تعاني معظم المجتمعات الحديثة من مشكلة انتشار السمنة بشكل ملحوظ وبمختلف الأعمار، خاصة لدى الأطفال والمراهقين، الأمر الذي جعل البحث عن حلول لها أمر حتمي، والذي أدى إلى ولادة أفكار كمشاريع ومبادرات ثورة الغذاء، ولكون دور الأطفال لبنة أساسية فيها، فإن ثورة الغذاء بين أيدي أطفالنا.
ثورة الغذاء الصحي
بعد انتشار الطعام المصنع والمعلب وزيادة الاستهلاك والإقبال عليه حول العالم، والذي تزامن مع زيادة ملحوظة بالسمنة وأضرارها والأمراض المرتبطة بها، أصبحت الحاجة ملحة لتوجيه الناس بكافة الفئات إلى ضرورة العودة للطعام الصحي والطبيعي. [1]
ترتكز أفكار ثورة الغذاء الصحي منذ ظهورها على تأمين حاجة الناس من الأطعمة الصحية أو الطبيعية والمتنوعة، إلى جانب كون هذه الأغذية اقتصادية وفي متناول اليد ومستدامة أي أن هذا الطعام لن يخلف فضلات لا يمكن للبيئة التعامل معها، وعليه نشأت عدة مبادرات ومشاريع وشركات باسم ثورة الغذاء، والتي أهتم الكثير منها بالأطفال قبل الكبار. [1]
توعية الأطفال لأهمية الغذاء الصحي
انتشرت السمنة وزيادة الوزن بين الأطفال بشكل كبير، وباتت ملحوظة جداً لمن هم دون سن الخامسة، كما يتوقع بأن يعاني العالم بحلول عام 2030 من أن عدد الأشخاص الذين يعانون من زيادة في الوزن يفوق عدد من لديهم نقص في الوزن! وهذه كلها مؤشرات خطيرة، ويتزامن هذا الوضع مع انتشار سوء ونقص التغذية لدى الأطفال، وبسبب انتشار هذه المشاكل فإن العالم بحاجة لثورة الغذاء التي تعتمد على إلزام المدارس والأهل بتثقيف وتوعية الأطفال حول الغذاء الصحي. [2]
شملت سبل التوعية بالغذاء الصحي لدى الأطفال في عدة دول، والتي اعتمدت على المنظمات الغذائية في ذلك عدة جوانب، والتي يمكن تطبيقها مع أطفالكم: [2]
توفير وجبات طعام صحية للطلاب في المدارس وبأسعار مناسبة. تدريب عملي من خلال حصص مدرسية للطلاب على صنع وتحضير وطهي وجبات صحية لهم بأنفسهم، وتوعية الطفل حول فوائد هذه الأطباق لهم. دمج مهارات الطبخ والزراعة والبستنة في المناهج المدرسية. توعية وتثقيف الطفل حول فهم مصادر الطعام، والتعامل مع التربة والسماد والنباتات. تعليم الأطفال حول الطعام الموسمي، وهذا ما يزيد من وعيهم لأهمية تناول الطعام الطازج والمتنوع وتجربة أطعمة جديدة. زراعة الطعام من البذرة والعناية به في كل المراحل حتى نصل إلى تحوله للطبق. تعليم الأطفال لعادات الأكل الصحية.
مشروع ثورة الغذاء Food Revolution
إحدى المبادرات العربي حول ثورة الغذاء هي التي قامت بها شابة من لبنان تدعى رنا زعرور، والتي لاحظت انتشار السمنة بين الأطفال والناس عموماً بشكل كبير في بلدها لبنان، فقامت بنقل تجربة ثورة الغذاء الأمريكية إلى لبنان، بهدف توعية المجتمع والأطفال حول أهمية اختيار الطعام الصحي، وتغيير بعض العادات في الأكل، وقيام الأطفال بتحضير وجباتهم الصحية من أطعمة طبيعية ذاتياً، وقد قامت بالتواصل مع مجموعة من المدارس بهدف تطبيق المشروع لديها ومع طلبتها، فالمدارس تمثل الخطوة الرئيسية في توعية وتثقيف الأطفال بأهداف المشروع.
ويتمثل مشروع ثورة الغذاء في العمل على ما يلي:
يبدأ بمرحلة زراعة الطفل ومتابعة المزروعات ونموها بنفسه. استخدام المنتجات التي قام الطفل بزراعتها لتحضير أطعمة غالباً ما تباع وهي مصنعة أو معلبة في السوق، فمثلاً يقوم الطفل بزراعة البندورة، ومن ثم تعليمه كيفية تحضير صلصة بندورة طبيعية من هذه الثمار، وبالتالي توعيته حول كيفية استغناء الإنسان عن المواد المصنعة واستبدالها بالطبيعي والطازج. تحويل هذه النشاطات إلى متعة للطفل كالهوايات والألعاب، لتكون مسلية وتصبح جزء من شخصيته وتكبر معه. يوفر المشروع دورات لتوعية الأهل والأطفال حول تعريف ومفهوم الطعام الصحي ودوره في حياتهم وكيفية اختياره لهم ولأطفالهم. تعريف الأهل بأن اختيار المنتجات الصحية لا يعتمد على أسعارها وأن ثمن المنتج المرتفع لا يعني بالضرورة أنه أفضل. تشجيع الأمهات على تحضير الأطباق الصحية في البيت.
مفهوم ثورة الغذاء بين أيدي أطفالنا هو حقيقة لابد والاعتراف بها، فالتأثير على الأطفال وبناء المفاهيم لديهم وتدريبهم منذ الصغر هو مستقبل نجاح مثل هذه المبادرات، خاصة أن الأطفال يعانون أيضاً من الآثار السلبية لخيارات الطعام السيئة.