تتطلع جمعية التنمية الأسرية بالأحساء إلى تأهيل أكثر من (1950) مصلحًا ومصلحة في نهاية عام 2030 م تحقيقًا للرؤية الشاملة الطموحة التي تنشدها قيادتنا الرشيدة ـ وفقها الله ـ، وتلبية للحاجة الملحّة لحل النزاعات الأسرية، وحرصًا على لم شمل أفراد الأسرة الواحدة، وجمع كلمة أفرادها، ومساهمة جادة في خفض نسب الطلاق في بلادنا الغالية حرسها الله تعالى.
وتأتي دورة : (تنمية مهارات المصلحين الأسريين) لتضع حجر الأساس للمصلح الأسري على وجه الخصوص، وللجهة الخيرية المختصة بشؤون الإصلاح الأسري على وجه العموم، حيث اُعتمدت هذه الدورة اعتمادًا رسميًا من المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني في المملكة برقم (2377011)، وبواقع (40) ساعة تدريبية يومية متتالية، ينفذها معهد التنمية الأسرية العالي للتدريب التابع للجمعية ويقدمها نخبة من المختصين والخبراء والمزاولين لهذه المهمة الشريفة، التي حثَّ عليها ربنا سبحانه فقال تعالى: {لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ}، ورتَّب عليها الأجر العظيم فقال تعالى: {وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً} [النساء:114].
وحض عليها النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح إذ قال: (ألا أخبركم على أفضل من درجة الصلاة والصيام والصدقة؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: صلاح ذات البين؛ فإن فساد ذات البين هي الحالقة، لا أقول: إنها تحلق الشعر، ولكنها تحلق الدين) رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح. ولقد قُدمت هذه الدورة في عدد من مدن المملكة، من بينها: (الرياض، والمدينة المنورة، والدمام، والخبر، وتبوك، والعلا، والجوف، والخفجي، وطريف، وأبها، وجازان، والأحساء)، بلغ عدد المتدربين والمتدربات فيها (1026) متدربًا ومتدربة.
وكان آخرها قد نفذ في معهد التنمية الأسرية العالي للتدريب بالأحساء في 8-19/3/1439هـ، وحضرها (42) متدربًا، شارك في تقديمها تسعة مدربين محترفين وهم كالتالي: الأستاذ / سعود بن خالد الحليبي قدم برنامج (مقدمة في الإصلاح) والدكتور/ عبدالله بن صالح البوحنية والدكتور / وليد بن يوسف المعيدي قدما برنامج (فقه الأسرة) والأستاذ/ عبدالله بن إبراهيم الخمّيس قدم برنامج (فهم الشخصيات) والأستاذ/ صالح بن عبد العزيز التيسان قدم برنامج (مهارات الحوار في الإصلاح) والأستاذ/ عادل بن سعد الخوفي قدم برنامج (تطبيقات عملية في الإصلاح) والأستاذ/ عبدالحميد بن راشد الربيعة قدم برنامج (التعامل مع مراحل النمو) والأستاذ/ تركي بن عبدالرحمن الخليفة قدم برنامج (دراسة الحالة) والدكتور / خالد بن سعود الحليبي قدم برنامج (إدارة جلسة الصلح). وقد حظيت هذه الدورة بعناية فائقة من جمعية التنمية الأسرية، تمثلت في تحكيم حقائبها من عدد من المحكمين من أهل الاختصاص، وبإشراف من مركز بيت الخبرة للبحوث والدراسات الاجتماعية الأهلي، وتصحب هذه الدورة أنشطة وتمارين عملية، تمارس فيها مهارة الإصلاح بشكل واقعي على قضايا مماثلة للحقيقة، يتداول فيها الرأي، ويكتسب فيها المتدرب مهارات إدارة جلسات الصلح بكل احترافية ومهنية، في ظل نقدٍ هادف وبنّاء أثناء العمل التدريبي.
ويصب هذا الجهد في نهر العطاء المتدفق من أقسام الصلح في جمعيات التنمية الأسرية في المملكة، حيث يلتحق المتدربون والمتدربات بميدان الإصلاح الأسري، يستقبلون مشكلات المتخاصمين، ويشاركونهم أفراحهم بإرجاع المياه إلى مجاريها العذبة الصافية، في أجواء مهيأة مخصصة لمثل هذا العمل النبيل.
والشكر لله تعالى أولاً وأخيرًا أن استعمل هؤلاء الأفذاذ لخدمة أهليهم في هذا الوطن المعطاء، ثم الشكر موصول لحكومتنا الرشيدة التي منحت الثقة الكبيرة لجمعيات التنمية الأسرية لتبذل وسعها في التأليف بين القلوب، والجمع بين النفوس. ولأصحاب السمو أمراء المناطق ومحافظي المدن الثناء والتقدير على إعطاء الجمعيات الأسرية الفرصة الثمينة للمشاركة الفاعلة فيما يقدمونه من خدمة لمواطنيهم وقضاء حوائجهم.
ثم الشكر موصول إلى وزارة العمل والتنمية الاجتماعية على دعمها لمثل هذه المشاريع الخيّرة. وللمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني شكر وتقدير على إشرافها المباشر لهذه الدورات المكثفة ذات المادة العلمية العميقة، والمهارات العالية. والشكر لكل مؤسسة مانحة للخير تبذل بسخاء في عمل المعروف هذا وغيره، مما يعيد بناء الأسرة، ويوحد صفوفها، ونخص بالشكر الجزيل شركة علي الضويان القابضة التي كان لها النصيب الكريم في دعم الدورة الأخيرة في تدريب المصلحين الأسريين في الأحساء، فجزاهم الله عنا خير الجزاء، وجعل ذلك في موازين حسناتهم. كما نتقدم بالشكر لكل الجهات الحكومية المشاركة في إنجاح الدورة الأخيرة بترشيح منسوبيهم لحضور هذه الدورة، حيث شاركنا هذا النجاح ( المحكمة العامة بالأحساء – محكمة الأحوال الشخصية بالأحساء – محكمة التنفيذ بالأحساء – دائرة النيابة العامة بالأحساء – إدارة سجن محافظة الأحساء – وحدة الحماية الاجتماعية بالأحساء ). وجمعية التنمية الأسرية تهيب بكل من يريد المشاركة في هذا الخير الذي يحبه الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم وذلك بالدعم المادي عبر حسابات الجمعية الرسمية، أو بالحضور المباشر للجمعية، وتبني مثل هذه الدورات، أو التكفل بدعم عدد من الجلسات الإصلاحية، فإن هذا من الصدقة الجارية له، أو لمن يحب من أهل وأحباب، والله لا يضيع أجر المحسنين.