في كثير من أنحاء العالم يتم تدعيم لبن الأطفال بالحديد للمساعدة على تجنب فقر الدم عند الرضع، ولكن دراسة جديدة نشرتها مجلة “أتلانتك” الأمريكية تشير إلى أننا يجب أن نعيد النظر في هذه الممارسة، لأن الحديد الزائد يضر بصحة أطفالنا. وأوضحت الدراسة أن نقص الحديد مشكلة صحية عامة في جميع أنحاء العالم، حيث يعتبر من المغذيات الضرورية لنمو وتطور الرضع والأطفال، وضروريا لصحة خلايا الدم الحمراء التي تنقل الأكسجين من الرئتين إلى جميع أنحاء الجسم. وعلى الجانب الآخر حذرت الدراسة من لجوء البعض للاستخدام المفرط لمركبات الحديد لتعويض هذا النقص، موضحة أن زيادة الحديد يمكن أن تسبب مشكلة، وأن الأطفال الذين لديهم الكثير من الحديد في الدم هم أيضا عرضة للخطر. وبدأت الدراسة فعليا في عام 1991م، عندما اختبر الباحثون مستويات “الهيموجلوبين” لعدد 835 رضيعا في عمر الستة أشهر، وتم تقسيمهم إلى مجموعتين، واحدة تلقت الألبان منخفضة الحديد، وأخرى تلقت ألبانا بها نسبة عالية من الحديد حتى بلغوا العام. وبعد عشر سنوات تم إخضاع ما يقرب من 500 طفل منهم لسلسلة من اختبارات التفكير والتنسيق واختبارات الذاكرة، وبمقارنة التطور المعرفي والبصري للأطفال الذين تلقوا الألبان المدعمة بنسبة عالية من الحديد وأولئك الذين تلقوا ألبانا منخفضة الحديد، أظهرت النتائج تأخر أولئك الذين تلقوا الألبان ذات النسبة العالية من الحديد عن أقرانهم.
المصدر : مركز حلول لاستشارات و التدريب .