الأحد 10 نوفمبر 2024 / 08-جمادى الأولى-1446

حل مشكلات أطفالنا خطأ كبير !



                                          حل مشكلات أطفالنا خطأ كبير !

http://t0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcTOMvSZw1ndrNtiZOs2i0rtNf-SkxVdvpRTzj2CI9ClS0RtOyMS
                                                                         د. عبدالله عبدالرحمن السبيعي .

عندما يأتي الأطفال إلينا بمشكلة ما لديهم، فإن رد فعلنا المعتاد هو تقديم حلول لها.

صحيح أننا متواجدون من أجلهم، وقد تعلمنا دروساً حياتية من خلال تجاربنا ومعايشتنا للأحداث والمواقف

وأننا أكثر قدرة منهم على معرفة ما يفيدهم وما هو في صالحهم،

ولكن كيف يشعر أبناءنا حيال ذلك؟

وهل تقديمنا للحلول أو اقتراحنا لها هو ما جاءوا إلينا من أجله؟!

هل يا ترى يشعرون بالشكر والامتنان لأننا حللنا مشاكلهم؟؟

أم أنهم يشعرون بالضيق حيال ذلك !!!

إن هذا إن لم يشعرهم بالغضب والضيق فهو بالتأكيد سيجعل منهم أشخاصاً غير قادرين على مواجهة ما يستجد معهم من مشاكل في حياتهم.

حلولنا التي نقدمها لهم، ليست في صالحهم كما نظن، ونوايانا الحسنة بحاجة إلى المراجعة هنا.

البالغين قد يكون لديهم نفس ردود الفعل، فالجميع لديهم مشاكلهم الخاصة وكل شخص قد يلتمس النصيحة أو قد لا يفعل، فالقاعدة تقول:

عندما يخبر شخصٌ ما شخصاً آخر كيف يحل مشكلته، فكأنه يقول له: “أنت لست كفء ولهذا سأخبرك ما الذي ينبغي عليك أن تفعله طالما أنت لست قادراً على التفكير بنفسك.

النصيحة الأمثل هنا:

أن تستمع فقط، وابتعد عن هذه الجمل التي تنفر الآخرين منك وخصوصاً الصغار الأذكياء:

“أتدري ما الذي ينبغي أن تفعل …..”

“عندما كنت في مثل عمرك …”

أعلم أن هذا الأمر صعب علينا كآباء، ولكن هو ليس بمستحيل وهو يستحق العناء لأنه يتوافق مع رغباتنا الفعلية وهي مصلحة الأبناء، ولكنه يحتاج بعض الصبر والجلد، ولهذا يكون جزاءنا أكبر

عندما يأتي إليك طفلك الصغير شاكياً أن صديقة في الروضة أو في المدرسة لا يرغب في اللعب معه مجدداً فلا تقل له:

“ابحث عن صديق جديد”

رغم أن هذا حل مثالي فعلاً وفكرة صائبة منك، وقد يكون هذا ما سيتوصل إليه هو بعد وقت، ولكن عوضاً عن ذلك، استمع إليه وإلى ما يقوله، دون مقاطعة أو تعليق واحرص كل الحرص من ملامته أو عتابه حتى لو تبين لك أنه مخطئ،
ثم اسأله:

“لماذا يا ترى رفض صديقك اللعب معك؟”

وسواء أجاب أو غادرك دون إجابة فلا تلح عليه ولا تخبره بما يجب أن يفعل فقط ربت على رأسه واتركه لبعض الوقت، ولا تنسى أن تقول له قبل ذلك:

“أعلم ماذا يعني أن لا تكون قادراً على اللعب مع صديقك العزيز، في بعض الأحيان يؤذي الأصدقاء بعضهم البعض أو يقولون لهم أموراً تجرحهم أو تؤذي مشاعرهم، هذه مشكلة بالفعل ولكن أنت قادر على أن تجد لها حلاً”.

في وقت وجيز ستجد طفلك يأتي ببعض الحلول أو يتخذ نفس الحل الذي كنت ستقوله أنت له في البداية، أياً كان الحل الذي تصول إليه طفلك، احذر من قول:

“كنت سأقول لك ذلك”

أو “هذا هو الحل الذي فكرت فيه”،

بهذا أنت لا تساعد طفلك في حل مشكلته فقط بل وتعطيه الفرصة لتعلم درس جديد في الحياة وتمنحه الثقة أيضاً في قدرته على تجاوز ما قد يعترض طريقه من عقبات في المستقبل، المهم في المسألة ألا تستعجل عليه أو تجعله يشعر بأنك متضايق أو غاضب مما حصل.

وهي أيضاًَ فرصة لكم كوالدين لتعلم درس جديد في الحياة في كيفية التعامل مع بذرات المستقبل.

عندما يتعلق الأمر بتعلم دروس الحياة، فالصبر أمر ضروري لنا كآباء.

باختصار عندما يأتي الطفل إلى أحد الوالدين شاكياً من عارض ألم به أو مشكلة حصلت له، فهو يريد منك أن تواسيه وأن تستمع إليه لا أن تعطيه حلاً لمشكلته.

إذا سأل الوالد أو الوالدة أسئلة أو أعطى أي نصائح أو أوامر فإن الحوار سيتحول إلى غضب ودموع ولن يؤدي على أي نتائج مرضية للطرفين.

لا تقل شيئاً:

– تجنب الأسئلة أو نظام الاستجواب؛ (لماذا؟ من؟ متى؟ ماذا)

– استمع إلى كل ما يقوله لك دون مقاطعات، وحاول أن تشخّص إحساس طفلك

– أشعره بأن له الحق في أن يشعر بما يشعر به وأن ذلك ليس عيباً أو نقصاً به

– عبّر له عن ثقتك في أنه قادر على التفكير في المسألة بنفسه

– إذا سألك طفلك: “ما الذي ينبغي أن أفلعه؟”، لتكن إجاباتك: “ما هي الخيارات التي تراها متاحة لك هنا؟” “أخبرني بماذا تفكر الآن؟؟”

عندما يعمل الطفل على مشكلته بنفسه، وهذا ما سيحصل إن نحن تركنا لهم المجال ولم نتسرع أو نستعجل في الإمساك بجهاز التحكم، فإنهم حتماً سيشعرون بالامتنان العميق لنا على مساعدتنا الحقيقية لهم. حلولهم قد تكون هي نفسها التي فكرت أنت بها وربما تكون أفضل، فخاليهم لا يزال خصباً وقدرتهم على التحليل أفضل.

أمر واحد مؤكد هنا وهو: أياً كانت النتائج التي ستؤول إليها المسألة فهي مسؤوليتهم هم، وهذا إضافة جديدة في الدروس لتعليمهم تحمل المسؤولية مبكراً.

بالممارسة فإن قدرة الأطفال على حل مشاكلهم ستنمو بالتوازي مع نمو المشاكل التي وبهذا سيكونون على قدرة وعلى وعي بالتعامل الأمثل معها وستنمو ثقتهم بأنفسهم أكثر.

متى يمكن لأحد الوالدين المشاركة بنصيحة؟

هناك أوقات سيستمع فيها الأطفال إلى نصائحك، ولكن هذا لن يكون عند مواجهتهم لمشكلة ما أو عارض في حياتهم، أو عندما يشعرون بالضيق أو الاستياء.

– تحدث إلى طفلك عندما تكون الأمور على خير ما يرام.

– شاهد التلفاز معهم لعلّ إن يتبادر شيئاً إلى ذهنك حينها.

– اقرأ الصحيفة أو المجلة معهم وحاورهم فيما تقرأونه .

– شاركهم ألعابهم وحاورهم بشأنها

– اقرأ كتبهم وقصصهم

– اسألهم عن رأيهم فيما يرونه ويسمعونه وخاطب عقولهم الكبيرة

فهنا ستسنح لك العديد من الفرص لإخبارهم ما تعلمته وكيف تعلمته.

هذا لا يعني أن الحديث معهم هو الأهم:

أطفالك يشاهدون ما تفعله طوال الوقت، فنصيحتنا الأساسية لأطفالنا هي:

“كيف نعيش نحن حياتنا”

تذكر المقولة الشهيرة:

“ليس ما نقوله هم المهم، بل ما نفعله”

– كن واثقاً من قدرة طفلك على حل مشاكله بنفسه.

– دعهم يعانون بعض الشئ حتى يتوصلوا للحلول عن قناعة فهذا أمر طبيعي.

– تدخل فقط إذا كان الحل الذي استحدثوه يشكل خطراً جسدياً عليهم أو على الآخرين، ولكن لا تتدخل في كل خيار ليس في مكانه، إنما اترك لهم المجال في الاختيار وتحمل النتائج والتعلم منه، حتى لو أحدث هذا بعض الألم العاطفي لك ولهم.

في النهاية سنكون نحن كآباء المستفيد النهائي والأكبر من كل هذه العملية فنحن لسنا أطفالنا وبالطبع لن يكونوا هم نحن.

حل مشكلات أطفالنا خطأ كبير !
 

 

د. عبدالله عبدالرحمن السبيعي .

 

 

 

عندما يأتي الأطفال إلينا بمشكلة ما لديهم، فإن رد فعلنا المعتاد هو تقديم حلول لها.

صحيح أننا متواجدون من أجلهم، وقد تعلمنا دروساً حياتية من خلال تجاربنا ومعايشتنا للأحداث والمواقف وأننا أكثر قدرة منهم على معرفة ما يفيدهم وما هو في صالحهم،

ولكن كيف يشعر أبناءنا حيال ذلك؟

وهل تقديمنا للحلول أو اقتراحنا لها هو ما جاءوا إلينا من أجله؟!

هل يا ترى يشعرون بالشكر والامتنان لأننا حللنا مشاكلهم؟؟

أم أنهم يشعرون بالضيق حيال ذلك !!!

إن هذا إن لم يشعرهم بالغضب والضيق فهو بالتأكيد سيجعل منهم أشخاصاً غير قادرين على مواجهة ما يستجد معهم من مشاكل في حياتهم.

حلولنا التي نقدمها لهم، ليست في صالحهم كما نظن، ونوايانا الحسنة بحاجة إلى المراجعة هنا.

البالغين قد يكون لديهم نفس ردود الفعل، فالجميع لديهم مشاكلهم الخاصة وكل شخص قد يلتمس النصيحة أو قد لا يفعل، فالقاعدة تقول:

عندما يخبر شخصٌ ما شخصاً آخر كيف يحل مشكلته، فكأنه يقول له: “أنت لست كفء ولهذا سأخبرك ما الذي ينبغي عليك أن تفعله طالما أنت لست قادراً على التفكير بنفسك.

النصيحة الأمثل هنا:

أن تستمع فقط، وابتعد عن هذه الجمل التي تنفر الآخرين منك وخصوصاً الصغار الأذكياء:

“أتدري ما الذي ينبغي أن تفعل …..”

“عندما كنت في مثل عمرك …”

أعلم أن هذا الأمر صعب علينا كآباء، ولكن هو ليس بمستحيل وهو يستحق العناء لأنه يتوافق مع رغباتنا الفعلية وهي مصلحة الأبناء، ولكنه يحتاج بعض الصبر والجلد، ولهذا يكون جزاءنا أكبر

عندما يأتي إليك طفلك الصغير شاكياً أن صديقة في الروضة أو في المدرسة لا يرغب في اللعب معه مجدداً فلا تقل له:

“ابحث عن صديق جديد”

رغم أن هذا حل مثالي فعلاً وفكرة صائبة منك، وقد يكون هذا ما سيتوصل إليه هو بعد وقت، ولكن عوضاً عن ذلك، استمع إليه وإلى ما يقوله، دون مقاطعة أو تعليق واحرص كل الحرص من ملامته أو عتابه حتى لو تبين لك أنه مخطئ،
ثم اسأله:

“لماذا يا ترى رفض صديقك اللعب معك؟”

وسواء أجاب أو غادرك دون إجابة فلا تلح عليه ولا تخبره بما يجب أن يفعل فقط ربت على رأسه واتركه لبعض الوقت، ولا تنسى أن تقول له قبل ذلك:

“أعلم ماذا يعني أن لا تكون قادراً على اللعب مع صديقك العزيز، في بعض الأحيان يؤذي الأصدقاء بعضهم البعض أو يقولون لهم أموراً تجرحهم أو تؤذي مشاعرهم، هذه مشكلة بالفعل ولكن أنت قادر على أن تجد لها حلاً”.

في وقت وجيز ستجد طفلك يأتي ببعض الحلول أو يتخذ نفس الحل الذي كنت ستقوله أنت له في البداية، أياً كان الحل الذي تصول إليه طفلك، احذر من قول:

“كنت سأقول لك ذلك”

أو “هذا هو الحل الذي فكرت فيه”،

بهذا أنت لا تساعد طفلك في حل مشكلته فقط بل وتعطيه الفرصة لتعلم درس جديد في الحياة وتمنحه الثقة أيضاً في قدرته على تجاوز ما قد يعترض طريقه من عقبات في المستقبل، المهم في المسألة ألا تستعجل عليه أو تجعله يشعر بأنك متضايق أو غاضب مما حصل.

وهي أيضاًَ فرصة لكم كوالدين لتعلم درس جديد في الحياة في كيفية التعامل مع بذرات المستقبل.

عندما يتعلق الأمر بتعلم دروس الحياة، فالصبر أمر ضروري لنا كآباء.

باختصار عندما يأتي الطفل إلى أحد الوالدين شاكياً من عارض ألم به أو مشكلة حصلت له، فهو يريد منك أن تواسيه وأن تستمع إليه لا أن تعطيه حلاً لمشكلته.

إذا سأل الوالد أو الوالدة أسئلة أو أعطى أي نصائح أو أوامر فإن الحوار سيتحول إلى غضب ودموع ولن يؤدي على أي نتائج مرضية للطرفين.

لا تقل شيئاً:

– تجنب الأسئلة أو نظام الاستجواب؛ (لماذا؟ من؟ متى؟ ماذا)

– استمع إلى كل ما يقوله لك دون مقاطعات، وحاول أن تشخّص إحساس طفلك

– أشعره بأن له الحق في أن يشعر بما يشعر به وأن ذلك ليس عيباً أو نقصاً به

– عبّر له عن ثقتك في أنه قادر على التفكير في المسألة بنفسه

– إذا سألك طفلك: “ما الذي ينبغي أن أفلعه؟”، لتكن إجاباتك: “ما هي الخيارات التي تراها متاحة لك هنا؟” “أخبرني بماذا تفكر الآن؟؟”

عندما يعمل الطفل على مشكلته بنفسه، وهذا ما سيحصل إن نحن تركنا لهم المجال ولم نتسرع أو نستعجل في الإمساك بجهاز التحكم، فإنهم حتماً سيشعرون بالامتنان العميق لنا على مساعدتنا الحقيقية لهم. حلولهم قد تكون هي نفسها التي فكرت أنت بها وربما تكون أفضل، فخاليهم لا يزال خصباً وقدرتهم على التحليل أفضل.

أمر واحد مؤكد هنا وهو: أياً كانت النتائج التي ستؤول إليها المسألة فهي مسؤوليتهم هم، وهذا إضافة جديدة في الدروس لتعليمهم تحمل المسؤولية مبكراً.

بالممارسة فإن قدرة الأطفال على حل مشاكلهم ستنمو بالتوازي مع نمو المشاكل التي وبهذا سيكونون على قدرة وعلى وعي بالتعامل الأمثل معها وستنمو ثقتهم بأنفسهم أكثر.

متى يمكن لأحد الوالدين المشاركة بنصيحة؟

هناك أوقات سيستمع فيها الأطفال إلى نصائحك، ولكن هذا لن يكون عند مواجهتهم لمشكلة ما أو عارض في حياتهم، أو عندما يشعرون بالضيق أو الاستياء.

– تحدث إلى طفلك عندما تكون الأمور على خير ما يرام.

– شاهد التلفاز معهم لعلّ إن يتبادر شيئاً إلى ذهنك حينها.

– اقرأ الصحيفة أو المجلة معهم وحاورهم فيما تقرأونه .

– شاركهم ألعابهم وحاورهم بشأنها

– اقرأ كتبهم وقصصهم

– اسألهم عن رأيهم فيما يرونه ويسمعونه وخاطب عقولهم الكبيرة

فهنا ستسنح لك العديد من الفرص لإخبارهم ما تعلمته وكيف تعلمته.

هذا لا يعني أن الحديث معهم هو الأهم:

أطفالك يشاهدون ما تفعله طوال الوقت، فنصيحتنا الأساسية لأطفالنا هي:

“كيف نعيش نحن حياتنا”

تذكر المقولة الشهيرة:

“ليس ما نقوله هم المهم، بل ما نفعله”

– كن واثقاً من قدرة طفلك على حل مشاكله بنفسه.

– دعهم يعانون بعض الشئ حتى يتوصلوا للحلول عن قناعة فهذا أمر طبيعي.

– تدخل فقط إذا كان الحل الذي استحدثوه يشكل خطراً جسدياً عليهم أو على الآخرين، ولكن لا تتدخل في كل خيار ليس في مكانه، إنما اترك لهم المجال في الاختيار وتحمل النتائج والتعلم منه، حتى لو أحدث هذا بعض الألم العاطفي لك ولهم.

في النهاية سنكون نحن كآباء المستفيد النهائي والأكبر من كل هذه العملية فنحن لسنا أطفالنا وبالطبع لن يكونوا هم نحن.

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم