الأثنين 25 نوفمبر 2024 / 23-جمادى الأولى-1446

دراسات أسريّة : لفتات في اختيار شريك الحياة .



                                     لفتات في اختيار شريك الحياة .
                                                                  الشيخ عادل بن سعد الخوفي .
                                                                      

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على النبي الأمين ، وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبعد :

· لماذا الزواج !؟

” الزواج هو الترجمة النثرية لقصيدة الحب ” ، فقد شرع الله الزواج ، وامتن به على خَلْقِه ، قال تعالى : ( وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) ( الروم / 21 ) ، بل وقد جعله سبحانه من سُنن الأنبياء والمرسلين : ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً ) ( الرعد / 38 ) .
ورَغَّب فيه صلى الله عليه وسلم ، وحَثَّ عليه مطالباً بالمبادرة إليه حين المقدرة ، فقال صلى الله عليه وسلم كما جاء في حديث ابن مسعود رضي الله عنه : ( يا معشر الشباب ، من استطاع منكم الباءة فليتزوج ؛ فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ) ( متفق عليه ) .

وذلك أن في الزواج تحقيقاً لمنافع عُظمى ، ومصالحَ شتى ، منها :

1. التقرب إلى الله بامتثال أمره سبحانه ، وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم ، كما سبق .

2. حفظ النسل البشري لعمارة الأرض ، وتحقيق الهدف من الخلق وهو العبادة .

3. تكثير الأمة الإسلامية ، وتحقيق مفاخرة نبينا صلى الله عليه وسلم ؛ حيث يقول : ( النكاح سنتي فمن لم يعمل بسنتي فليس مني وتزوجوا فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة )( 6807 في صحيح الجامع ) .

4. بناء المجتمع الإسلامي ، وتربية الأبناء وتعليمهم ليكونوا قادة ومصلحين ، وإشاعة الألفة والمودة والرحمة والحنان ، وبها تتم تنشأة أفراد المجتمع على الصلاح والعِفَّة والسلام .

5. إعفاف النفس ، وذلك بقضاء حاجة الرجل والمرأة الغريزية بأمان ، تحقيقاً للعفة ، ( فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ) ( متفق عليه ) ، وهو حماية للمجتمع من الأمراض الجِنْسية ، والانحرافات الخُلُقِيَّة .

6. حصول السكن النفسي الذي لا غنى لكل إنسان عنه .

7. الفوائد الصحية : يؤكد البروفيسور “أندريو أسوالد” الباحث بجامعة “وارويك ” أن الزواج يؤدي إلى فوائد للصحة النفسية والعقلية للمتزوجين، وأن العلماء يعتقدون أن الزواج يقود إلى تغييرات في دماغ الإنسان تحفز جهاز المناعة لديه للحياة سنوات أكثر.

تأتي هذه الدراسات بالتزامن مع ما أعلنته جامعة لوجانو السويسرية عن الفوائد الصحية للزواج من أنه يقي الرجال والنساء بإذن الله تعالى متاعب الصداع العارض والمزمن ؛ حيث يساعد الشعور النفسي بالعلاقة المستديمة المستقرة على تخفيف حدة توتر الجسم وإفراز هرمونات السعادة بكم أكبر من هرمونات القلق والخوف والحزن ، كما تشير الدراسة إلى أن الزواج يساعد الإنسان على التخلص من غالبية أشكال الضغوط النفسية والعصبية ومن توابع مشاكل العمل والاصطدام بالمجتمع ( مفكرة الإسلام ) .
وعليه . . فينبغي لكل من يؤمن بالله رباً ، وبالإسلام ديناً ، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً ؛ أن يحتسب هذه المنافع والمصالح حين إقدامه على الزواج ، لتكون له بركتها وأجورها بإذن الله تعالى .

· أُسس اختيار شريك الحياة :

( هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ ) ( البقرة : 187 ) بهذا التعبير القرآني الفريد يصف لنا القرآن الكريم علاقة الزوجين ببعضهما ، فحاجتهما لبعض حاجة الإنسان للباسه ، فهو لا يفارقه ، بل يتجمل به ، ويشعر بسببه بالسعادة والراحة ، وقرب الزوجين من بعض قرب اللباس من لابسه ، فهو أقرب الكائنات إليه ، وَسِتْرُ كل زوج لزلاّت وهفوات الآخر كستر اللباس للابسه .

إن حياة كل زوج مكملة للآخر ، وهما شيء واحد في فكرهما وهمومهما وتطلعاتهما ، بل لقد أسعدنا المولى عز وجل إذ أكرمنا وبشَّرنا بأن يجمعنا في الآخرة في درجة الأعلى منَّا ( وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ ) ( الطور / 21 ) . يقول الأستاذ سيد قطب رحمه الله ( في ظلال القرآن / البقرة : 187) : ” فهي صلة النفس بالنفس ، وهي صلة السكن والقرار ، وهي صلة المودة والرحمة ، وهي صلة الستر والتجمل . وإن الإنسان ليحس في الألفاظ ذاتها حنواً ورفقاً ، ويستروح من خلالها نداوة وظلاً . وإنها لتعبير كامل عن حقيقة الصلة التي يفترضها الإسلام لذلك الرباط الإنساني الرفيق الوثيق ) .
ولذا فإن حسن اختيار شريك الحياة ، هو الخطوة الأولى الصحيحة لحياة سعيدة ومستقرة ، وهو اللبنة الأساس التي يعتمد عليها بناء الأسرة ، ومنه يمكن تحقيق أهداف الزواج ، والوصول إلى غاياته ومنافعه .

والمتأمل في أحوال الناس يجد أن بعضهم يجعل المال سبباً رئيساً لاختيار شريك الحياة ، وآخر يراه في الحب ، وقد يكون في الجمال ، أو الدين والخلق ، أو الشهادة العلمية ، أو الحسب والنسب ، وقد يراه آخرون في التكافؤ بالتوافق والتقارب الاجتماعي والعلمي والثقافي والنفسي و المالي .
أمور عديدة تعترض الفتى أو الفتاة حين بحثهم عن شريك الحياة ، فأيها يُقدِّم ، وأيها يَدَع !!؟ وهنا ينبغي لمن أقدم على الزواج أن يسأل نفسه سؤالاً ، ويجب أن تكون الإجابة بوضوح تام :

لماذا أرغب في الزواج !!؟؟

إن اختيار شريك الحياة يرتبط ارتباطا مباشراً بالهدف الأساس الذي نسعى لتحقيقه من خلال الزواج ، وهذا الاختيار سيتأثر بالهدف الذي نَضعه في أذهاننا عند تحديد شريك الحياة .

وهل يمكن أن تجتمع هذه المواصفات جميعها في شريك الحياة !!؟

ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء . . إلا أن شريك الحياة كامل الأوصاف المرغوبة أندر من النادر ، ولذا علينا ترتيب الأولويات في قبول هذا أو ذاك ، وذلك من خلال ما نحتاجه في شريك الحياة ، بحيث يمكن التنازل عن مواصفات لحساب مواصفات أخرى أهم . فإذا كان المستوى الاجتماعي على رأس هذه الأولويات فنضع في الاعتبار أنه قد يكون على حساب الجمال ، وإذا كان الدين على رأس الأولويات فقد يكون على حساب التحصيل العلمي وهكذا .

* الدين والخُلُق . . أولاً

لقد أوصى صلى الله عليه وسلم الرجل الذي يرغب الزواج بقوله : ( تنكح المرأة لأربع : لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك ) ( متفق عليه ) .
وأوصى صلى الله عليه وسلم ولي أمر المرأة التي ترغب الزواج بقوله : ( إذا أتاكم من ترضون خلقه و دينه فزوجوه ؛ إن لا تفعلوا تكن فتنة في الأرض و فساد عريض ) ( تحقيق الألباني : حديث حسن / 270 في صحيح الجامع ) .
فوصية رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم للرجل أن يُقدم ذات الدين على غيرها ، بل وقد جعل الحصول عليها ظفراً وانتصاراً وميزة عن غيرها ، ووصيته صلى الله عليه وسلم لولي أمر المرأة ألا يَرد صاحب الدين والخُلق ، وأشار أن في رَدِّه فتنة في الأرض وفساد عريض .

فمن أراد السعادة والاستقرار فليبحث في شريك حياته عن صاحب الدين والخُلُق فهو موضع وصية رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم .

في مقالة للأخت : كريمة بنت محمد ، بعنوان ” اظفر بذات الدين تربت يداك ” تقول في مذكرات رجل :
اخترت زوجتي من بين العشرات من الفتيات، اخترتها لما عرفته عنها من دين وخلق وصفات طيبة جعلتني أختارها وأقتنع بها . . . وبتوفيق الله زفت إلي وتيسر أمر زواجي، وكنت أسعد الناس بها، لقد ملأت علي حياتي وداً وحباً وعطفاً، فشجعتني على الخير وأعمال البر والمسابقة إلى الخيرات والتنافس في طاعة الله، عندما تقبل أرى في وجهها خيري الدنيا والآخرة، مطيعة، صوامة، قوامة، لم تغضبني يوماً أو تثقل كاهلي بطلباتها، تعينني حتى على أمور الدنيا، وقد مرت على زواجنا سنوات من أجمل سنوات عمري، وقد رزقني الله منها خمسة أبناء فلم أجد إلا خيراً. ا.هـ

وهنا يرد سؤالٌ مُلِحٌ :

هل في حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم : ( إذا أتاكم من ترضون خلقه و دينه فزوجوه ؛ إن لا تفعلوا تكن فتنة في الأرض و فساد عريض ) ما يدل على أن الدين هو المعيار الوحيد الذي يجب أن يُنظر إليه !؟ وخصوصاً أن الكثيرين يرغبون في تحقيق التكافؤ بين الزوج والزوجة في جوانب شتى من حياتهم .

والجواب :

الدين والخُلُق هو المعيار الأساس ، والركن الأصيل ، الذي يجب أن يكون حجر الزاوية في قبول أو رفض شريك الحياة ، وأما طلب التكافؤ فلا يتعارض مع ما جاء في الحديث الشريف ؛ لأن الحديث وارد في من ترفض الاقتران بالخاطب لا لشيء إلا لدينه وخلقه ، وهو كذلك يرد في أولياء النساء الذين يرفضون الخاطب لمعايير دنيوية ، ولا يراعون ما يوجد فيهم من اعتبارات دينية طيبة من العفة والتدين وحسن الخلق .

ومن تحقق لديه معيار الدين والخُلُق ، وَرَغِب في تحقق مواصفات أخرى إضافية كالجمال أو النسب أو غيرها من أدوات المفاضلة ؛ فخير على خير ، بل قد يكون ذلك من دواعي التكافؤ والاستقرار الأسري ، إلا أنه يجب التنويه هنا إلى عدم المغالاة في هذا المطلب ، وأن يتم التنازل عن جانب منه إذا كان معيار الدين متحققا .
ذلك أن الدين والخُلُق هما الجمال الحقيقي ، جمال الباطن ، ما لا ينفك عن الإنسان ، وأما جمال الظاهر ، والدرجة العلمية ، وجمال الجسد ، والمال ، والسن ، فهذه لوحدها ليست مسوغات لنجاح الزواج ، ولا تُحقق أهداف الأسرة السعيدة ، فالدين والخُلُق أولاً ، ثم ما رَغِبنا من صفات أخرى ، فإن لم نجد المال سنجد الجمال ، وإن لم نجد الدرجة العلمية سنجد النسب وهكذا .

قَالَ الْقَاضِي رَحِمَهُ اللَّهُ في تحفة الأحوذي : ( مِنْ عَادَةِ النَّاسِ أَنْ يَرْغَبُوا فِي النِّسَاءِ وَيَخْتَارُوهَا لِإِحْدَى الْخِصَالِ ، وَاللَّائِقُ بِذَوِي الْمُرُوءَاتِ وَأَرْبَابِ الدِّيَانَاتِ أَنْ يَكُونَ الدِّينُ مَطْمَحَ نَظَرِهِمْ فِيمَا يَأْتُونَ وَيَذَرُونَ ، لَا سِيَّمَا فِيمَا يَدُومُ أَمْرُهُ وَيَعْظُمُ خَطَرُهُ )( 3 / 152 ) .
وقال رجل للحسن : ( قد خطب ابنتي جماعة فمن أزوجها؟ قال: ممن يتقي الله، فإن أحبها أكرمها وإن أبغضها لم يظلمها ) ( إحياء علوم الدين : 1 / 394 ) .

* المال . .

مسألة ينبغي توافرها لدى الرجل ، بل هي من مسببات قوامته على المرأة ، قال تعالى : ( الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ )(النساء / 34 ) ، قال الإمام الطبري رحمه الله في تفسير هذه الآية : ( بما فضّل الله به الرجال على أزواجهم : من سَوْقهم إليهنّ مهورهن، وإنفاقهم عليهنّ أموالهم، وكفايتهم إياهن مُؤَنهنّ ) .

وقد اختلف العلماء في المراد بالباءة في حديث النبي صلى الله عليه وسلم ، ( يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ؛ فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء )( متفق عليه ) ، هل المراد بها القدرة على الجماع ، أم توفر مؤونة الزواج ؟.

َقَالَ النَّوَوِيّ رحمه الله : اِخْتَلَفَ الْعُلَمَاء فِي الْمُرَاد بِالْبَاءَةِ هُنَا عَلَى قَوْلَيْنِ يَرْجِعَانِ إِلَى مَعْنًى وَاحِد : أَصَحّهمَا أَنَّ الْمُرَاد مَعْنَاهَا اللُّغَوِيّ وَهُوَ الْجِمَاع ، فَتَقْدِيره مَنْ اِسْتَطَاعَ مِنْكُمْ الْجِمَاع لِقُدْرَتِهِ عَلَى مُؤَنه ، وَهِيَ مُؤَن النِّكَاح ، فَلْيَتَزَوَّجْ ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ الْجِمَاع لِعَجْزِهِ عَنْ مُؤَنه فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ لِيَدْفَع شَهْوَته وَيَقْطَع شَرّ مَنِيّه كَمَا يَقْطَعهُ الْوِجَاء ، وَعَلَى هَذَا الْقَوْل وَقَعَ الْخِطَاب مَعَ الشَّبَاب الَّذِينَ هُمْ مَظِنَّة شَهْوَة النِّسَاء وَلَا يَنْفَكُّونَ عَنْهَا غَالِبًا .

وَالْقَوْل الثَّانِي أَنَّ الْمُرَاد هُنَا بِالْبَاءَةِ مُؤَن النِّكَاح ، سُمِّيَتْ بِاسْمِ مَا يُلَازِمهَا ، وَتَقْدِيره مَنْ اِسْتَطَاعَ مِنْكُمْ مُؤَن النِّكَاح فَلْيَتَزَوَّجْ ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَلْيَصُمْ لِدَفْعِ شَهْوَته ( فتح الباري : 14 / 293 ) .

قال ابن حجر في الفتح : ولا مانع من الحمل على المعنى الأعم بأن يراد بالباءة القدرة على الوطء ، ومؤن التزويج.
وعليه ، ولظروف المعيشة في هذا الوقت أرى أهمية توافر هذا الأمر لدى الرجل ، ولكن بصورة معتدلة ، يُمَكِّنُ صاحبها من تأمين السكن والمعيشة لأسرته .

وفي المقابل جعل الشارع الحكيم للمرأة ذمة مالية خاصة ، ولها حق التصرف المطلق في مالها ، وليس للزوج أن ينازعها فيه ، إلا إن كان برضا وطيب خاطر منها ، أو كان باشتراط مُسبق .

ومما ينبغي التنبيه إليه هنا أن الحياة الأسرية القائمة على خلفية الحقوق والواجبات قد تنتهي إلى طُرق مسدودة لا تُحقق أهداف الحياة الأسرية الوادعة .
فالتعامل بين الزوجين يجب أن يكون على أساس الجسد الواحد ، ووحدة الهدف ؛ فلا الأنا قائمة ، ولا الذات المجردة فاعلة ، فالفتى والفتاة اتحدا ليشكلا كياناً تحت مسمى ( زوجين ) ، مسارهما واحد ، وأهدافهما واحدة ، وهمومهما واحدة . . وسعادتهما تتحقق بسعادة هذا الكيان ، وهو ( الأسرة ) .
وقد قال تعالى : ( وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ ) ( البقرة / 237 ) ، فلتكن نفسية كل واحد من الزوجين مهيأة لما فيه مصلحة أسرتهما ، وتحقق الطمأنينة في حياتهما .

* الحسب . .

جاء في فتح الباري لابن حجر رحمه الله ( وَالْحَسَب فِي الْأَصْل الشَّرَف بِالْآبَاءِ وَبِالْأَقَارِبِ ، مَأْخُوذ مِنْ الْحِسَاب ، لِأَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا تَفَاخَرُوا عَدُّوا مَنَاقِبهمْ وَمَآثِر آبَائِهِمْ وَقَوْمهمْ وَحَسَبُوهَا فَيُحْكَم لِمَنْ زَادَ عَدَده عَلَى غَيْره . وَقِيلَ الْمُرَاد بِالْحَسَبِ هُنَا الْفِعَال الْحَسَنَة ) ( 14 / 330 ) .

وقصدنا هنا أن يكون الفتى أو الفتاة من أسرة معروفة بأخلاقها العالية ، وسلوكياتها الحسنة ، ومعدنها الأصيل ، فمن ترعرع في بيئة كريمة كان حَرِياً به أن يكون كريماً ، ولهذه القاعدة شواذ ( يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ )( الأنعام / 95 ) . . ثم كون شريك الحياة من نسب معروف فيه خير للذرية ، لكون الذرية ربما نزعت إلى أحد أجدادها فيكون نجيباً متميزاً . . وقد تكون نجابة الذرية بما عُرف عن نسبها من أفعال حَسَنة كما جاء عن ابن حجر رحمه الله .
وعلى أي من القولين ، فالنظر في حَسَبِ شريك الحياة مطلب إيجابي ، بل إن في سيرة والديه وأسرته ، وما عُرِفَ عنهم من سلوكيات حَسنة ، وأعمال جليلة ، ونجاحات في حياتهم العامة والخاصة ؛ دلالات على ما سيكون من أخلاقه وسلوكياته في الغالب .

* الجمال . .

رأيت الهلال ووجه الحبيب فكانا هلالين عند النظـر

فلم أدر من حيرتي منهما هلال الدجى من هلال البشر

فلولا التورد في الوجنتين وما راعني من سواد الشعر

لكنت ظننت الهلال الحبيب وكنت ظننت الحبيب القمر

حُب الجمال ، والارتياح لصاحبه ، طبيعة بشرية ، بل إن النفس لتسكن عند قربها من الشيء الجميل ، وتضطرب وتشعر بالضيق حين فقدها له ، وعندما يتصف شريك الحياة بالجمال ، فإن نصفه الآخر يشعر بالسكن النفسي ، والسعادة ، والرِّي العاطفي . . إذ لا غنى لأحد الزوجين عن طلب الجمال في شريك حياته .
والجمال هنا أمر نسبي ، يختلف من شخص إلى آخر ، غايته استحسان الإنسان لشكل ووجه شريك حياته ، بحيث يُسَرُّ به إذا أقبل ، ويُشبعه عن النظر إلى محاسن غيره ، ويكون سبباً للإعفاف والألفة بين الزوجين واستدامة العشرة بينهما .

ومما ينبغي التأكيد عليه أن جمال المرأة ليس في شكلها الخارجي فقط ، بل إن إيمانها بالله وطاعتها له جمال ، نظرتها الحانية وصوتها الدافئ جمال ، ابتسامتها الصافية ورقة مشاعرها جمال ، ثقافتها واطلاعها على أحوال العالم من حولها جمال ، حسن إدارتها لبيتها وجميل تنظيمها لأمور حياتها جمال ، حسن تبعلها لزوجها جمال .
قال صلى الله عليه وسلم : ( خير النساء التي تسره إذا نظر إليها وتطيعه إذا أمر ولا تخالفه في نفسها ولا مالها بما يكره ) ( السلسلة الصحيحة ) ، ” فالمرأة الفاضلة : صندوق مجوهرات يكشف كل يوم عن جوهرة جديدة” . . وأما من نظر إلى جمال الظاهر فقط دون غيره ، فصدق فيه قول القائل : ( من يتزوج امرأة لأجل جمالها كمن يشتري بيتا لجمال طلاء واجهته ) .

* الحب . .

هل يمكن أن يكون للحب مكان قبل الزواج ؟ وما أثره في بناء الأسرة فيما بعد ؟

وللإجابة على هذا التساؤل نقول : الحب إكسير الحياة ، وليس من شيء صالح إلا ويُبنى على الحُب ، وعلى هذا فالحُب على ثلاثة أضرب :

الأول : الحُب الطبيعي ؛ وهو ميلان القلب إلى شريك الحياة بناءً على ما سمع عنه من صفات حسنة حين رغبته الزواج منه .

الثاني : الحُب العفيف ؛ وهو مشاعر قلبية تسيطر على الإنسان ، يُحس من خلالها انجذابا وارتياحا واشتياقا للمحبوب سواء أرغب الزواج منه أم لم يرغب ، وبشرط ألا تتجاوز المشاعر القلبية إلى ممارسات سلوكية .

الثالث : الحُب المذموم ؛ وهو اجتماع المشاعر القلبية مع الممارسات السلوكية المُحَرَّمة كالخلوة والقبلة والرسائل الغرامية ونحو ذلك .

أما الأول فمستحب ، بل ويتم التأكيد عليه ، وعليه ينبغي لكل مقدم على الزواج رجلاً كان أم امرأة أن يستحضر الصفات الحسنة في شريك حياته ، ويجعلها ماثلة أمام عينية ، ويستخلص منها مشاعر الحب والاحترام والاشتياق لشريك الحياة .

وأما الثاني ؛ فمحمود إذا صاحب هذا الحب رغبة وعمل للزواج من المحبوب .

وأما الثالث ؛ فقاصمة الظهر ، وميدان غضب جبار السموات والأرض ، قال تعالى : ( وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ )( النساء / 25 ) ، أي متخذات أخلاء ، وعلى هذا فلا يجوز للفتاة أن تتخذ رفيقاً لها أو صاحبا خارج حدود العلاقة الشرعية وهي الزواج . . كما أنه لا يجوز للفتى أن يكون له علاقة بفتاة خارج هذه العلاقة أيضاً .

ولقد أثبتت الدراسات فشل أكثر الزيجات المبنية على علاقة حبٍّ مسبق بين الرجل والمرأة .
ففي دراسة ميدانية لأستاذ الاجتماع الفرنسي سول جور دون كانت النتيجة ” الزواج يحقق نجاحاً أكبر إذا لم يكن طرفاه قد وقعا في الحب قبل الزواج .
وفي دراسة أخرى لأستاذ الاجتماع إسماعيل عبد الباري على 1500 أسرة كانت النتيجة أن أكثر من 75 % من حالات الزواج عن حب انتهت بالطلاق ، بينما كانت تلك النسبة أقل من 5% في الزيجات التقليدية . . وأبرز أسباب ذلك أن الاندفاع العاطفي يعمي عن رؤية العيوب ومواجهتها قبل الزواج ، لكنها لا تلبث أن تظهر بعد الزواج .

* الشهادة العلمية . .

تعتبر الشهادة العلمية ميزة إضافية لشريك الحياة ، فمع كونها مصدراً للرزق في أحايين كثيرة ، إلا أنها علامة من علامات العلم والمعرفة ، وتُسهم إسهاماً مباشراً في تعليم الأسرة وتثقيفها .
ومما تنبغي الإشارة إليه هنا ألا يُعطى هذا الأمر أكبر من حجمه كشرط للزواج ، بل تعامل على أنها ميزة إضافية تُميز شريك الحياة هذا عن ذاك .

* التكافؤ . .

الحياة الزوجية علاقة توافق وانسجام ، روحان في جسد ، التقاء للأفكار والأهداف والمفاهيم ، ولذا فمن الأهمية بمكان أن يكون بينهما تكافؤ ينسجم مع علاقة الجسد الواحد الذي يجمعهما تحت جناح الحياة الزوجية .

ولا نقصد بالتكافؤ المماثلة ، بل المراد التقارب في المرحلة العمرية والمستوى التعليمي ، والتوافق في الحياة الاجتماعية والثقافية ، لتشكل هذه المرتكزات في مجموعها مقومات أساسية لإمكانية إقامة علاقة زوجية متوازنة وقابلة للحياة .

وعند اختلافها الاختلاف الجوهري ، فإن النتائج السلبية معنوية كانت أو نفسية ، ستكون بوابة لحدوث الاختلاف ، ونشوء المشاحنات والتناقضات الأمر الذي يُمهد لفشل هذه العلاقة ، أو عدم تحقيق أهدافها المُثلى .

ولنضرب لذلك مثالاً بالمرحلة العُمُرية ، فإنها إن كانت متقاربة بين الزوجين ؛ أنتج ذلك تقارباً في الفِكر والتطلعات والمهارات على الأغلب ، وسيكون نموهما العقلي والمعرفي متوازياً ، فإن تباعدت المرحلة العمرية بينهما ، اختلفت الحاجات والرؤى والتطلعات ، بل والأهداف ، فبينما يكون أحدهم وصل إلى مرحلة الاستقرار وإشباع تطلعاته ونزواته ، يكون الآخر في قمة حيويته وانفتاحه على الدنيا ، وتطلعه إلى ما يُشبع حاجته العاطفية والجسدية .

خطوات على الطريق الصحيح .

خمس خُطوات ينبغي لكل من الرجل والمرأة أن يخطوها عند رغبته السير في طريق الزواج  :

1- الاستخارة والدعاء :

صلاة ركعتي ( الاستخارة ) والدعاء بعدها بالدعاء الوارد فيها ، سائلاً الله إن كان في الاقتران بهذه الشخصية خير أن يجمع بينكما على خير ، وإن كان خلاف ذلك أن يكتب الخير لكل واحد منكما ، وهو ما جاء عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة كما يعلمنا السورة من القرآن يقول : ( إذا هم أحدكم بالأمر ، فليركع ركعتين من غير الفريضة ، ثم ليقل : اللهم إني أستخيرك بعلمك ، وأستقدرك بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظيم ؛ فإنك تقدر ولا أقدر ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علام الغيوب ، اللهم إن كنت تعلم هذا الأمر ، فيسميه ، ما كان من شيء خيرا لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو خيرا لي في عاجل أمري وآجله فاقدره لي ويسره لي وبارك لي فيه ، وإن كنت تعلم ، يقول مثل ما قال في المرة الأولى ، وإن كان شرا لي فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيثما كان ثم رضني به ) . ( أخرجه البخاري ) .

قال العلماء: ( وينبغي له أن يفرغ قلبه من جميع الخواطر ؛ حتى لا يكون مائلا إلى أمر من الأمور ، فعند ذلك ما يسبق إلى قلبه يعمل عليه ، فإن الخير فيه إن شاء الله ) ( تفسير القرطبي ج 13 ص 307 ) .
ثم عليك بسهم الدعاء ، صباح مساء ، في عسرك ويسرك ، قائماً قاعداً ، تذلل بين يدي الله ، الهج بالثناء عليه ، والافتقار إليه ، والرجاء لما في يديه ، اذكر له ضعفك ومسكنتك ، وفقرك وحاجتك ، تقرَّب إليه بأسمائه الحسنى ، وصفاته العلى ، وسله أن يكتب لك شريك الحياة الذي تَسعد به ويَسعد بك ، يكون عوناً لك على الطاعة ، وومخلصاً لك في المنشط والمكره ، ويرزقكما الذرية الصالحة ، ويجمعكما على خير في الدنيا والآخرة .

2- الاستشارة :

استشر في شريك حياتك من تثق من أقربائك ، وآخرين ممن صاحبهم واختلط بهم ، فقد أمر الله سبحانه رسوله الكريم بالاستشارة فقال : ( وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ) ( آل عمران : 159 ) ، ويقول الشاعر :

عقل الفتى ليس يغني عن مشاورة . . كحـدة السيف لا تغني عن البطل

وكان هذا هدْيُ الأنبياء فقد رُوي عن سليمان بن داود -عليهما السلام- أنه قال لابنه: ( يا بني لا تقطع أمراً حتى تشاور مرشداً، فإنك إذا فعلت ذلك لم تندم ) . وكان هدياً للصالحين أيضاً ، فعن الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله أنه كان لا يدع المشورة إذا كان في أمر حتى إن كان ليشاور مَن دونه، وكان يقبل مشورة مَن لا يُتَّهَم من أهل الدين والنسك، وكان إذا شاوره الرجل اجتهد له رأيه وأشار عليه بما يرى من صلاح .

وفي فوائد المشاورة يقول ابن الجوزي رحمه الله : ( إن المشاور إذا لم ينجح أمره علم أن امتناع النجاح محضٌ قدر فلم يلُم نفسَه ، و إنه قد يعزم على أمر يتبين له الصواب في قول غيره فيعلم عجز نفسه عن الإحاطة بفنون المصالح ) .
ليكن السؤال في المشورة عن جوانب حياته : ( عبادته ، سلوكه وتعامله ، حيويته وابتسامته ، تنظيمه لشؤون حياته ، نفسيته ومزاجه وهدوء أعصابه .. إلخ ) .

3- النظرة الشرعية :

مما يُندبُ إليه أن ينظر الخاطب إلى مخطوبته ، بشرط أن تكون هناك جِدِّية في الخطبة ، ليرى كل منهما ما يُرَغِّبه في الآخر ، بل إن النظرة بينهما تعتبر مُرَطِّباً للحياة الزوجية ، وتجعلها محفوفة بالسعادة ، محاطة بالبهجة والهناء ، عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال : خطبت امرأة فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( هل نظرت إليها ؟ ” قلت : لا قال : ” فانظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما )( مشكاة المصابيح : 2 / 204 ) .

قال ابن الجوزي رحمه الله : ( وَمَنْ قَدَرَ عَلَى مُنَاطَقَةِ الْمَرْأَةِ أَوْ مُكَالَمَتِهَا بِمَا يُوجِبُ التَّنْبِيهَ ثُمَّ لِيَرَى ذَلِكَ مِنْهَا ، فَإِنَّ الْحُسْنَ فِي الْفَمِ وَالْعَيْنَيْنِ فَلْيَفْعَلْ ) ( غذاء الألباب : 3 / 463 )

ومقصد النظرة أن يستبين كل منهما ما يدعوه إلى الإقدام على هذا الزواج ، أو الانصراف عنه إلى غيره . . ولذا لا يكفي الاعتماد على الصورة فقط ، فالصورة لا تَعكس حقيقة الشخص .

ثم تنبغي ملاحظة ألا يكون اللقاء بخلوة ، بل لابد من حضور أحد محارم الزوجة ، كما يجب ألا يكون هناك ملامسة أو أحاديث غير محتشمة ، أو أي تواصل غير شرعي ، وذلك حتى يتم العقد الشرعي الذي يُبيح لهما ذلك شرعاً .

4- التهيئة النفسية والمهارية :

الزواج . . وداع لعالم العزوبية ، التحام تام مع شريك الحياة ، تربية الأبناء وتعليمهم ، علاقات أسرية ، قيادة الأسرة ، وهل يمكن لقائد مركبة أن يقودها دون تَعَلُّم طُرُق وفن ومهارة التعامل معها ، هل يمكنه ذلك دون الحصول على رُخصة القيادة ، وأخيراً هل قيادة الأسرة أهون من قيادة المركبة !!؟

إن من الضروريات لكل مقبل على الزواج رجلاً كان أم امرأة أن يلتحق بعدد من الدورات التدريبية التي تناقش ( فهم نفسية شريك الحياة ، إدارة الأسرة ، احتواء المشكلات الزوجية ) ونحو ذلك ، بل والعمل على استدامة هذا التواصل مع كل دورة تدريبية بهذا الشأن بصحبة شريك الحياة بعد الزواج ، وحتى بعد إنجاب الأولاد .

ثم ينبغي الاطلاع على بعض الكتيبات والأشرطة المختصة ، والدخول إلى مواقع الإنترنت الأسرية الناصحة الطيبة ، وكذا الجلوس إلى من تثق فيهم من أهل العلم والرأي ، وأصحاب النجاحات في أسرهم للإفادة من خبراتهم ، والاستنارة بما لديهم .

5- خَطط لمستقبل حياتك الزوجية :

ادرس واقعك جيداً ، اكتب أهدافك ، تأمل أدواتك وممتلكاتك ، من المهمات أن تضع لك خِطة قبل الزواج ، ماذا أريد من شريك حياتي ، وما يمكنني أن أمنحه إياه ، كيف لنا أن نحقق السعادة في حياتنا ، أمورنا واحتياجاتنا المعيشية كيف نؤمنها ، مصروفات الزواج والسكن والتأثيث من أين نقضيه ، علاقتنا بأسرنا . . إلخ ) .

لا تسمح للمفاجآت الحياتية أن تؤثر في بناء أسرتك ، ( وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ) ( الطلاق / 3 ) ، ومن استعد مبكراً بَلَغ الغاية بإذن الله تعالى .

وباختصار :

1- احتسب أجر الاستجابة لأمر الله ، وعمارة الأرض ، وتكثير أمة الإسلام ، وإعفاف النفس ، وإصلاح المجتمع في زواجك .

2- تزوج بسمعك وبصرك ، لا بسمع والديك وبصرهم ، فأنت صاحب القضية لا هم .

3- الحياة الزوجية مشروع شراكة شاملة ، ليس للأنا ، وليس للذاتية موقع قدم فيها .

4- إنما أنتما لباس يكمل كل منكما الآخر ، ويحتاج كل منكما للآخر ، حتى في الجنة يتبع أحدكما الآخر إن كان أعلى منه منزلة .

5- حسن اختيار شريك الحياة ، يهبك وذريتك السعادة والاستقرار ، ولا يتحقق ذلك إلا بالموازنة بين صفات شريك الحياة ، وعدم تغليب المهم على الأهم .

6- إن وجود من تتوفر فيه كل الصفات المرغوبة منك أندر من النادر ، فاقنع بأهم الصفات إليك ، والمسألة نسبة وتناسب .

7- من قَدَّم الدين في اختيار شريك حياته ، ظفر دنياً وآخرة ، ومن قَدَّم المعايير الدنيوية على الدين والخُلق ، خاب وخَسِر .

8- المال عصب الحياة ، ولا تجري سفينة الحُب على أرض جرداء .

9- من أهم أسباب السعادة الأسرية فهم نفسية شريك حياتك ، وخصوصاً ما يعتري المرأة من الناحية الجسمانية ( البيلوجية ) ومن الناحية النفسية ( السيكولوجية ) ، فنسبة ( 95 % ) من المشاكل الزوجية تحدث بسبب عدم فهم كل طرف لشريك حياته ، حسب إحدى الدراسات الحديثة .

10- نَمِّ مهاراتك ، وارتق في تعاملك مع شريك حياتك ؛ وليكن لك اطلاع على الكتب والأشرطة المختصة بالشأن الأسري ، وحضور الدورات التدريبية الأسرية ، فالحياة الزوجية فن ومهارة تتقن بالتعلم والتدريب .

11- النظرة الشرعية إلى المرأة المخطوبة تُرطِّب الحياة الزوجية ، وقد شُرِعَتْ ليستبين كل منهما ما يدعوه إلى الإقدام على هذا الزواج ، أو الانصراف عنه إلى غيره .

12- احذر أشد الحذر من أن تجعل الشات أو مواقع الإنترنت دليلك للتعرف إلى شريك حياتك ، اتعظ بغيرك ، ولا تكن أنت عبرة لهم .

13- الشخصية العاقلة تضع السكر في كل ما تقوله لشريك الحياة ، وتنزع الملح من كل ما يقوله لها شريك حياتها .

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم