التواصل: هو الاجتماع والاتفاق، والاتصال هو الاجتماع أو المخاطبة بالهاتف وغيره، وعملية التواصل والاتصال يحبذ أن تقوم بين الأسرة والمدرسة ليتم التنسيق بينهما والتعاون من أجل إنجاح العملية التربوية التي تقوم بها المدرسة بعد أن بدأت بها الأسرة.
* ولكي يغدو هذا التواصل مجدياً، يستحسن أن يتعرف الجانبان على بعضهما فتبادر الأسرة للتعرف على الهيئة الإدارية في المدرسة التي يتعلم فيها ابنها ولا سيما مدير المدرسة الذي يعد المشرف الأوّل والمباشر على سير التربية في المدرسة، فتعرف اسمه وتأهيله التربوي وشيئاً عن حياته، فيقوم الأب بزيارته وتعميق الصلة به، وإخباره باسم ابنه وصفه وشعبته، وإبداء روح التعاون مع المدرسة في كلِّ ما تراه مناسباً لرفع سوية التعليم.
كما يستحسن أن يتعرف رب الأسرة على معلم الصف أو معلمته الذي يعلّم ابنه أو ابنته، فيعرف اسمه وتأهيله التربوي، ويبني بينهما جسراً من التواصل فيسأله – من وقت لآخر – عن ابنه ومستواه العلمي وسلوكه التربوي، ويتبادل معه الآراء في كلِّ ما من شأنه مصلحة طفله والأطفال الآخرين، وذلك في زيارة تتم بوقت مناسب، وإذا لم يقم بالزيارة فليتصل به هاتفياً.
* إنّ التواصل مع إدارة المدرسة ومع المعلم، يثمر إذا كان دورياً منتظماً لأنّ قلة هذا التواصل أو انقطاعه لا يفيد كثيراً.
فما على الأب أو ولي التلميذ إلا أن يخصص له في كلِّ شهر – على الأقل – يوماً لزيارة المدرسة، يتفقد فيها أحوال ابنه والسؤال عن تقدمه أو تأخره، ويناقش ذلك مع المعلم، كما أنّه يناقشه في نقاط الضعف التربوية لدى ابنه لمعالجتها كتقصيره في الرياضيات أو صعوبة القراءة عنده.
* وليسارع الأب إلى حضور مجالس الآباء التي تدعو إليها المدرسة، وقد أحضر معه العديد من الأسئلة ليطرحها على المحاضرين التربويين والمعلمين فيما يخص تربية ابنه، فيستمع لآرائهم، ويتحاور معهم حول ما يعترض ابنه من صعوبات، ويستمع أيضاً إلى توجيهات مدير المدرسة إلى الأهالي.
* وتتوج هذه اللقاءات بحضور أولياء الأمور المعارض التي تقيمها المدرسة في العام الدراسي، فيشاهدون بأعينهم إبداعات أبنائهم، فيفرحون ويثنون على عمل المدرسة وجهودها، ويشجعون أبناءهم على المزيد من الإبداع الفني الذي رأواه في المعرض، ومما يزيد التلاميذ غبطة وفرحة وثقة بأنفسهم وجود أولياء أمورهم في الحفلات التي تقيمها المدرسة ولاسيّما حفل نهاية العام وتوزيع الجوائز على المتفوقين.
* وعلى الآباء أن يقدروا ما تقوم به المدرسة من جهود، فيشيدوا بها ويستجيبوا لما تطلبه من أبنائهم، فيسارعوا لتلبيتها، لأنّ ذلك يعود عليهم بالخير، كأن يشترك أهل الحي بإقامة معرض، أو باستقبال ضيوف من خارج المحافظات في المهرجانات، أو بالإجابة على استفسارات عائلية حول أبنائهم تسأل عنها المدرسة وغيرها من الطلبات، ويكون ذلك بأريحية ودون تأفف.
وإذا شعر الأب بأنّ المعلم يؤثر في حياة طفله فعليه أن يبادر إلى إرسال خطاب يشكره فيه، وخطاب آخر يشكر فيه مدير المدرسة.
إنّ التواصل بين البيت والمدرسة يساهم إلى حد كبير في نجاح أبنائنا، فلنحرص عليه.
المصدر: كتاب تربية الأطفال بين البيت والمدرسة