وهذا إن دل دل على مراعاة الشعور بين الأزواج ومتابعة مواطن الرضى والقبول بينهم، في كل الاحوال ومع من كان، فلم تشعر السيدة اسماء أن شعور الزبير سيختلف، في حال قبولها رغم مكانة الرسول وبعده عن المقارنات، وهنا دعوة للحرص من كلا الطرفين الزوج والزوجة على حسن العشرة، وحفظ الحق في الحضور والغياب، والاهتمام بما يرضي الشريك، ويديم الود، ويحفظ الرابط بينهم ويديمه.
من حسن التبعل للأزواج عدم مخالفتهم والاستماع لرأيهم، مهما كان الا فيما يظهر خلافه، بالوقوف عند القناعة التي جاءت في حديثهم، فما بالك بزوجة نبي وأم نبي أدركت قدرة الله على تعديل حالها، فقبلت بما أمرها به وأحدثه في حياتها سيدنا إبراهيم، حين نقلها هي وابنها لمكة وتركهما، مماترك رسائل تتعدى في أن التنقل وقبول أمر الزوج والاهتمام بالواقع الجديد مهم لاستمرار الحياة، في حياة كل انسان تأسياً بأنبياء الله في إدارة شؤون حياتهم مع زوجاتهم، بوحي من الله ورغبة في الإصلاح واستثمار الحياة بحسن الظن بالله.
اعتادت هند بنت عتبه على بخل أبي سفيان فعاشت معه راضية حتى سألت ورخص لها النبي أن تأخذ مايكفيها.
المرأة شريكة الرجل بل تقوم مقامه أحيانا، في إدارة شؤون البيت، خاصة الزوجات اللاتي تحملن مشقة أمورالحياة عن أزواج غائبون في الأعمال، وفي أمور الحياة التي تجبرهم على ترك الأمر بين يديها، لذا نرى تقصير البعض، وعدم وفاءه بالالتزام المالي، الذي تحتاجه الزوجة بالضرورة، للاهتمام بحياتها معه وظهر في سؤال هند تقصير زوجها أبو سفيان، فأمرها الرسول بأخذ ما تحتاج ويصلح به حالها، ولاتبالغ لكي لايفقد فيتقصى فيعلم فيمنعها، وهذا أدب نبوي لكل زوجة تحتاج مثل هذا الأمر، دون تعدي واسراف. لكي لايحدث عكس ذلك وتنقلب الحاجة لمشكلة بين الزوجين.
ونرى ذلك في ماحصل مع السيدة زينب بنت محمد وزوجها أبوالعاص بن الربيع “مثال ط”حين فرق بينهم حين اسلمت وهو لم يسلم بعد فبقيت تنتظره لعلمها بما ينطوي عليه وده لها ولخلقه الذي ظهر بوفائه لها ولأبيها رسول الله حتى من الله عليه بالإسلام، الذي تحقق بعودته إليهم معلناً اسلامه.
السيدة خديجه عاملت الرسول محمد عليه الصلاة والسلام قبل زواجه منها، في تجارتها لمعرفتها بمدى تميزه في خلقة وطبيعة تعامله، ونتيجة ما ثبت من أمانته وصدقه وأخلاقه الحميدة، لاحظت مواقفه في إدارة شؤون تجارتها فلم تتردد في قبوله زواجه، ولم تشك لحظة في مصداقيته عندما جاءها مرسلاً، وهذا ما يلحظ من تقدير المرأة للرجل، باستحضار مواقفه والخصال الحميدة وتمكين الرأي في الاخبار بحقيقته.
لن تدوم العشرة لاسباب منها معرفة المرأة أن الزواج لن يستمر بفتور وعدم رغبة في استمراره وهذا ما نراه في قصة زواج السيدة زينب من زيد بحارثة ونراها بعد زواجها من رسول الله مستقرة هانئة، تفخر بأنها التي زوجها الله من فوق سبع سماوات، وهذا يرينا الصور المتغيرة للزواج من قبول غير مشروط وموافقة يتبعها استقرار، ومن رفض يوقف الحال وينزع للبعد، وهذا يدل على معرفة المرأة بما يبقي على استمرارية الحياة الزوجية وتوافقها.
ونجد في موقف النبي من زوجاته عندما أثرن أمر بقاءه في بيت احداهن، بدافع الغيرة وتواطؤ القول بينهن، لإظهار ماكتمه عنهن ، فماكان منه صلى الله عليه وسلم الا أن أخذ جانباً يخالفهن فيه ويتركهن لما يتناقلنه، حتى جاء أمر الله بالأدب الإلهي لهن في سورة التحريم ، لتتبدل المواقف ويحدث الاعتبار بما كان لكي لايخالفن الرسول في الحياة الزوجية، ولا يتعدين على ما منحه الله من أمور تتعدى فهمهن، ولايمكن الفصل فيها الا بماجاء في الأيات، لتكون دليل لمن طلب الهدى، وحد لايتجاوز إلى الأبد، من كل من ترى في التمييز والغيرة أسلوب تطلب من خلاله حقها كزوجة.
العلاقة الزوجية تحكمها المعرفة معرفة الزوجة بزوجها ومعرفته بها ولا تبدأ وتنتهي لما يتبادر من مواقف خصومة وعدم اتفاق الا أن يبلغ الأمر مبلغه وتصل لمحك الطلاق ومايتبعه وهنا تثبت زوجة هلال معرفتها بمدى حاجة زوجها لها لكبر سنه بعيداً عن حقه كزوج لايجب مقاربته لها وهذا يدل على أهمية أن تأخذ المرأة باسباب الحياة الأخرى لتبقي على هيبة الزواج في مراعاة شؤون الزوج والاهتمام به والاستمرار رغم مايعترض الحياة من مواقف تحتم تجاوزها بالمعرفة الحقيقية لما يجب فعله بعيد عن المعارضة والاختلاف .
في أمر الفتاة تخبر البنت قبل تزويجها تستأذن البكرويؤخذ منها الرد وهذا لم يحدث وبالرغم من تحقيقها لأمر رغبت به للتخلص من زواجها الغير متكافىء الا أنها قيدت رغبتها بموقف والدها وقيمته واستقرت على عدم مخالفته في اكمال زواجها ولكنها أثبتت بحديثها مع رسول الله الحق لكل فتاة.
المرأة الصالحة بكر أم ثيب ترى الرجل من خلال مواقفه وقيمه ومحافظته عليها لايختلف على اختيار الزوجة للزوج وإن لم تذكر بصريح القول لكن ما يبدر منها تجاهه من تقدير دليل على إمكانية موافقتها لزواجه منها وهذا حدث في قصة زواج رسوالله صلى الله عليه وسلم وزواج أحدلى بنات شعيب من سيدنا موسى عليه السلام.
المرافقة والموافقة أدب زوجي، تعمل به المرأة لاستدامة الحياة، وسيرها في الطريق الصحيح، والاعتبار بماجاء في القصة من تنقل البلاد وترك الأهل ومفارقة المولد ولا يمنع ذلك من كون المرأة تستطيع التواصل والمواصلة لحياتها بكلا جانبيها بود الأهل مهما بعدت عنهم والاستمرار في حياة زوجية متوافقة .