حذرت دراسة بحثية من لجوء الازواج الى العنف والقوة في تحصيل الحقوق في الحياة الزوجية أو الدفاع عن الحقوق المكتسبة كما حذرت من الاستبداد وفرض الآراء والحلول على الاخرين بالقوة واكدت الدراسة على ان الاستبداد من الامراض الخطيرة التي تعصف بالاسرة فتدمرها وتقضي على حاضرها ومستقبلها، ومن ثم تعصف بالامم والمجتمعات فتقتل فيها روح الابداع وتقضي على المواهب، كما دعت الى ضرورة اشاعة جو من الحرية داخل الاسرة بشكل عام وبين الزوجين بشكل خاص حيث طالبت الدراسة بضرورة اتقان الزوجين وكافة افراد الاسرة فنون الحوار واسلوب الاقناع حتى يكون ذلك لهم عادة وسجية.. واكدت الدراسة التي اعدها الدكتور عبدالسميع محمد الانيس الاستاذ بكلية الشريعة والدراسات الاسلامية بالشارقة، ان استخدام اسلوب الحوار داخل الاسرة له اثره الكبير في استقرارها وضمان مستقبلها وتوفير جو من الحرية لتبادل الاراء فيما بينها والتحاور في المشكلات التي تعترضها مما يسهل امكانية تجاوزها..
وحذرت الدراسة من اللجوء الى اهانة المرأة بالضرب سواء من ابيها او زوجها وايذائها جسديا لاخضاعها للرجل والانقياد على كره منها لرغباته حال وقوع الخلافات، بل ينبغي في حال نشوء المشكلة اللجوء الى اسلوب الحوار وحل الخلاف بالتي هي احسن عن طريق الاقناع.. وقد اثبتت الدراسة ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يستعمل اسلوب الضرب في معالجة المشكلات الزوجية وقد جاء عن عائشة رضي الله عنها قالت: ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم خادما له قط، ولا امرأة له قط، ولا ضرب بيده الا ان يجاهد في سبيل الله.
ودعت الدراسة الى الاسترشاد بالهدي النبوي والاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم الذي علمنا فن الحوار واستخدام اساليب الاقناع لمعالجة ما يعترضه من مشكلات.. وابانت الدراسة ان اسلوبي الحوار والاقناع لهما الاثر الفعال في تغيير المفاهيم، وإعادة صياغة العقول واستمالة النفوس وتطييب القلوب.
واوصت الدراسة بانتهاج عدد من الاساليب الفاعلة في معالجة المشكلات التي تقع ضمن اطار الاسرة للحفاظ على الحياة الاسرية من التصدع والانهيار ومنها اسلوب العظة والتذكير، واسلوب العتاب المتزن الجميل، واسلوب التروي والتثبت قبل اصدار الاحكام، واسلوب الابتسامة والدعابة.. واستشهد معد الدراسة بعدد كبير من مواقف النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع الخلافات الزوجية.
وحذرت الدراسة الرجل من تقصي عيوب زوجته، وترصد اخطاءها ومواطن الضعف عندها، مما يؤدي الى فساد الحياة الزوجية.. ودعت الدراسة الى استخدام اسلوب الصراحة في التعامل مع المشكلات الزوجية وهو منهج يبعث على الاطمئنان ويؤدي الى الراحة عند كلا الطرفين في حياتهما الزوجية.
واكد معد الدراسة على اهمية مثل تلك الدراسات في استقرار الاسر وارتقائها الى محلها الاسمى وحمايتها من التشتت والفوضى والضياع.. والمحافظة على دورها في تنشئة الاجيال الصالحة لتحقيق الاهداف العليا في المجتمعات الاسلامية.. منوها بضرورة التعامل الجيد مع الزوجة لانها اللبنة الاولى في المجتمع وقد استخدم الباحث في بحثه المنهجية القائمة على الاستقراء والتحليل والنقد والاستنتاج.
المصدر : واعي للاستشارات الاجتماعية