الأحد 10 نوفمبر 2024 / 08-جمادى الأولى-1446

ما بين النجاح والفشل



الصراع الأزلي بين الخير والشر له قصص وعبارات لا تنتهي، وقد يحل بينهما صراعات أخرى مثلما يحدث بين صراع النجاح والفشل، فبين أن تكون ناجحًا أو فاشلًا خيط رفيع يسمى الإصرار والعزيمة؛ فإن كانت لديك القدرة على الصمود في وجه الإخفاقات التي تصيبك فتقوى وتنجح إما أن تدع الفشل يمتلكك.

وبالرغم من الاعتقاد السائد لبعض الناس بأن الفشل يولد فشل والنجاح يولد نجاح؛ إلا أن من يستطيع أن يمر بأزمات فاشلة متكررة سيتشكل لديه إحباطات داخلية نفسية إن استسلم لها تكسره بل قد يصعب بعدها العودة للنجاح ويصبح أمرًا في غاية الصعوبة وأمرًا فادحًا؛ إذ أنه يصبح من الضعف لدرجة لا تحتمل معها مقاومة كل ما يجذبه إلى السقوط أثناء محاولاته المتكررة للنهوض، فالشخص حين يسقط أو يتعثر يحتاج في بداية الأمر إلى أن يكون قريبًا من الله سبحانه وتعالى الذي تتمثل به كل القوة التي يستمد منها الطاقة لمحاولات النهوض من جديد، كما يحتاج إلى شخصية قوية أو متقاوية على الدوام كي يرسل رسائل إيجابية إلى النفس تترجم على أرض الواقع لإنقاذه من تعثراته المتتالية.

وبنهاية الأمر ينبغي أن نعترف أنه ليس سهلًا أن تنهض بعد السقوط لكن حين تحاول مجددًا التشبث بكل ما يعمل على مساعدتك في النهوض فإنك ستنهض سريعًا، وستعود مجددًا إلى قمم النجاح بإذن الله؛ لذلك يملك الناجحون خطة واضحة للنجاح ويعلمون القواعد التي يجب أن يتبعوها، فعليك أن تتبع قواعد معينة لتصبح ناجحًا وتظل ناجحًا وهي:

أولًا: الرؤية

إن الأبطال يحققون انتصاراتهم لأنهم يعلمون تحديدًا ما الذي يريدونه فالنجاح لا يمكن الوصول إليه ما لم تشعر ما الذي يعني أو تتخيل نفسك عنده.

ثانيًا: الإستراتيجية

إن الذين يحققون الانتصارات الدائمة هم أولئك الذي يتبعون إستراتيجية بناءة، فهم يعلمون ما الذي يجب فعله ومتى يجب فعله، وهم يكتبون كل خطواتهم القادمة لكي يسيروا على المسار دومًا دون أن يغفلوا أي خطوة منها.

ثالثًا: الرغبة

إن الأشخاص الذي يرغبون بالنجاح تشحنهم تلك الرغبة كل يوم لكي يقوموا نشطين ويقدموا كل ما يمكن تقديمه للوصول إلى نقطة أقرب للهدف، عليك أن تشعر وتعيش هدفك كل يوم وأن تستمتع برحلتك إليه كل يوم.

رابعًا: الواقع

إن الأوهام والخرافات والمعجزات لا مكان لها مع الناجحين، إنهم ينقدون أنفسهم ويصححونها، ولا يعيشون خيالات ابتدعوها، وهم ينظرون إلى الأعلى دائمًا ولكن بواقعية.

خامسًا: المرونة

إن الحياة ليست نجاحًا فقط حتى لأفضل الخطط الموضوعة في العالم، فقد تحدث بعض العواقب ويجب تغير بعض المعطيات؛ لذا عليك أن تكون منفتحًا على العواقب التي قد تواجهك، وأن تكون مرنًا في التعامل معها، وإن أخطأت اعترف بخطئك وابدأ من جديد، فالحياة مليئة بالفرص الأخرى.

سادسًا: المغامرة

الناجحون هم الذين يخرجون أحيانًا من دائرة الأمان إلى دوائر جديدة تحمل بعضًا من المغامرة! واترك دائرة الأمان لكي تعود إليها لاحقًا، واعلم أن الخطوات الجريئة هي التي تصنع النجاحات الجديدة.

سابعًا: درعك الواقي

أحط نفسك بأشخاص يريدون لك النجاح والتفوق؛ لأنهم سوف يدفعونك إلى هدفك كلما احتجت ذلك! وأولئك الذين يملكون الخبرة والحكمة والقدرة، وإن النجاح والعلاقات أمر يعتمد على الأخذ والرد فلا تبخل بخبراتك لكي تلقى خبراتهم.

ثامنًا: التحرك

قم بذلك ولا تتردد! إن الناجح ليس هو من يجلس ويفكر بالطرق الناجحة، إنما هو أيضًا من يقوم وينفذ تلك الخطط ويحيلها إلى واقع. فالناجحون يتخذون خطوات مدروسة وجدية وبناءة تجاه هدفهم كل يوم، وكل يوم يغدوا هدفهم أقرب لهم.

تاسعًا: الأولويات

حاول دومًا أن تنسق أولوياتك، ولا تحاول أن تحصد كل الأهداف في وقت واحد؛ لأن هذا سيؤدي إلى ضياعها بأكملها.

عاشرًا: أنت أولًا

أنت هو الدافع الأهم في طريقك إلى الهدف الذي تصبو إليه! لذا اهتم بنفسك صحيًا وجسديًا وعاطفيًا؛ لكيلا تتعرقل بنفسك في أثناء سيرك!.

وأخيرًا الأشخاص الناجحون الذين تراهم في كل مكان لم يولدوا ناجحين، ربما تظن أنهم لم يواجهوا أي مشاكل أو مصاعب ولكن الحقيقة أنهم تألموا كثيرًا قبل أن تراهم في ذلك الوضع، هؤلاء الناس واجهوا العديد والعديد من المصاعب، وتغلبهم على تلك المصاعب هو الذي جعلك تراهم في تلك المكانة الآن.

الناجح هو من يشعر بالسعادة والرضا عن العمل والنفس، وهو الذي يحقق أحلامه حلمًا تلو الآخر، وينفذ خططه كما كان متوقعًا، ويسعى دائمًا إلى التغيير للأفضل، ولكي يستطيع الفاشل أن يتحول إلى شخص ناجح يجب عليه التحلي بالصفات الإيجابية التي تساعده على تكوين شخصيته الجديدة.

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم