سلوى راشد سعيد الجهني
(الأفكار هي آراء وتصورات وتحليلات وتخيلات عقلية تخطر على البال ونُحدّث بها النفس ، ينعكس أثرها على قراراتنا وأفعالنا ، وهذه الأفكار هي من يقود الانسان ويوجهه ، فان كانت إيجابية حلقت بنا سلوكا وعملا لتحقيق مانصبو إليه ، وان كانت سلبية أردتنا للأسفل وأدت الى الاحباط واليأس والانكفاء على الذات لتجعل منّا عالة وعبئًا على غيرنا ) .
إن طريق النجاح صعبًا وشائكًا ، ولا يستطيه أي أحد إلّا من توكّل على الله واستعانه وصمم على تحقيق مراده غير آبهٍ بالمثبطين والمحبطين ، فالإنسان أي انسانٍ – مع الأخذ بالاسباب المعنوية والمادية – بإمكانه بالعمل والمثابرة الابداع والنجاح وتحقيق المستحيل ، وهذا الأمر لا يقتصر على الانسان السليم المعافى ، ولكنه يشمل أي انسان ، معافًا كان أو من أصحاب الهمم ، إن توكل على الله وقرر ذلك وصمّم عليه .
فقد أثبتت الدراسات النفسية أن الإنسان أسيرًا لأفكاره وتصوراته ، فإن كانت أفكاره ايجابية انطلق ونجح وان كانت سلبية تقيد واكتأب ، ومما لا شك فيه أن البيئة المحيطة بالانسان لها دورا كبيرا في ذلك ، فقد تكون البيئة محفزة وداعمة او العكس ، من هنا نجد ان الايمان بالله والتوكل عليه يعزّز بالشخص قناعته بأفكاره وثقته بنفسه وهذان العاملان رئيسيان في أي نجاح . فالانسان الناجح هو المؤمن بامكانياته المنطلق في سيّره لتحقيق اهدافه متجاوزا المعيقات والصعوبات سواء كانت بدنية او مادية او نفسية … الخ ، ليثبت للعالم أنه كافح ونجح وحصل على مايريد ، ولو أنه استسلم للظروف لما فعل شيئا .
الله تبارك وتعالى خلق البشر وميّزهم عن سائر المخلوقات بنعمة العقل والتفكير ، ولو نظرنا حولنا لوجدنا كثيرا من الأشخاص ممن ابتلاهم الله بإعاقة ما يتفوق بعقله وأفكاره أشخاصًا أصحاء العقل والجسد .
عزيزي ،،، عزيزتي أصحاب الهمم :
الواقع أثبت وجود الكثير ممن ابتلاهم الله تعالى بإعاقة صحية وحققوا أهدافهم لأنهم لم يستسلوا لإعاقتهم بل أن إعاقتهم كانت الحافز والرافع للهمة لتحقيق مالم يفعله لو كان سليما معافا ، وكمثال الكاتب والصحفي السعودي المقيم بامريكا عمار بوقس ، لذا لا تستسلم واقرأ سِيّر الناجحين من أصحاب الهمم لتكون حافزا ودافعا ، لا تستسلم واطلب التوفيق من الله واصبر لتنل الاجر العظيم واستعن بالله واشكره على نعمه الكثيرة ، فإن سلبك نعمة فقد أسبغ عليك نعما أخرى ، وخير مثال الشيخ ابن باز فقد سلبه الله نعمة البصر وأنعم عليه نعمة البصيرة التي أنار الله بها الطريق المستقيم للمسلمين بفتاويه وافكاره .
أخي ،،، أختي أصحاب الهمم :
إن المعاق الحقيقي هو من عجز عن تحقيق أهدافه وكان عالة ومتواكلا على غيره في نفسه وأعماله .
إن مصطلح أصحاب الهمم لم يأت من فراغ ولكنه كان نتيجة لم فعلوه وحققوه من اعمال عجز عنه الكثير من الأصحاء ، انهم المقدامون الشجعان الذين رغم إعاقتهم نجحوا وأبدعوا ، لم يستسلموا لما ابتلوا به من فقدان شيئاً من حواسهم ، فهناك من أصحاب الهمم ممن هو أصم وأبكم ولكنه أصبح معلما للصم البكم ، فالله حكيم خبير يأخذ شيئا ويعوض بأشياء أخرى تكون داعمة ومحفزة له .
إن غالبية مجتمعنا تدعم وأنا منهم ندعم الأشخاص أصحاب الهمم الإيجابيين المؤمنين بالله والواثقين بأنفسهم ولم ييأسوا ويستسلموا للظروف ، كما أننا ندعم أي صاحب همة يساوره شك في قدراته وتحقيق أهدافه ويقول لا استطيع فعل اي شيء لنأخذ بيده بعد عون الله لنا الى الطريق الصحيح ليصبح فردا منتجا وفاعلا بالمجتمع ، حاول ما استطعت ونحن معك وحكومتنا الرشيدة معك نقدم كل الدعم لك ، لا تكن عالة او ضعيفا يستجدي الاخرين ، انطلق لتكون منتجا في مجتمعك ومثالا للعطاء ضمن الامكانيات المتاحة .
عزيزي ،،، وعزيزتي :
إن المعاق الحقيقي ليس من أبتلي بإعاقة ولكنه الانسان غير المنتج المتواكل على غيره ، لذا اطرح تلك الأفكار السلبية عما ابتليت به بعيدا عنك ولا تلق لها بالا ولا تلتفت للمحبطين المنهزمين نفسيا ممن استسلم واعتمد على أسرته ، واعلم ان الفراغ يولد الاحباط والاكتئاب في الشخص ويجعل عدمه افضل من وجوده ، وان العمل يعزز الثقة بالنفس ويبعث التفاؤل بالشخص فيصبح الانسان سعيدا بنفسه ومسعدا لغيره ، واعلم ان كثيرا من اصحاب الهمم الناجحين في حياتهم حققوا انجازات عظيمة عجز عنها غيرهم ، وتذكر أن جميع البشر في ابتلاء يختلف من انسان لآخر ، فاصبر وادعوا الله بيقين أن يسخر لك اسباب التوفيق والتيسير في جميع الأمور ولن يخذلك الله .
لقد أولت حكومتنا الرشيدة اهتماماً بالغاً بأصحاب الهمم ، فأنشأت لهم أقساما خاصة بجميع المستشفيات لتقديم الرعاية لهم والاهتمام بهم ، وكذلك المدارس الخاصة بهذه الفئة ودعمت الجمعيات الخيرية المهتمة بهم بالدورات التطويرية والدعم النفسي وتوعية الأسرة بالاهتمام بهذي الفئة وتوجيهها لطرق التعامل معهم ومساعدتهم .
أخيرا ،،،
رسالتي لكل انسان ، لنجعل شعارنا حديث رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام 🙁 عجباً لأمر المؤمن ، إن أمره كله له خير ، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن ، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له ، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له ) .
من هنا أناشد كل من لديه شخصا من أصحاب الهمم ، احتسب الأجر عند الله ، لا تتذمر ولا تتأفف ، قدّم له كل مساعدة مادية أو نفسية ، وشجعه لتحقيق ذاته وادعمه بكل شي ليتجاوز محنته ، إياك أن تعامله بشفقة أو أن تحبطه وتجرحه ، ارفع معنوياته وقدم له الدعم واشعره بدفء المشاعر لينطلق في عالم العمل والعطاء ناسيا ألمه ومعاناته ، فكم انسان من اصحاب الهمم لمع اسمه وانتشر بفضل من الله ودعم اسرته وبيئته ، وكم منهم من جن او انتحر بتثبيط من اسرته وبيئته .