السبت 21 سبتمبر 2024 / 18-ربيع الأول-1446

رسالة لمن ابتليت بفقد الزوج



بقلم أ.عبدالله بن خالد بورسيس
 
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين .. أما بعد :
فإن الزواج شرعة ربانية ، و فطرة سوية ، و سنة نبوية ، و حاجة إنسانية ، ولا ينكرها إلا مكابر أو فاقد الأهلية ، فقد جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم فلما أخبروا كأنهم تقالوها فقالوا وأين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر قال أحدهم أما أنا فإني أصلي الليل أبدا وقال آخر أنا أصوم الدهر ولا أفطر وقال آخر أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدا فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم فقال أنتم الذين قلتم كذا وكذا أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له لكني أصوم وأفطر وأصلي وأرقد وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني    ).
و قد تبتلى بعض النساء بفقد الزوج إما بالطلاق أو بوفاته ، و هذا أمر من سنن الحياة القدرية التي يجب الإيمان بها و التعامل معها بحكمة و عقل ، و ليس بعاطفة و انفعال ..
فإن بعض النساء إذا ابتليت بفراق الزوج بسبب الطلاق أو وفاته تأخذ على عاتقها عدم تكرار تجربة الزواج بحجة الوفاء ، أو عدم تكرار التجربة إن كانت غير موفقة !! مما قد يسبب لها كبت لفطرتها و حاجتها الإنسانية ..
و بعض النساء تكون لها الرغبة في الزواج مرة أخرى و خاصة مع صغر سنها و عدم وجود الأبناء أحياناً ، و لكن بسبب نظرة المجتمع إلى المرأة المتزوجة من قبل يعزف الكثير من الرجال عن خطبة من سبق لها الزواج .. حتى و إن لم يكن للمرأة سبب في الطلاق ..
لذا أحببت أن أوجه هذه الرسائل إلى الأخت التي ابتليت بهذه المصيبة و هي فراق الزوج لتستفيد منها في رسم حياتها المستقبلية بسعادة و نجاح إن شاء الله  ..
– اعلمي أن ما أصابك لم يكن ليخطئك و ما أخطأك لم يكن ليصبك فعليك بالإيمان الصادق بالقضاء و القدر ، و أن حزنك لن يرجع سابقاً و لن يغير في حياتك إن لم تريدي أنت التغيير  و العيش في مستقبل الحياة بسعادة و تجديد .
– الزواج مرة أخرى ليس بدعاً من القول وليس أمراً سيئاً ، حتى و إن لم تنجحي أو توفقي في الزواج الأول ، و هذا كان نهج المجتمع الإسلامي من قبل ، و لنا في رسول الله أسوة حسنه فقد كان معظم زوجاته ثيبات ولم يتزوج بكراً إلا عائشة رضي الله عنها و عن أمهات المؤمنين .
– و كذلك إظهار الرغبة في الزواج ليس من الأمور المنكرة إذا كان بطريقة ملؤها العفة و الحشمة ، و لك في أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها و أرضاها أسوة حسنة ، فهي التي أظهرت رغبتها في الزواج من الرسول صلى الله عليه و سلم ، و أرسلت له من يعرض عليه هذا الأمر ..
– و لعل مما يفيدك أختي المباركة في التغيير للأفضل : 
– المشاركات الاجتماعية من خلال زيارات الأقارب و حضور الفعاليات و المناسبات الأسرية والمجتمعية التي تنظمها العائلة أو بعض الجهات و المؤسسات ، و ذلك بهدف تغيير الجو النفسي لك و كذلك إبراز نفسك في هذه المحافل ، ليكون لك دور أكبر في خدمة المجتمع .
– التواصل مع من تثقين به من الأشخاص و المؤسسات الرسمية لمساعدتك في البحث عن زوج صالح يشاركك حياتك المستقبلية ، و احذري من الناس الذين يتخذون هذا الأمر تجارة ولا يهتمون بالصفات و الأخلاق الحسنة ، و احرصي على السؤال عن الرجل الذي يتقدم لك من ناحية التدين و الخلق و التعامل ، فإن النبي صلى الله عليه و سلم يقول : ( إذا جاءكم من ترضون دينه و خلقه فزوجوه … (
– لا تجعلي نفسك في موقف الضعف بسبب الظروف التي أنت فيها فتتعجلين القبول و الموافقة على أي خاطب ، فلربما يكون الحال أسوأ مما كان فتتحسرين على ذلك .. بل كوني في موقف القوة و اجعلي شروطك واضحة و تمسكي بها ، خاصة مع من يرغب في التعدد أو عدم إشهار الزواج .

أسأل الله لك السعادة في الدارين و صلى الله و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين .

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم