روي عن أديب قوله: إعادة الحديث أثقل علي من نقل الصّخر! والحقيقة أنَّه ليس أثقل على الإنسان من مهمَّة مؤجلة، أو عمل يتكرر تأخيره. وخلال الأعوام الماضية، شاركت في برنامجين مختلفين جداً عن التَّدريب المعتاد، وهذا الاختلاف جذري إلى حد كبير عمَّا ألفناه في غيرهما.
فمن الجديد، أنَّ البرنامج يعقد في يوم واحد لعدَّة أسابيع تصل إلى تسعة في الثَّاني، وتقف عند السَّابع في الأول. ومنه، أنَّ البرنامج ذو أربع مراحل في القيادة المتكاملة، وهو عالمي نشأ في أمريكا، ثمَّ انتشر في أزيد من خمسين بلدًا، بأكثر من عشرين لغة.
ومن مزاياه حقيبته التي تشبه الكتب المتينة المحكمة، ومدربه المتفنّن بالتَّدريب والتَّيسير والمساعدة، وهو المهندس عبد الرَّحمن الأحيدب، وخاتمة المزايا أنَّه يدار بواسطة مركز تنمية القيادات، البديع فكرة، المتألق مديرًا وفريقًا، والمؤهل لمستقبل أعظم.
ومن فوائد هذين البرنامجين لإنجاز المهام، وقيادة الذَّات والآخرين ما يلي من تقنيات وطرق، ضمن فوائد كثيرة، لا تحصرها مقالة عاجلة، وإنَّما الهدف توضيح الطّريق للسَّالكين، وبيان الغاية للقاصدين، ومن سار فوجد الحلاوة لن يتراجع!
الطَّريقة الأولى: عادات في عشر دقائق يوميًا:
الالتزام بعشر دقائق يوميًا، تجعل لك فيها عادة، تفعل خلالها شيئًا مفيدًا؛ كالتَّأمل، والمشي، والقراءة في فن جديد، وتلاوة القرآن، وملاعبة أطفالك، وحفظ كلمات من لغة أجنبية، وغير ذلك.
والمهم، أن تفعلها يوميًا، وتثَّبت موعدها قدر المستطاع، ولا تأخذنَّك حماسة يوم للزيادة على عشر دقائق، ويفضَّل ألاَّ تزيد عاداتك اليوميّة التي تلتزم بها عن أربع عادات، وبعد أن تصبح العادة ركنًا أساسيًا في يومك، فحينها ابحث عن عادات جديدة.
الطَّريقة الثَّانية: مهمَّة يوميّة أساسيّة:
أي تحديد مهمة يوميَّة لا مناص من إنهائها؛ بحيث يوجب الإنسان على نفسه ألاَّ ينتهي يومه ذاك، دون إغلاق مهمَّة ما، ويحبَّذ تنويع المهام، والبدء بالجاثم منها على الصّدور؛ كي يرتاح المرء من ثقلها، وهكذا، علمًا أنَّها ليست العمل اليومي الوحيد، بيد أنَّها واجبة الأداء في اليوم المحدَّد، وقد لا تكون الأهم غير أنّها عاجلة؛ وتمثِّل عملاً واجبًا لليوم الجديد، وبين إشراقة كل شمس ومغيبها؛ سيكون لك منجز أيَّاً كان.
الطَّريقة الثَّالثة: هدف أسبوعي صعب:
وفكرته أن يكون لكل أسبوع هدف صعب لا محيد دون تحقيقه في يوم واحد معيَّن من كل أسبوع، ويجوز اختلاف اليوم بين أسبوع وآخر، وتنفع هذه الطَّريقة الباحثين والقرّاء وغيرهم، بحيث يجعل الإنسان يومه مخصّصًا لبلوغ هذا الهدف الصَّعب ككتابة فصل، أو قراءة كتاب، أو صيانة منزل، أو ترتيب ملفات، وغيرها.
وغاية الهدف الصّعب ليست الإنجاز بالدَّرجة الأولى؛ بل رفع الثَّقة بالنَّفس، وكسر القناعات السّابقة بالعجز أو الصّعوبة، وقطع الوتيرة اليومية المملة للأعمال والحياة، وزيادة مدى الاستطاعة وتطويلها، وإقامة الحجّة على الذَات من خلال تعظيم القدرة، واستثمار أقصى حدٍّ ممكن لها بالتّدريج، حتى تبلغ أوجها.
وبعد استخدام هذه التقنيات، سيذهل الإنسان من روعة إنجازه، ومدى ما حقَّقه من أهداف، ومن مقدار الأوقات التي أضاعها، ومن جناية التَّسويف وأجهزة الهواتف الذَّكية، ومواقع التَّواصل الاجتماعي على حياته، وإنتاجه.
ومع الاستعانة بالله، يمكن الإفادة من بعض التَّطبيقات الهاتفية الرَّائعة، مثل تطبيق التَّقويم اليومي، والأسبوعي، والشَّهري، والسَّنوي، وتطبيق إدارة المهام، وتطبيق العدّ التَّنازلي، وتطبيق تقسيم السَّاعات لدقائق كي لا تتأثر الصّحة، فالجلوس المتواصل لفترة طويلة؛ متعب للظَّهر والعين.
وقبل أن يحكم القارئ على ما أوردته أعلاه بأنَّه نظري، أو صعب، أو غير ذلك من حيل المدافعة النَّفسيّة، أدعوه للتَّجرِبة، وحين تبهره الثَّمرة، سيجد أنَّ الأفكار اليسيرة، قد تكون ملهمة مؤثرة أكثر من الأفكار التي تساق بتعقيدات الألفاظ والمصطلحات، مع عسر في المضمون، وصعوبة في التَّطبيق.