فؤاد عبدالله الحمد
عزيزي القارئ الكريم..
من السهل تذكُّر أنَّك عندما تخطط لحياتك؛ فإنَّك تنتقل من مرحلة إلى أخرى بسهولة، لكن عند تنفيذ الإستراتيجية، تبدأ بالخطوة الثالثة، وتنتقل إلى الخطوة الأولى، لا يهم الترتيب؛ فالأمر الهام هو أن تفهم أنَّ المال والسعادة ليسا متعارضين.
إن العثور على السعادة يكاد يكون هاجساً؛ بحيث نستهلك في سعينا إلى السعادة المزيد والمزيد من وقتنا وطاقتنا، ولكن ماذا يعني ذلك، وماذا يمكننا أن نفعل لنكون أكثر سعادة؟ لحسن الحظ، أصبح لدى علماء النفس وغيرهم من الخبراء الآن أدلة.
يقول الدكتور تامر شلبي، خبير التنمية البشرية إنَّ إيجاد حياة مُرضية وثرية في نفس الوقت، يبدأ بالنهاية وينتهي بالبداية؛ إذ تتمثل الخطوة الأولى في توضيح نتائج حياتك وأهدافك المطلوبة، والخطوة الثانية هي العثور على وظيفة ممتعة تجيدها وتكسب منها جيداً، أما الخطوة الثالثة هي تنويع مهاراتك لتبقى فريدةً في بيئة دائمة التغيّر.
خطوات إيجاد المال والسعادة :
– تحديد نتائجك وأهدافك:
هل تعرف كيف تبدو حياتك المثالية؟ لسوء الحظ، معظم الناس لا يعرفون ذلك، ومع ذلك، يحاول الجميع المُضيّ قُدماً، لكن من دون أن يعرفوا إلى أين، ويوجد اقتباس للكاتب “ريان هوليداي” (Ryan Holiday) يقول فيه: “عندما لا تفكر في هدف معين، يصبح تحقيق (المزيد) هدفك التلقائي”.
وهذه هي الطريقة التي يُدير بها معظم الناس حياتهم، وذلك من دون أيِّ فهم للسبب؛ فعندما تحدد نتائج حياتك؛ فإنَّك تكون واضحاً بشأن الحياة المثالية التي تسعى إليها؛ فأنت تحدد شكل الحياة الجيدة، على سبيل المثال: يمكنك تخيُّل كيف تبدو حياتك بعد 10 سنوات؛ فإذا كان ما تخيلته بعيداً عن الواقعح فهذا هو هدفك.
لنفترض أنَّك تريد امتلاك قصر.. حسناً، للقيام بذلك، دعنا نفترض أنَّك تحتاج إلى مبلغ صافٍ قدره 10 ملايين دولار؛ إذاً الـ10 ملايين دولار ستكون هدفك، وسيكون القصر نتيجتك؛ فمعظمنا يقدِّر الأهداف أكثر من النتائج، لكنَّ هذا الأمر خاطئ، أنت تحتاج إلى معرفة النتيجة من أجل تحديد الهدف الصحيح، والنتائج تساعدك على التركيز وترشدك وأنت تتحرك في الحياة، والآن بعد أن عرفت كيف تبدو حياتك المثالية والنتائج المطلوبة لتحقيقها، يمكنك الحكم على جميع أفعالك وفرصك مقابل نتائجك.
وإذا ساعدك تحديد هدف، أو اغتنام فرصة، أو اتخاذ قرار، على الاقتراب من إحدى نتائجك؛ فافعل ذلك، وإذا لم يحدث ذلك؛ فلا تفعل.. إنَّ الأمر بهذه السهولة.
– البحث عن وظيفة جيدة ومُربحة وممتعة:
إذا كان الأمر بهذه السهولة.. يبحث الجميع عن وظيفة أفضل، لكنَّ قلةً قليلةً من الناس يفهمون معنى الأفضل في الواقع؛ لذا يجب عليك تحديد ما هي الأمور التي لا تعجبك في عملك الحالي، وما الذي سيكون أفضل لو كنت تعمل في مهنة أخرى.
حسناً، توجد طريقة سريعة وسهلة لتحديد عناصر الوظيفة الجيدة؛ فإذا كنت تريد الحصول على الوظيفة المثالية بالنسبة إليك؛ فأنت تحتاج إلى العثور على وظيفة تقع في وسط مخطط “فن” (Venn) أدناه: تقع الوظائف المناسبة- تلك التي تنتقل من “الجيد” إلى “الأفضل”- في مركز الوظيفة التي تحبها، والوظيفة التي تجيدها، والوظيفة التي تُدِر عليك دخلاً جيداً، وإذا تمكَّنت من العثور على أمر يربط بين هذه الأمور الثلاثة؛ فستكون واحداً من أكثر الأشخاص نجاحاً ورضا.
ومع ذلك، تذكَّر أنَّه لكي يكون الهدف أو الوظيفة أو القرار أو الفرصة جيدين، يجب أن يجعلك ذلك أقرب إلى إحدى نتائج حياتك؛ لذلك بالإضافة إلى جني الأموال؛ فأنت تريد التأكد من أنَّه يقع في منتصف مخطط “فن”، ويساعدك أيضاً على تحقيق نتيجة حياتك.
والأمر الجيد هو أنَّك إذا كنت واضحاً بشأن نتائجك؛ فستكون قوية بما يكفي لتوجيهك نحو الوظيفة المناسبة؛ فهل يمكنك التفكير في وظيفة تحبها، وتكسب منها أجراً جيداً، وتجيدها حتى؟ إذا حاولت بجِد بما فيه الكفاية، أظن أنَّك تستطيع.
– إنشاء نظام من المهارات الفريدة:
ناقش “سكوت آدمز” (Scott Adams)، مبتكر شخصية “دلبرت” المصورة (Dilbert)، ما يسمى “تفكير الأنظمة”؛ فبالنسبة إليه- لقد كان إنشاء حياة تتعلم فيها مهارات جديدة بصورة منهجية، أكثر أهميةً من محاولة تحقيق أهداف محددة؛ فقد تفشل في تحقيق هدفك، لكن إذا أوجدت بيئة تتعلم فيها أمراً ذا قيمة حتى لو فشلت؛ فأنت ستكسب.
لا يجب أن يكون من الصعب إقناعك بأنَّ المهارات هي السلعة الأكثر طلباً في سوق شديدة التنافسية اليوم، ويمكنك دائماً كسب مزيدٍ من المال، لكن قد يكون لديك فرصة واحدة فقط لتعلُّم مهارة جديدة؛ لذلك؛ بدلاً من السعي وراء المال دائماً، حاول دائماً السعي وراء اكتساب المهارات.
ابحث عن الأمور التي تثير اهتمامك؛ فأنت مهتم بأمرٍ ما، وربما تكون مهتماً بالعديد من الأمور، واهتماماتك الفريدة تختلف عن أيِّ شخص آخر؛ لذلك إذا اتبعت هذه الاهتمامات وحاولت تعلُّم أمور جديدة عنها؛ فستزيد زيادةً طبيعية، مجموعةُ مهاراتك في هذا المجال.
يقول “آدامز”: “إنَّ المفتاح هو العثور على مهارتين إلى ثلاث مهارات، يمكنك من خلالها أن تكون من بين الـ25% الأوائل في مجالك، ليس من الـ5% أو حتى الـ10% الأوائل، والفكرة هي أنَّه في حين أنَّ كثيراً من الناس قد يكونون أفضل في إحدى الفئات، لا يوجد كثيرٌ من الناس أفضل في كلتا الفئتين، وعندما تجمع بين الاثنتين، لا يمكن المقارنة. لذلك؛ فإنَّ مزيج المهارات الفريد الخاص بي، ساعدني في الحصول على وظيفة تقع في وسط مخطط “فن” الثلاثي، وأعيش الحياة التي طالما أردت أن أعيشها.