عدنان سلمان عبدالرحمن الدريويش
من أجمل اللحظات عند الوالدينِ فترةُ بلوغ الطفل سِنَّ الدراسة، فهما ينتظرانها بصَبْرٍ نافِد، فتجد الاستعدادات الكبيرة لهذا الحَدَث من ملابسَ وأدواتٍ وحقائبَ، لكن مع أول يوم للدراسة تبدأ معاناةُ كثيرٍ من الأُسَر؛ بسبب رفض أولادهم الذَّهابَ إلى المدرسة، بل قد يُعاني بعضُ الأطفال من رُهاب الذَّهاب إلى المدرسة، لا سيَّما وأنه يشعُر بأنه أصبح في عالم غريب، وأنه سيُفارق عالم الحب والاحتواء والمنزل، وأنه سوف يواجه بعض المشاكل التي تعترض مسيرة حياته الدراسية وخصوصًا في الأشهر الثلاثة الأولى من الدراسة.
وعند البحث عن أسباب هذا الكُرْه نجد من الأسباب البرنامج اليومي الذي فُرِض عليهم، وكذلك الواجبات والمذاكرة المفروض عليهم أداؤها بالمنزل، فالطفلُ يشعُر في وقت الدراسة بأنه مكبَّل بقيود جديدة لم يعتَدْ عليها؛ إذ عليه المجيء إلى المدرسة في وقت محدد، والخروج أيضًا في وقت محدد، والبقاء في الحصة نحو نصف الساعة أو الساعة إلا الربع بلا حِراك، فالطفل يصبح في عالم آخر لم يتعوَّد عليه.
وكثيرٌ من علماء النفس يعتبرون الضيق الذي يشعر به الطفل خلال الأشهر الأولى من دخوله المدرسة اعتياديًّا، فإذا عبَّر عنه بالبكاء والصراخ فلا داعي للخوف أو القَلَق من قِبَل إدارة المدرسة أو الآباء، بل يجب مناقشة الأمر بكل صراحة بين الوالدين وإدارة المدرسة، وحَلُّ كل المشاكل التي تواجهه.
والسؤال هنا: ماذا يفعل الوالدانِ مع هذه المشكلة؟
أسأل الله العظيم أن يُصلح لنا أنفسَنا وأزواجَنا وذريَّاتِنا، وأن يُجملنا بالخُلُق الحَسَن، وبالعمل الصالح، وصلَّى الله على سيِّدنا محمد