الجمعة 20 سبتمبر 2024 / 17-ربيع الأول-1446

زوجي يتسلَى بالبنات !!



زوجي يتسلَى بالبنات !! 

http://t3.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcRxeLxz6Fwu79cxG1WNGA7ryaFsBhJZbL7xgwp0bZHnMrC7NzFy
من فضلك سرعة الرد 

انا عرفت ان زوجى يكلم بنات ع النت اى نعم كلام عادى وتافه بس انا بضايق وهو مش مقصر معايا لاف حاجه وواجهته وقالى انه تسالى بس مش اكتر وانا معايا بنت منه مش عارفه اعملا يه وهو مش يعرف انى بعرف الكلام اللى بيقوله من ايميله
بيانات المستشير
اسم المستشير      منى
____________________________

رد المستشار       أ. رانيا محمد حفني


الأخت الفاضلة .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

كتبت مقالا مطولا في جريدة الأهرام بعنوان “خيانة دوت نت” شيطان في البيوت ” و تناولت فيه هذه القصة التي يشكو منها عدد كبير جدا لا حصر له من النساء وأيضا من الرجال.

المشكلة الأساسية في الموضوع بركته هو عدم إدراج السادة الرجال الحديث مع الأخريات عبر الأنترنت تحت بند “الخيانة” .

في حين أن السرية والخيال والإثارة…ثلاث صفات تميز الخيانة سواء كانت تقليدية أو الكترونية عبر الشبكة العنكبوتية لتصبح مثلها مثل الأولي لما فيها من إنكار وتبرير بل لقدرتها علي تدمير علاقة أي زوجين وبالتالي أصبحت سببا في عدد كبير من حالات الطلاق بما تحمله من ألم وفقدان للثقة ومشاعر سلبية تجاه شريك الحياة.


فالخيانة الزوجية ليست مقتصرة فقط علي الخيانة الجسدية، فهناك الخيانة البصرية من خلال المواقع الإباحية وتبادل الصور والخيانة السمعية عبر الهاتف وغرف الدردشة، والخيانة العقلية عبر الخيال والتفكير في آخر غير شريك العمر.

وبالطبع كل هذا محرم ولا يجوز فهو اولي خطوات الشيطان التي ذكرها أهل العلم لقدرته علي استدراج الإنسان من صغائر الذنوب إلى كبائرها بل و يحمل تهديدا يتسلل متخفيا ليدمر الرباط المقدس حتى طالب عدد كبير من النساء والرجال علي حد سواء بفتوى صريحة بتجريم هذا الأمر، وبتشريع لمعاقبة من يرتكب واقعة الخيانة الإلكترونية.


هذا وتعرف الخيانة بأنها “إقامة علاقة خارج إطار الزواج”، والقصص المرتبطة بتسهيل وسائل الإعلام والإنترنت للخيانة الزوجية لا تنتهي… فمع تقدم التكنولوجيا وتطور عالم الاتصالات، كان للخيانة الزوجية نصيب من هذا التطور.. ومع ظهور الإنترنت لم تتوقع أي امرأة أن تتحوّل هذه الوسيلة الإلكترونية إلي أداة سلبية في أيدي أزواجهن الذين حوّلوا الإنترنت إلي وسيلة للخيانة؛ مما أدي إلي إثارة غيرة زوجاتهم.



فجلوس الرجال لساعات طويلة أمام شاشات الكمبيوتر لمتابعة المواقع الإباحية، أو الدخول في دردشة .. يثير حفيظة الزوجات، وبالتالي تتحول الإنترنت بالنسبة لهن إلي عدو خطير يهدد حياتهن الزوجية..

وليس الزوج وحده المتهم بممارسة الخيانة الإلكترونية.. لكن الزوجة أيضاً في قفص الاتهام. والمشكلة أن هذه الخيانة تتحوّل إلي نوع من الإدمان كما أن العديد ممن يستخدمون هذه الوسيلة يظنون أنها ليست خيانة بالمعني الحرفي للخيانة.


والواضح أننا نعيش في حالة تراجع فكري ونفسي وأخلاقي مما يجعل من الرجل أو المرأة مقدمين على مثل تلك الأفعال وهم مرتاحو الضمير وهو أمر غير سوي بالنسبة للنفس الفطرية السوية التي فطرها الخالق عزوجل علي النظافة والحس والمسئولية.




كما أن استعمال تلك الوسيلة الالكترونية في غير حاجة العمل ما هو إلا إضاعة للوقت وما هو إلا هراء سيحاسب علية في دنياه وآخرته ويدخل في دائرة التحذير النبوي كما في الحديث: “كتب علي ابن آدم نصيبه من الزنا لا محالة، فالعين تزني وزناها النظر، والأذن تزني وزناها السمع، واليد تزني وزناها البطش، والقلب يشتهي ويتمني والفرج يصدق هذا أو يكذبه”.


إن هناك الكثير من الأسباب الأخرى، التي تبرر للشخص إقامة علاقات غير مشروعة، مثل إقناع نفسه أن شخصيته عبر الإنترنت غير معروفة، وأن علاقاته هي علاقات عابرة ولن تؤثر علي شريك حياته، كما يوهم نفسه أن هذه العلاقات “غير محرمة شرعاً”،

وقد تري بعض السيدات أن العلاقات عبر الإنترنت هي لمجرد “رد الصاع للزوج الذي له علاقات نسائية عبر الإنترنت” ليتم الوقوع في شراك الشبكة العنكبوتية.



إن العمل بهذا الأمر لا يعد زنا من حيث المفهوم الشرعي، ولكنه محرم، ومن كبائر الذنوب، ونجد أن الأدلة الشرعية تدل علي تحريم النظر إلي من لا يحل من النساء، وكذلك النظر المقترن بفتنة من المرأة إلي الرجل، وهذا الحكم كما يقول أهل العلم المقصود منه سد ذريعة الوقوع في الفواحش لأنه يستدرج الإنسان من صغائر الذنوب إلي كبائرها.


ولنا ان نتخيل كم القضايا المنظورة أمام المحاكم بسبب الاستخدام السيئ للزوج أو الزوجة للإنترنت فتلك زوجة تقدمت إلي المحكمة بطلب خلع من زوجها بسبب موقع الفيس بوك وتواصله مع أخريات وهذا زوج طلق زوجته بعد أن دخلت في علاقة مع شخص عبر الإنترنت تطورت إلى شيء مشين. طريق الشيطان .



وفي النهاية أقول إن الخيانة هي خيانة سواء عن طريق الشبكة العنكبوتية أو عن طريق اللقاءات الشخصية، أو أي شكل لكنها تأخذ أشكالا وأوجها متعددة، قد تكون ميسرة أكثر، أن يتعلم كيف يلجأ إلي الله عز وجل علي نظرية “أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ” [الحديد:16]

وننهي بأن الزواج قد سماه الحق في القرآن ميثاقا غليظا واقرأ إن شئت قول الحق تبارك وتعالي في سورة النساء “وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ وَآَتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَي بَعْضُكُمْ إِلَي بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا (21).


وبالتالي فلقد اهتم القرآن بإبراز الغايات الروحية من الزواج، وجعلها الدعائم التي يقوم عليها بناء الحياة الزوجية. كما أن الصراحة هي أساس الحياة الزوجية وهي العمود الفقري في إقامة دعائم حياة أسرية سليمة خالية من الشكوك والأمراض التي قد تهدد كيان الأسرة بالانهيار وننهي حديثنا بحديث رسول الله صلي الله عليه وسلم، (إنك لن تدعَ شيئاً اتِّقاءَ الله إلا أعطاك الله خيراً منه).

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم