الأحد 10 نوفمبر 2024 / 08-جمادى الأولى-1446

تذكر يا زوجي أني إنسانة.



تذكر يا زوجي أني إنسانة.
https://encrypted-tbn2.google.com/images?q=tbn:ANd9GcQle_O1w3m-uFrhTV2KbCa_y940DoBGP-yXDZVVDQCBRLtBiN6-Xg
محمود القلعاوي. 
رسالة أرسلتها إلى زوجها على جواله؛ عندما رأته يعاملها كوعاء جنس لا غير، يكن لها كل احترام وولاء إن كان يريدها! أما بعد أن يقضى شهوته فلا معاملة، وإن كان فهي الإهانة وعدم الاحترام. قالتها له لتذكره أنها إنسانة من دم ولحم، لها مشاعر وأحاسيس، شعرت بالإهانة مرات مرات، وصبرت وتحملت ولكن فاض الكيل، فأرسلت له هذه الرسالة القليلة الكلمات العظيمة المعنى. وأنت أخي الكريم ما رأيك في هذه الرسالة؟ 
انتبه! ليست وعاءً جنسياً فقط .. 
يقول المفكر اللبناني الشهير م . عزام حدبا: تحب المرأة أن يضمها زوجها ويداعب خصلات شعرها بحنان دون أن يكون هذا مرتبطاً برغبته في الجنس، فهي لا تحب أن تكون هذه الأمور محصورة فقط باللحظات الحميمة. فهذا يشعرها أنها مجرد أداة للجنس أو وعاءً للرغبة. ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة. كانت عائشة رضي الله عنها تقول: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا حائض يأخذ الإناء الذي فيه الطعام، ويقسم عليّ أن آكل منه، ثم يأخذ الإناء، ويتحرى موضع فمي ويضع فمه على موضع فمي من الإناء”رواه النسائي وصححه الألباني. مجاملة بل مؤانسة وإظهاراً للمودة رحمة بهذه الزوجة وكل ذلك ليعلّم أمته كيف تكون العلاقة بين الزوجين، كيف تدوم المودة والرحمة، وكيف تحتاج المرأة لملاطفة ولملاعبة الرجل .

الدكتور محمد أحمد عويضة أستاذ الطب النفسي جامعة الأزهر يؤكد: “ولا عجب أن الكلمة الطيبة تؤثر علي الروح المعنوية للإنسان؛ فتجعله منشرح الصدر، فرحاً سمحاً مبتهجاً، قادراً على مصالحة نفسه ومصالحة الآخرين، بل ومصالحة أعدائه‏”.

ويقول: “وأيضاً السيدة الحامل التي أوشكت علي الولادة، والتي يقف زوجها بجوارها في تلك اللحظات ممسكاً بيدها يبثها كلمات التشجيع تكون أكثر قدرة علي تحمل آلام الولادة,‏ والزوجة التي تقول كلمة جميلة طيبة لزوجها قبل خروجه صباحا تمنحه طاقة إيجابية، تجعله أكثر قدرة على الإنجاز في العمل، كما تجعله يتحمل بعض المضايقات التي قد يجدها من زملائه‏”.‏

قصة رائعة ..

وفى النهاية أسوق لك أخي العزيز قصة لطيفة قرأتها أحببت أن أنقلها لك قارئ الحبيب:

جلست الزوجة على مائدة الطعام التى قضت في إعدادها ساعات وساعات. وأخذت تمعن النظر في ثمرة جهدها من أصناف متعددة وروائح طيبة. وزوجها منهمك في إحضار لقمة من هنا ولقمة من هناك. ثم يتبع كل هذا بمجموعة من ملاعق الأرز الذي يعشقه والذي قضت الزوجة في إعداده الساعات. والذي برعت في طبخه بين أصناف الطعام المتعددة . وقد أخذت تتزين لزوجها كما علمتها أمها من قبل. وأخذت في إشعال بعض الشموع الحمراء لتضفي شيئاً من أجواء الرومانسية على جلستهما. وكذلك أخذت في تزيين البيت ببعض الورود الحمراء والصفراء. وبعدما فرغ الزوجان من الطعام، وقد كانت فى أشد درجات شوقها في أن تسمع كلمة شكر وثناء على ما قدمت، ولكن فجعها سكوت زوجها، فأخذت تستنطقه بأسئلة ندمت أشد الندم عليها بعد ذلك:

الزوجة: ما رأيك في الأرز يا حبيبي؟

الزوج: ينقصه بعض الملح!.

الزوجة: وما رأيك في الفستان يا حبيبي؟ هل تذكره؟ إنه فستان أول ليلة قضيناها سوياً.

الزوج: نعم .. نعم، لقد تكدّر لونه وتغيّر كثيرًا..

يتغير وجه الزوجة. يا ليتني لم ألبسه.. كنت أريده أن يتذكر تلك الأيام الجميلة. هكذا قالت الزوجة في نفسها.

الزوجة: وما رأيك في الشموع والأزهار، أليست رائعة؟!

الزوج : لا أدري لمَ تُجلسيننا في الظلام وها هي الكهرباء متوفرة؟!

وهنا قامت الزوجة المسكينة بعد أن أصابها الإحباط! وقد احتسبت يومها عند ربها. ودخلت لتنام لتستقبل يومًا جديدًا من التعب والإرهاق وهي تردد في نفسها: في فترة الخطوبة كان يمتدحني كثيرًا, وكنت أعتقد أنها مبالغات فأطلب منه أن يكف عن ذلك, أما الآن فأشتهي كلمة إطراء على فستان أو زينة أو حتى طبخة فلا أجد. إلى الله المشتكى!

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

(*)عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.

____________

موقع “لها أون لاين

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم