السبت 23 نوفمبر 2024 / 21-جمادى الأولى-1446

ثلاث أشياء يمكنك فعلها يوميًا لحياة أكثر إيجابية



 

 

فؤاد عبدالله الحمد

ربما تشعر بارتباك عند وضع هدف محدد لك في الحياة ولكن الأمر في الحقيقة ليس كذلك.

النقاط الرئيسية

يزيد وجود هدف في حياتك من قدراتك العقلية والجسدية.

يشجع إدراك الإنسان أن الحياة مجرد مرحلة زمنية محددة على سعيه لترك أثر طيب في المجتمع.

تكون الأفعال ذات قيمة عندما تحدث فارقًا إيجابيًا في حياة الآخرين.

نعبر دائمًا عن احتياجاتنا النفسية في الحياة اليومية مثل الحاجة للشعور بالسعادة والتفاؤل وتكوين صداقات والإحساس بالأمان وأهمية المجتمع لنا ولا نهتم غالبًا بالبحث عن مغزى الحياة، ولا يدل ذلك على عدم أهميته. وأوضحت الأبحاث أن عدم وجود هدف في الحياة له تأثير سلبي على الصحة النفسية للإنسان.

وعلى الوجه الآخر، وجود هدف في الحياة له تأثير إيجابي على صحة الإنسان الجسدية والنفسية، وجاء ذلك من خلال أبحاث الصحة العقلية المستجدة التي ساعدتنا على معرفة هدف الإنسان من خلال عاداته اليومية وأسلوب حياته.

فيما يلي ثلاث طرق يمكنك من خلالها تحديد هدفك في الحياة.

  1. انظر إلى الحياة بمنظور مختلف

ذكرت عالمة النفس ايميلي مروز أن إدراك الإنسان أن الحياة مرحلة زمنية محددة هو أكثر الحوافز التي تشجعه على تنظيم حياته.

جاء هذا التعريف بناءًا على نتائج دراسة حديثة اكتشفت أن الفرد يعرف مكانته في الحياة عندما تسأله كيف تريد أن يتذكرك الناس بعد وفاتك، وليس عندما تسأله عن تقديم نفسه.

وكما أن للشعور بأهمية ترك أثر طيب في الحياة دور في جعل الحياة إيجابية، فإن إدراك أن العمر مجرد رحلة مؤقته له أثر فعّال خاصةً في نفوس الأشخاص الذين ليس لديهم القدرة على تحديد هدفهم في الحياة.

وبينما يعتقد البعض أن اعتبار الحياة مجرد عدة سنوات ربما يدفع بعض الأشخاص إلى الشعور بالاندفاعية والأنانية، ولكن تختلف عالمة النفس مروز مع هذا المبدأ من خلال سببين:

1- تختلف فكرة ترك أثر طيب في الحياة عند بعض الأشخاص مثل الرياضيين الذين يتسلقون قمم الجبال الخطر عن الأشخاص العادية.

فليس هدفهم الوحيد هو ترك أثر طيب أكثر تأثيرًا على المجتمع، ولكن يحثون أيضًا الناس إلى خوض تجارب جديدة بكل شجاعة.

2- تجد الأشخاص المؤيدين لنظرية “يولو” ومعناها “أنت تعيش مرة واحدة فقط” هم أكثر الأشخاص الذين يدركون أن الحياة مجرد عدة سنوات وهذا بجانب حرصهم على أهمية ترك أثر طيب في المجتمع.

وربما يساعدنا إدراك أن الحياة مجرد عدة سنوات من منظور أهمية ترك أثر طيب في المجتمع على معرفة أهدافنا ويشجعنا على تحقيقها دون الشعور بالخوف.

وذكرت مروز أنه ذات يوم ستموت هي وأنت وكل من يقرأ هذا المقال، إنه أمر لا مفر منه. ونقدم ذلك للمجتمع عبر الزمن. فمثل ما نتذكر أحبائنا الذين توفوا، نريد أن يتذكرنا الناس بعد وفاتنا.

2- استخدم “الشعور بالكراهية” على نحوٍ مفيد لك

اكتشفت دراسة حديثة أخرى أن شعور الفرد بالكراهية تجاه مجموعة من الأفراد، أو مؤسسة ما، أو تجاه بعض المفاهيم المجردة ربما تدفعه لجعل حياته أكثر إيجابية. ويشير عالم النفس عبده الناكوري أن المقصود من هذا النوع من الكراهية هي “الكراهية الجماعية”.

ويختلف هذا النوع من الكراهية عن الكراهية التي يشعر بها الإنسان تجاه ممن أساءوا إليه. فالكراهية الجماعية تظهر من خلال شعور الفرد بأنه يعيش في مجتمع يرى المجتمعات الأخرى أنها عدو له.

وشرح ذلك المفهوم قائلاً أنه عندما يحدد الفرد فئة معينة لا يحبها، فإنه يشعر بالكراهية أيضًا تجاه هذه الفئة.

وذكر أيضًا أنه رغم أهمية حث الفرد نفسه على عدم تولد مثل هذا الشعور داخله إلا أنه أحيانًا يكون هذا الشعور هو منبع تولد الطاقة الإيجابية داخله.

وأضاف أنه ربما نحتاج إلي زرع مزيد من الشعور بالكراهية تجاه بعض القضايا مثل تغير المناخ، والعنصرية، وغيرها من الأمراض المجتمعية.

3- مساعدة الآخرين أيًا كان الثمن

أجرى مؤخرًا كل من عالم النفس برودي داكين وزملاؤه دراسة لتحديد المهام اليومية التي تعطي لحياة الأفراد قيمة أكثر.

وأضاف أنه عندما ننظر إلى المساعي الأكثر أهمية الموجودة عبر الثقافات مثل تحقيق إنجازٍ ما وتجربة شعور الأبوة والتحصيل التعليمي والمهني والطقوس الثقافية، وما إلى ذلك، فإنها تتضمن دائمًا تضحيات لا يُقدر قيمتها بثمن مادي مثل الشعور بالألم، أو بذل المزيد من الجهد، أو استهلاك بعض الوقت أو الموارد، أو غير ذلك من التضحيات.

ووجد الباحثون أن أفعال الفرد تكون أكثر أهمية عندما تحدث فارقًا إيجابيًا في حياة الآخرين.

ويعرض داكين سببين آخرين يوضحوا لنا ما يجعل أفعال الفرد المكلفة أكثر أهمية:

1- السلوك المتولد من بذل الكثير من الجهد يؤدي إلى الشعور بتحقيق الكفاءة.

2- السعي نحو تحقيق الأهداف الصعبة للآخرين من شأنها تقوية الترابط الاجتماعي بين الأفراد.

الخلاصة: هناك ثلاث طرق يمكن استخدامها لجعل حياتك أكثر فعالية وهي أهمية إدراك أن الحياة مرحلة زمنية محددة مما يساعد الفرد في تحديد هدفه في الحياة واستغلال الشعور بالكراهية لتحقيق أهداف ذات قيمة عالية ومساعدة الآخرين أيًا كانت صعوبة هذه المساعدة.

ترجمة: فاطمة يحيى رجب

المصدر:  https://www.psychologytoday.com

مراجعة وتدقيق: زينب محمد

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم