ما هو هدفك في الحياة؟!
إنّه سؤال استراتيجي جدّاً…!
هل طرحت هذا السؤال في يوم من الأيّام على نفسك؟
أرجو أن تكون الإجابة بالإيجاب.. لأنّ هذا يعني أنّك إنسان هادف.
مرة أخرى… ما هو هدفك في الحياة؟
إذا لم تحدد هدفك من قبل.. فابدأ من الآن..!
هل تريد أن تكون رجل أعمال؟
أم ترغب أن تكون عالم دين؟
أم تطمح أن تكون موظفاً؟
أم تسعى لأن تكون كاتباً؟
ماذا تريد أن تكون؟!
حدد هدفك وبكل دقة وموضوعية…
فهي الخطوة الأولى.. نحو الوصول إلى ما تريد!!
لا نجاح بدون تخطيط:
مع تطور الفكر الإنساني، ومع تنامي الوعي الحضاري، أصبح التخطيط أكثر من ضروري لأي نجاح، بل اعتبر التخطيط علماً يدرس في الجامعات، كما أنشأت الدول وزارة للتخطيط، مما يدلل على أهمية التخطيط في عالم اليوم.
“وقد أثبتت الإحصائيات أنّ الأهداف المنشودة خلال أربع أو خمس سنوات يمكن تحقيقها في نصف هذا الوقت إذا كرّس أصحابها جهدهم مخلصين لتحقيقها، إضافة إلى أنّهم يصبحون أكثر نشاطاً وإنتاجية من غيرهم، حتى أنّ الكثير من المؤسسات تعمد إلى تهيئة الندوات، لتنبيه إدارييها إلى أهمية التخطيط في كلّ صغيرة وكبيرة”.
لقد أضحى من الأمور المهمة للنجاح التخطيط، فكما يحتاج المعمار إلى تخطيط البناء قبل الشروع في العمل، وكما يحتاج صاحب المعمل إلى تخطيط المعمل قبل نصب المكائن وتركيب الأجهزة والآلات، وكما يحتاج أي مشروع إلى تخطيط قبل البدء في التنفيذ، كذلك تحتاج أنت – إذا شئت النجاح – إلى تخطيط حياتك قبل البدء في التنفيذ.
فهل وضعت لنفسك خطة استراتيجية؟!
وهل حددت الملامح التكتيكية لتنفيذ هذه الاستراتيجية؟!
إذا لم تفعل ذلك.. فلماذا لا تبدأ من الآن..؟!
عليك أن تضع نصب عينيك الحكمة التي تقول: “إذا كنت لا تعلم أين أنت ذاهب، فستصل إلى المجهول”.
اتبع التوصيات التالية:
من أجل تخطيط دقيق وجاد لمسيرة حياتك.. اتبع التوصيات التالية:
1- اختبر أهدافك التي وعتها لتوّك:
هل يعكس أي منها موقفاً ضعيفاً؟ أو تفكيراً طويلاً، سامحاً لحدودك الحالية أن تطوقك داخلها، فلا تطمح إلى أبعد مما وصل إليه زميل لك أو قريب، لماذا لا تتطلّع إلى أعلى؟ وتحلم بتحقيق ما تصبو إليه مهما كان بعيد المنال في تحقيقه.
2- هدفك يجب أن يكون واقعياً:
الطموح مطلوب عند تخطيط الهدف، ولكن عليك أن تحدد ميولك واستعدادك لتحقيقه، فليس من الذكاء في شيء، أن تتمنى عملاً اجتماعياً إذا كانت معاشرة الناس تثير أعصابك، أو مركزاً إدارياً وأنت لا تحتمل البقاء في المكتب ساعة متصلة.
3- هدفك يجب أن يكون محدداً:
انظر إلى قائمة أهدافك، وابحث عن الجمل الحائرة بينها، فحين تصرح بحب السفر، حدّد إلى أين؟ ومتى؟ أو بالرغبة في بناء بيت.. فاذكر حجمه؟! وطريقة بنائه؟ فكلما حددت هدفك كانت فرصة الوصول إليه أكبر.
4- أهدافك يجب أن تكون متنوعة:
يقول المثل: “لا تضع كلّ بيضك في سلة واحدة” وهي نصيحة مناسبة في تخطيط الهدف، كن حذراً من أن تضع نصب عينيك هدفاً واحداً، لأنّ الفشل فيه سيعني خسارة غير محتملة!
ولتكن أهدافك ذات اهتمامات مختلفة، كالحصول على درجة جامعية، وبناء بيت، والقيام برحلة ما، وشراء سيارة معينة، وهكذا فإذا فشلت في تحقيق إحداها نجحت في أخرى.
5- يجب أن يكون الهدف ممتعاً في ممارسته:
قال حكيم: “النجاح ليس آخر الطريق، بل هو الطريق نفسه” أي أنّ النجاح ليس جرة الذهب في نهاية قوس قزح، بل هي الرحلة عبر هذا القوس، ويعتقد الكثيرون مخطئين أنّ سعادتهم تكمن في رقم معيّن من المال، ثمّ يجدون أنّهم ليسوا أسعد حالاً عند امتلاكه، ويمكن مقارنة الهدف بأمنية طفل في عيد ميلاده، أن يملك دراجة جديدة اعتقاداً منه أنها السعادة مجسدة لدرجة أنّه لن يطلب شيئاً بعدها.
ولكن هل سنصل إلى إرضاء حاجاتنا بشكل دائم في المستقبل؟!
لا أعتقد ذلك… وبالتالي لابدّ من التمتع بكل خطوة تخطوها إلى الهدف.
6- تذكر دائماً أنّ الهدف ليس حفراً في صخر:
عليك قياس هدفك بالنسبة لحجمك وإمكانياتك، وقد تكون القناعة بالفشل في تحقيق هدف هو قناعٍ ليس إلّا، تغطي به الكسل أو ضعف الإرادة، أما إذا كانت اقتناعاً جريئاً، بأنّ اختيار الهدف كان خاطئاً في البداية، فالخطأ الأكبر هو أن تستمر في نفس الاتجاه ولا تحاول تغييره.
بعد تدوين أهدافك فكِّر جيداً وعاهد نفسك على المضي فيها واعتقد بإمكانية ذلك لأنّ الثقة بالنفس هي أولى أسرار النجاح، وأخيراً كن جاهزاً لتعمل بجد في سبيلها، فبدون العمل الدؤوب، ستبقى أهدافك مجرّد أحلام يقظة.
التصميم على تحقيق الهدف:
التخطيط ليس كلّ شيء، فسبيلك مليء بالعوائق، ولا غنى لك عن الصبر والمثابرة والعناء حتى تتغلب عليها، وإذا ما أعلنت هدفك صريحاً مدوياً فلا تتوقع عن غيرك إلا النقد أو الانتقاص من ذكائك وقدراتك، فلا تتردد في استغلال هذه السلبيات في صالحك، وتحويل ألمك إلى طاقة تضمن لك الاستمرار، واعتبر أنّه كلما زاد الاعتراض على هدفك كلما كان تحقيقه رائعاً، فالخوف من الفشل مدمر لأرقى الخطط، وتقبل الهزيمة كجزء من خطتك، فكثيراً ما يسبق النجاح سلسلة من التجارب الفاشلة، وليس الفاشل من يخطئ بل من لم يقدر أن يستفيد من تجربة فشله.
إنّ تحقيق هدفك بحاجة إلى مزيد من العزيمة، وقوة الإرادة، والثقة بالنفس، والقوة النفسية، والشجاعة الأدبية.. بيد أنّك ستواجه سيلاً عارماً من التثبيط، ومن التشكيك، ومن التنقيص.. ومن.. وكلّ ذلك بهدف التقليل من مكانتك وشأنك!
ولا ضير من ذلك.. إذا كانت مناعتك النفسية قوية.
فهناك عوائق.. وعقبات.. ومشاكل في طريق هدفك.
عليك أن تستعد لكل ذلك.. وأبعد من ذلك!
وتأكد من أنّ الطرق المتكرر لابدّ وأن يفتت الصخرة الصّماء! ►
المصدر: كتاب الشخصية الناجحة