والرد السريع على هذا السؤال إنه عند حمل الطفل على ذراع الأم عند بكائه نجد أنه يتوقف عن البكاء والصراخ.. أو قد يستمر فيه..
إذا استمر في بكائه فهو يبكي – غالباً – من الجوع..
أما إذا سكت فهناك سبب آخر لهذا البكاء..
وتخطىء الأم عندما تعطي الطفل ثديها بمجرد أن يبدأ في الصياح.
ويتكرر الخطأ عندما تبدأ الأم في إرضاع الطفل إذا لاحظت أنه يمتص أصابعه!!.
فالواقع.. إنه في هذه الحالات وغيرها لا يكون في حاجة إلى الطعام.. فالجوع له علاماته المميزة من الصراخ الكافي!!.
والإِلتزام بنظام محدد في الرضاعة خطأ لسبب بسيط: أن كل طفل يختلف عن الآخر والنظام الذي يناسب طفل معين لا يتفق بالضرورة مع أي طفل آخر..
وعلى هذا.. لا يجب أن نضع نظاماً ثابتاً محدداً لكل الأطفال.. وألا إنتهى الأمر إلى بكاء وصراخ في عدد غير قليل من الحالات.. بلا مبرر!!.
فمن غير المعقول أن تترك الطفل يصرخ من الجوع لمجرد أن الميعاد المحدد للرضاعة لم يحن بعد!.
فالطفل أدق في احساسه بأن معدته في حاجة إلى الطعام من أي نظام يخطط له!.
وبالتالي ليس من المعقول أن ينام الطفل.. ثم يحين موعد الرضاعة أثناء نومه.. فتسارع الأم إلى إيقاظه ليرضع.
هذا بالطبع شيء مضحك!.
وعلى هذا.. يجب أن يكون هناك مرونة في أي نظام يوضع لإِرضاع الطفل.. ولا بأس من ارضاع المولود الصغير مرة كل ثلاث ساعات وعندما يكبر تكون الرضاعة مرة كل أربع ساعات.
ولكن.. إذا صرخ الطفل طالباً الطعام قبل هذا الموعد.. فلا بأس من الرضاعة (إطعامه) ولكن.. لا يجب أن تنزعج الأم.. عندما يصرخ الطفل الصغير طالباً الطعام..
فليس من الضروري أن يرضع على الفور.
فلن يضره إطلاقاً أن يبكي حتى لمدة ربع ساعة تنتهي خلالها الأم من العمل الذي كانت تقوم به.. ثم تتفرغ بعد ذلك لإِرضاعه.
أما إذا وجدت الأم أن المولود قد نام أربع ساعات دون أن يستيقظ طالباً الرضاعة.. فالمفروض أن تتركه نائماً.. وتستريح!.
أما إذا كان عليها أن تخرج من البيت.. فلا بأس من دفعه إلى الاستيقاظ.. ليرضع ويعود إلى النوم.. وتنزل هي لإِنهاء ما تريد خارج المنزل.
وهناك ملاحظة هامة تتعلق بالطفل المريض.. والطفل الذي ولد قبل الموعد الطبيعي لولادته.. أو الطفل الحديث الولادة.. في كل هذه الحالات لا يجب الأعتماد على طلب الطفل للطعام.. لأنه لا يكون في حالة تسمح له بالإحساس الدقيق للجوع.. ولذلك يجب أن ترضع مثل هذا الطفل وفق النظام الموضوع دون انتظار لإِعلانه بطلب الطعام.
________________________
المصدر: صحتك غذاء