يتحدث أحدهم عن تجربته مع تدبر كتاب الله فيقول : يسر الله لي ولله الحمد حفظ أجزاء كثيرة من كتاب الله على أيدي بعض المشايخ وطلبة العلم من داخل المملكة وخارجها جزاهم الله عني وعن المسلمين خير الجزاء، ولكن لم أرغب أن أقف عند حد التلاوة والحفظ لكتاب الله الكريم فقط بل حرصت على البحث والدراسة في آياته والتدبر فيها ومن ثم تطبيقها، وذلك من خلال اتباع المنهج الآتي :
١ – قراءة تفسير الآيات والتي حفظتها خاصة في كتب التفسير المعتبرة، كتفسير ابن كثير والطبري والجامع لأحكام القرآن للقرطبي وغيرها.
٢ – قراءة الكتب التي تخصصت في الجوانب البلاغية في القرآن والإعجاز بأنواعه، ككتاب الكشاف للزمخشري على ما فيه من محاذير ومخالفات.
٣ – قراءة الكتب التي توسعت في التفسير من العلماء المعاصرين وتناولت تفسير القرآن بالقرآن كتفسير أضواء البيان للشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله، أو توسعت في تفسيره وتناولت علوم شتى كتفسيرالتحرير والتنوير للطاهر بن عاشور رحمه الله، أو عاشت في ظلاله وتأملت آياته ككتاب في ظلال القرآن لسيد قطب رحمه الله.
٤ – جالست المشايخ الذين لهم اهتمام بالقرآن وعلومه والعناية بتدبره واستفدت منهم في طريقة تدبر القرآن، واستمعت منهم بعض تأملاتهم لبعض موضوعات القرآن مثل: الشيخ مصطفى مخدوم من المدينة المنورة والشيخ صالح السلطان من الأحساء وغيرهم.
٥ – قرأت بعض الكتب المتعلقة بموضوعات القرآن كالسنن الربانية في القرآن أو قصص السابقين في القرآن للشيخ صلاح الخالدي وغيرها.
٦ – كنت أسجل منذ زمن بعيد في مفكرة صغيرة في جيبي جميع الفوائد والفرائد المتعلقة بالقرآن سواء ذكرت في المجالس أو الوسائط المتعددة وأحتفظ فيها وأراجعها من وقت لآخر.
٧ – ومما كان له تأثير كبير في تعلقي بالقرآن حضور درس يومي بين المغرب والعشاء تتم فيه القراءة في كتب العلم ومنها كتب التفسير، حيث تمت قراءة تفسير ابن كثير ( رحمه الله ) وفتح القديرللإمام الشوكاني ( رحمه الله ) والجامع لأحكام القرآن للقرطبي ( رحمه الله ) حيث يحضره نخبة من طلبة العلم وأساتذة متخصصون في الشريعة من جامعة الملك فيصل وكلية الشريعة من جامعة محمد بن سعود الإسلامية وغيرهم.
٨ – الحرص عند تلاوة القرآن على تسجيل جميع ما يشكل علي فهمه من مصطلحات ومعاني وأحكام ومن ثم سؤال طلبة العلم عند اللقاء بهم أو الرجوع لإمهات الكتب المتخصصة لفهمها وإدراكها.
٩- الجلوس بعد صلاة الفجر في المسجد للتأمل في الآيات وتقليب الوجوه فيها ومحاولة الإجابة على التساؤلات المعروفة مثل ماذا تعني هذه الكلمة أو هذه الآية ؟ ومتى نزلت ؟ وأين نزلت وكيف
ولماذا نزلت ؟ وهو ما يسمى عند علمائنا ( سبب النزول ).
١٠ – الإكثار من الاستماع للقراء سواء المشهورين منهم كعبدالباسط والمنشاوي والحصري أو المعاصرين كالسديس والشريم وباجابر وبصفر والمعيقلي وغيرهم، والتأمل عند قراءتهم ووقوفهم عند الكلمات والآيات ونبرات الصوت؛ مما أضفى علي زيادة علم وتعلق نفسي بالآيات وتدبر وفهم لها أكثر وأكثر.
١١- أحاول في لقاءاتي مع الإخوة الزملاء والمجالس العامة أن أنقل لهم بعض ما استفدته وتعلمته من آيات القرآن ولطائفه وفوائده وأحكامه، وكذلك أتلقى منهم تعليقاتهم وإضافاتهم وهذا مما يرسخ المعلومة ويثبتها.
١٢ – الحرص على حضور المسابقات والمؤتمرات والندوات أو مناقشة رسائل الماجستير والدكتوراه المتعلقة بالقرآن وعلومه، وكذلك زيارة المراكز والجمعيات والمعارض التي تعنى بالقرآن وعلومه ومدارسه كبيت القرآن في البحرين وغيره.
١٣ – ربط جميع ما يمر بي من حوادث ومواقف وقضايا وقواعد ومهارات وذوقيات وأدبيات بكتاب الله وما ورد فيه مما يتعلق بهذا الجانب، دون لي لعنق الآيات أو التلاعب بها لتوافق ما أريد.
١٤ – مشاهدة بعض البرامج المتعلقة بكتاب الله في الفضائيات مثل برنامج ( بينات ) الذي يقدمها كل من الشيخ الدكتور عبدالرحمن الشهري والشيخ الدكتور محمد الخضيري والشيخ الدكتور مساعد الطيار، وكذلك برنامج ( لمسات بيانية ) الذي يقدمه الدكتور فاضل السمرائي بالإضافة للاستماع الدائم لإذاعة القرآن الكريم بالمملكة العربية السعودية وغيرها من الإذاعات الخاصة بالقرآن الكريم.
وبعد هذا كله حاولت بجهود متواضعة استنباط بعض الدروس والعبر والتأملات في كتاب الله وسجلتها في مفكرتي الخاصة ونشرتها في الفيسبوك، وهي عبارة عن ما توحي لي به الآية من نفثات ونفحات فتح الله علي بها، ولو كان المستنبط مقصدا بعيدا وخاصة ما كان في فقه الدعوة والدعاة فهي ليست تفسيرا للآيات فلست من أهل هذا العلم الجليل وحاشا أن أدعيه، فكانت دروس مرقمة في سورة الكهف ( ٥٠ درسا ) وسورة يس (٤٥ درسا ) وسورة الملك (٢٥ درسا ) وسورة الصف ( ٣٠ درسا ) وسورة إبراهيم (٢٥ درسا إلى الآن ) نسأل الله القبول.
وأخيرا لولا طلب تقدمت به الأخت الفاضلة / الأستاذة أسماء الرويشد ما كتبت هذا ولكن تعاونا معها على البر والتقوى، وتأييدا لها على صنيعها الجميل والجليل وإصدارها المميز حول القرآن وأهله فكتب الله أجرها ورفع قدرها في الدنيا والآخرة، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين