أكد الداعية الإسلامي مصطفى حسني أن كثيرًا من الشباب يعلقون أخطاءهم على شماعة الشيطان، مشيرًا إلى أن الإنسان هو الذي يعطي له الفرصة كي يدخل إلى قلبه ويستقر في صدره، وقال إن الله عز وجل علمنا أن كيد الشيطان أضعف من بيت العنكبوت: (إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا).
وأوضح خلال برنامجه «خدعوك فقالوا» أن الشيطان له مداخل يدخل من خلالها إلى قلوبنا ونحن في حاجة لأن نعرفها اليوم على قاعدة «اعرف عدوك». وأضاف أن سر قوة الشيطان في أمرين هما الخبرة الطويلة بسبب العمر الطويل فالشيطان موجود من قبل سيدنا آدم، وعنده تمرس مع ذرية آدم منذ آلاف السنين وإلى الآن، والأمر الثاني هو الطريق المفتوح منه لنا ومنا له، فالشيطان عنده غل وحسد على البشر لأنه يراهم السبب في طرد الله له.
وقال حسني إن للشيطان عدة مداخل يتسلل من خلالها إلى الشباب من أهمها:
مدخل التزيين ، تزيين الغش عند الطلبة، بل واعتباره عبادة وطاعة لأنه تعاون على البر والتقوى، فهذا الغش يكون سببًا في خروج بعض الطلبة من الكليات وهم على غير علم مما يتسبب في انهيار المباني وموت المرضى أثناء إجراء العمليات الجراحية، ومن أمثلة التزيين أيضًا أن الشيطان كان يأتي للكفار ويقول لهم اذهبوا للمسلمين وقولوا لهم أنتم تقولون إنكم لا تأكلون الميتة والمنخنقة فكيف تأكلون ما ذبحتم بأيديكم ولا تأكلون الحيوان الذي أماته الله!
ومدخل الكآبة.. وهو مشهور وبالذات في موضوع الدين وهو يشمل البنت المحجبة حديثًا أو الشاب الملتزم مؤخرًا لأن أمثال هؤلاْء لا يدخل عليهم الشيطان في العبادات وإنما يدخل بمدخل الكآبة. فيوسوس الشيطان للبنت المحجبة أنها بعدما تحجبت أصبح شكلها سيئًا ولن تتزوج، ويدخل للشاب الملتزم من مدخل المؤمن مصاب وإذا اقتربت أكثر من الله سيبتليك الله بابتلاءات كثيرة. فيبدأ الشاب يخاف من أن يقترب من الله عز وجل. ويساعده على ذلك الإعلام الذي يصور الإنسان الملتزم والقريب من الله بأنه يعيش عيشة كئيبة منفرة. فيبدأ يفكر في أن يبتعد عن الله كى يحيا حياة سعيدة ويترك مصدر كل سعادة وهو العطاء الرباني!
ومدخل التشدد، والتشدد الذي نعنيه هو ما ينطبق على حالة عبدالله بن عمرو بن العاص حيث روي أنه عندما تزوج ترك زوجته في ليلة زفافه وظل يصلي حتى الصباح فشكي عمرو بن العاص للنبي -صلى الله عليه وسلم- فأرسل النبى -صلى الله عليه وسلم- لعبدالله بن عمرو وسأله -صلى الله عليه وسلم- عن صيامه، فقال عبدالله أصوم كل يوم فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم- صم ثلاثة أيام في الشهر، فقال عبدالله أستطيع أكثر من ذلك فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم- صم يومًا وأفطر يومًا وهذا صيام داوود أفضل صيام. وسأله عن ختم القرآن فقال له اختمه كل يوم فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم- يكفى أن تختمه مرة في الشهر أو حتى في الأسبوع.
وأوضح مصطفى حسني أن ذلك لا ينطبق على حال الفتاة التي تريد أن تتحجب أو الشاب الذي يبدأ يصلي في المسجد، قهذا ليس تشددًا بل هو أحد أساسيات الإسلام.
وبالنسبة لمدخل التيئيس، قال حسني: كلمة إبليس مشتقة من أبلس أى يأس فإبليس بمعنى يأس من رحمة الله قال تعالى: (اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَّدْحُورًا) فهو عنده يأس والذي عنده يأس يريد أن ينقل هذا الشعور السلبي إلى غيره، وما يفعله إبليس مع البشر هو أنه يأتي بالمعصية ويزينها في أعيننا ويبدأ يوسع ويكبر رحمة الله لنا لنتجرأ على المعصية حتى نفعلها فإذا فعلناها يبدأ يضيق رحمة الله علينا ثم بعد ذلك تأتي مرحلة اليأس من رحمة الله (إنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ)، ناصحًا الشباب بعدم اليأس من رحمة الله -عز وجل-. محذراً إياهم أن ييأسهم الشيطان من التوبة ومن رحمة الله، لقول الله تعالى: (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ).
أما مدخل الكفر، والعياذ بالله، فهو مدخل يسقط فيه كثير من الناس، قال -صلى الله عليه وسلم-: (يأتي الشيطان إلى أحدكم فيقول من خلقك؟ تقول الله فيقول لك من خلق السماوات؟ تقول الله فيقول لك فمن خلق الله؟)، مضيفًا أنه يدفعنا بذلك إلى التفكير بعقلنا المحدود في الله غير المحدود، مع أن الله -عز وجل- قال لنا تفكروا في صفاتي ولا تفكروا في ذاتي فتهلكوا. وقال تعالى: ” ليس كمثله شيء وهو السميع البصير”.
وفيما يتعلق بمدخل التسويف، وهو مدخل يسقط فيه أناس كثيرون أيضاً لأنه مرتبط بأن الناس لا تفكر في الموت إلا من رحم الله، ومعنى التسويف هو تأجيل التوبة والأعمال الصالحة.. هذا التسويف من أهم وأخطر مداخل الشيطان ولذا قال الحسن البصري: (يا ابن آدم إنما أنت أيام فإذا ذهب يوم ذهب بعضك).