تكرَّر هذا العنوان أو مضمونه بكلمات أخرى تقريبًا في كافة الصحف المحلية خلال الأيام القليلة الماضية، ولا شك في أن العنوان كان صادمًا للكثيرين؛ لما نعرفه من عواقب سلبية للطلاق على الأفراد والمجتمعات، خاصة الأبناء، وعلى الأزواج أيضًا. صحيح أن الطلاق أمر مشروع، ولكنه لم يُشرع إلا حين يستحيل استمرار الحياة الزوجية، ومما يجعل هذا الخبر مهمًّا صدور الإحصائيات هذه عن جهة موثوقة هي الهيئة العامة للإحصاء، وهي تظهر زيادة غير مسبوقة من معدلات الطلاق خلال العام الحالي، حيث بلغت (168) مائة وثماني وستين حالة يوميًّا، أي (7) حالات كل ساعة، وما يزيد عن حالة واحدة كل (10) دقائق، ومع أن زيادة حالات الطلاق كانت ملحوظة خلال السنوات العشر الماضية إلا أن الارتفاع في السنة الأخيرة كان فادحًا، فمن حوالي تسعة آلاف حالة فقط عام (2010) إلى أكثر من ستين ألف حالة هذا العام.
قد يقول قائل إن الطلاق مشكلة موجودة في كافة المجتمعات، وقد يكون ذلك صحيحًا عندما يكون في حدود معقولة، أما أن يبلغ هذا العدد في مجتمعنا فهو أمر لافت للنظر، وقد يقول قائل أيضًا إن متطلبات الحياة اليوم هي غيرها بالأمس، وأن ارتفاع تكاليف المعيشة، وزيادة طلبات النساء والأولاد، هو سبب آخر إلا أنه لابد من البحث عن أسباب أخرى لأجل تحديدها والقضاء عليها أو تقليل أثرها على الأقل، ومنها تأثر الأزواج بالمحتوى الإلكتروني لوسائط التواصل الاجتماعي، وتأثر البعض بما يشاهدون من تصرُّفات مشاهير هذه الوسائط، لدرجة ظن البعض أن ما يقوم به هؤلاء من تكلُّف في تصرفاتهم وحياتهم هو أمر عادي يتوقعون أن يلاقوه في شريكهم، ومما يضاعف هذه المشكلة أن يكون لدى الشريكين أبناء يؤدي الطلاق إلى تشتتهم ووقوعهم فريسة لمشاكل ربما تكون أكثر خطرًا من الطلاق نفسه، بما في ذلك الأمراض النفسية والإدمان والتسرُّب من المدرسة، وغير ذلك من الأخطار التي ينبغي أن تؤخذ بالحسبان عند دراسة هذه المشكلة، ولعل تسليط الضوء على هذه الأخطار، وتوعية المقبلين على الزواج بأهمية التوافق، وتجنب ما يفرِّق بينهم هو أول الخطوات، إضافة إلى التأني في اختيار زوج المستقبل، وتفهّم ظروفه وإمكانياته، وإدراك ما يمكن أن ينجم من أخطار على الإدمان على قنوات التواصل الاجتماعي، وتحصين الأزواج الجدد من ذلك وتحذيرهم منه.
الإحصائيات مزعجة، وهي أكثر إزعاجًا عندما نعرف أن حالات الزواج هي أقل بكثير من حالات الطلاق؛ مما ينجم عنه مشكلة أخرى هي ارتفاع أعداد العانسات والشباب الذين تعدُّوا الثلاثين دون زواج، ولما أوضحه مسح أجرته الهيئة العامة للإحصاء أن 10% من الفتيات اللاتي تجاوزن (32) عامًا بلا زواج.. أرقام تدق الجرس.. والحل مطلوب منا جميعًا آباء وأمهات ومؤسسات تربوية واجتماعية.. حتى لا يحصل ما هو أكثر خطرًا -لا سمح الله-.
—————————–
بقلم أ. فهد الخالدي
المصدر : صحيفة اليوم