أنا . قال : ” لا تسأل الناس شيئا ” فكان ثوبان يقع سوطه وهو راكب فلا يقول لأحد : ناولنيه حتى ينزل هو فيتناوله ” رواه الإمام أحمد و أهل السنن “

ولقد اعتدنا كل يوم على هذه الأشكال من الشباب الذين تعودو على الكسب السريع بدون مجهود

اعتدنا كل يوم مناظر مؤذية ، ومشاهد مؤلمة ، يقوم بتمثيلها فئة من الشباب المدربين على إتقان صناعة النصب والاحتيال بممارسة مهنة الشحاته ، وأكل أموال الناس بالباطل ، ولهم في ذلك أحوال وأشكال ، فمنهم من يقوم بتجبيس يده أو رجله أو أي جزء من جسده ، ومنهم من يتصنع البلاهة والجنون ، ومنهم من يدعي الإصابة بحادث أو موت والد او مرض ، أو ترك ديون ، وتُرك له أخوة وأخوات ، ويقوم برعايتهم ، والإنفاق عليهم ، والدين أثقل كاهله ولا يستطيع السداد ومنهم من يفتعل البكاء وقد يجلب معه ابن الجيران أو ابنتهم ليمارس الشحاتة بها لاستعطاف القلوب .

وقد يقسم بالله كاذباً أنه لولا تلك الديون ، وعظم المسؤولية لما وقف أمام الناس ، وغير ذلك من الأعذار والأكاذيب التي لم تعد تنطلي على أحد من العقلاء .

 

ان ظاهرة التسول لم تكن موجودة فى مصر وحدها ولكنها فى العالم كلة أحيانا نجد بعد الدول يقومون بإنشاء مدارس لتعلم التسول ويستغلونها فى الأماكن السياحية لجذب السائحين

نجد فى الدول الأوربية المتسول يقف فى الشارع ويضع قبعته على الارض ويظل يعزف باى الة موسيقية والمارة تضعون المال فى القبعة او يقومون ببعض الفنون الفلكلورية الجميلة التى تجذب السائحون.

اما فى مصر بلد الحضارة التسول هنا يمثل أسوء فئة بشرية فى العالم ان اغلبنا تأذينا منهم سواء بالسرقة او التسول.

 

سؤالى للجميع كيف نقضى على هذة الظاهرة فى مصر .

 

أنَّ التسول يدفع إلى ارتكاب الجرائم في المجتمع، وأنَّ من صور التسول أن يكون موسمياً، بحيث يتخذه الشخص عادة وحرفة ويعتبره مصدر رزقه الدائم ويمتهنه ويرى مشروعيته، أو أن يكون إجرامياً عبارة عن عامل أصيل وكامن في الشخص، أو أنَّه تسول غير إجرامي يقوم به المتسول بسبب ظروف خارجة عن إرادته، وقد يكون بسيطاً أو مخططاً، وهو ما يمارسه الأفراد دون أيَّ تخطيط أو تنظيم مع متسولين آخرين.

أنَّه من الممكن أن يكون التسول مخططاً له من قبل أفراد أو عصابة بشكل منظم للحصول على أموال يتم تقسيمها بينهم فيما بعد، وقد يكون عن طريق الإكراه، ومثال ذلك إلزام الأب أبناءه على التسول، موضحاً أنَّ هذا الأمر قد يدخل ضمن جرائم العنف الأسري، وأنَّ العوامل الأمنية المؤدية إلى التسول تكمن في ضعف الإمكانات المادية والبشرية للأجهزة المختصة بالتسول، كما أنَّ غالبية المتسولين غير مسجلين جنائيا

 أن التسول أصبح حرفة أو مهنة، والدليل أننا نقسمها مناطق ولا يمكن لأحد أن يتخطى منطقة الآخرين، ويتم توزيع المقاهى علينا وأصحاب الخبرة يسيطرون على المقاهى الكبرى والأماكن الراقية أما الجدد فمجال عملهم فقط فى الشارع، ولا يستطيعون الاقتراب إلى تلك الأماكن، وقد كان فى العصر السابق كان فيه معلم كبير يسرح الأطفال أو الكبار اليوم الوضع تغير، والظروف أجبرت ناس كثيرة للخروج ومد يدها للتسول، وأنا أطالب أن يكتب فى خانة العمل للمتسولين كلمة “متسول”!!

 

 فقد اصبحت حرفة ومهنة رسمة الآن .

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم