الجمعة 27 ديسمبر 2024 / 26-جمادى الآخرة-1446

بين زوجي المدمن وصديقي المخادع .



بين زوجي المدمن وصديقي المخادع .
http://t2.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcS8oIHGM2yMZB7LLjQbCBWy7QfHX76qHQCZB5dDPYX2kOtpVg66CQ

تزوجت منذ6 سنوات وكنت رمز للحيوية والحب والإخلاص لذلك الزوج الذي ذقت معه المر فيما بعد بأسلوبة الحقير دفن جميع مظاهر الأنوثة فيني علماً بأني إنسانة حساسة أحب الحياة وأحب أن يكون لي رجل أعيش معه عيشة رضية مرت الأيام ورزقت منه بطفلتين 

ولا أكذب إذا قلت إني بذلت معه المستحيل حتى أستطيع العيش كسائر البشر ولكن للأسف اكتشفت أنه مدمن حشيش وأن أغلب أمواله تذهب إليه لم أجد من يساعدني أو أن يقف معي في أزمني ونظرا لقلة وازاعي الديني تعرفت على رجل يقال له ابن ناس صدقني أنا لم ارى في هذا الرجل إلى كل خير 

أحببته من كل قلبي شكوت له بحالي أملا منه ان يساعدني صدقني من تقرأ رسالتي أنا امراة أخاف ربي وامرأة صاحبة دين ومبادء ولكن سبحان الله الإنسان فيه الخير وفيه الشر بدأ علاقتنا في البداية علاقة عادية اشكو له بحالي وما أنا علية ثم تطورت العلاقة إلا لقاء وصدقني من تقرأرسالتي أني كلما لاقيته كان يملأني الخوف من العار والفضيحة ولكن الحمد لله ستر على ربي 

وفي ظل الظروف القاسية التي أمر بها وإدمان زوجي على المخدرات واعتداءه علي بالضرب والعنف بدون إي سبب قررت الإنفصال عنه وطلبت من الصديق الوفي التقدم بالزواج بي بعد انفصالي من زوجي علما بأني والله لم أسعى إلى هذا الطلاق لأتزوج بمن أحب لا والله إني صادقة ولكن لأن العشرة مع هذا الرجل أصبحت مستحيله ولم أجد من أهله ولا من أهلي من يقق بجانبي ويسندني 

ولاكن كان الرد مفاجأة لي من إنسان أحببته وشكوت له بحالي أنه لن يتزوجني لأنه لن يستطيع إسعادي وهذا عذر لم يقبل لدي فتركته وأنا كل حزن وأسى من حالي وما وصلت إليه وكيف أخلص وأصدق في إخلاص وأوجه بهذا هل لأن الرجل العربي كذاب شكاك أنا مازلت أحب ذلك الرجل ولا أستطيع أن أنساه لأنه منحني الحنان الذي حرمت منه ولكن ماذا أفعل أرجو الرد علي لأني في حالة صحبة ولا أستطيع أن أشكو حالي لغير الله ولكن قال تعالى( فاسألو أهل الذكر ) وشكر لكم 

اسم المستشير      راجية ثواب الله 

_________________________ 

رد المستشار       أ. مها محمد الملا 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله . 

أشكر لك أختي الكريمة تواصلك معنا وأسأل الله تعالى أن يهديك لما فيه خير لك في دينك ودنياك


قبل الشروع في عمق المشكلة دعينا نفنّدها نقطة نقطة : 

أوّلا:مشكلة زواجك السابق : 

زوجك مدمن حشيش،أسلوبه معك سيّء،يعتدي عليك بالضرب وأساليب العنف مع أنّك أنجبت منه طفلتين وذلك من قولك : (لذلك الزوج الذي ذقت معه المر فيما بعد بأسلوبة الحقير دفن جميع مظاهر الأنوثة فيني ) ، وقولك : (مرت الأيام ورزقت منه بطفلتين ولا أكذب إذا قلت إني بذلت معه المستحيل حتى أستطيع العيش كسائر البشر ) ، وقولك : (للأسف اكتشفت أنه مدمن حشيش وأن أغلب أمواله تذهب إليه) ، وقولك : (واعتداءه علي بالضرب والعنف بدون إي سبب)


ثانيا:تحوّل العاطفة :

فقدانك العاطفة والحبّ معه جعلك تبحثين عن القلب الحاني الذي يمسح دمعتك ويشبع عاطفتك ويقدّر حبّك فوجدت ذلك الرجل الذي أرعاك الاهتمام وعوّضك ما فقدته ، وذلك من قولك : (علماً بأني إنسانة حساسة أحب الحياة ) ، ومن قولك : (لم ارى في هذا الرجل إلى كل خير أحببته من كل قلبي شكوت له بحالي أملا منه ان يساعدني)


ثالثا: طلاقك :

مع استمرار الضغط النفسي والبدني من هذا الزوج ووجود الطرف الآخر الذي يشبع رغباتك وفقدانك المساندة من أهلك وأهله طلبت الطلاق منه أملا بحياة سعيدة مع هذا الرجل الجديد وذلك من قولك : ( وفي ظل الظروف القاسية التي أمر بها وإدمان زوجي على المخدرات واعتداءه علي بالضرب والعنف بدون إي سبب قررت الإنفصال عنه وطلبت من الصديق الوفي التقدم بالزواج بي بعد انفصالي من زوجي ) ، وقولك : (ولم أجد من أهله ولا من أهلي من يقق بجانبي ويسندني )


رابعا:مشكلة تعلّقك بالرجل الجديد : طلبت منه الزواج بك لكنّه رفض ومازلت متعلّقة بحبّه 

وذلك من قولك : (ولاكن كان الرد مفاجأة لي من إنسان أحببته وشكوت له بحالي أنه لن يتزوجني لأنه لن يستطيع إسعادي وهذا عذر لم يقبل لدي فتركته وأنا كل حزن وأسى من حالي ) 

، وقولك : ( أنا مازلت أحب ذلك الرجل ولا أستطيع أن أنساه لأنه منحني الحنان الذي حرمت منه) .


والآن أخيتي الحبيبة تعالي معي إلى هذه النقاط لنتحدّث فيها : 

مشكلة زواجك وعلاقتك بالرجل الجديد وطلب طلاقك : 

واجهت رعاك الله مصائب كبيره مع زوجك أعظمها إدمانه على الحشيش واعتداءه عليك بالضرب العنيف أدّى ذلك إلى تلك العلاقة الجديدة التي كونتها .ظننت أنّك بهذا الفعل تستطيعين الهروب من هذا الواقع الأليم وإيجاد متنفّس للسعادة والراحة وما دريت أنّك أضفت على شقاءك شقاء أكبر . 

عليك أن تعلمي أيّتها الغالية أنه من الخطأ أن يعالج الإنسان الخطأ بخطأ آخر ، وها أنت الآن واقعة في شباك القضيّة بعدما كبرت ولعلّها ستكون أخفّ من ذلك بكثير لو لم تحدث هذه العلاقة 

. وإنّي لا أزال أستغرب نعتك لهذا الرجل الجديد بالصديق الوفي..!! حتى بعد موقفه معك الذي انكشفت فيه حقيقته !!! ولازلت تحبّينه لأنّك وجدت منه الحنان .!!


عزيزتي :

حرمانك من الحنان من زوجك وحصولك عليه من ذلك الصديق لا يعني أنّه هو الشخص الوحيد القادر على إسعادك وإعطاءك الحنان الذي تفقدين . صحيح أنّ الإنسان في بعض مراحل حياته قد يفقد بعض المعاني التي يحتاجها من بعض الأشخاص لكن عليه حينما يريد تعويضها أن يبحث بعمق عن الشخصية التي تستطيع أن تعطيه هذه المعاني بإخلاص وصدق دون أن تأخذ منه مقابلا أو تساوم عليه برغبة أو شهوة أو عرض أو مال ودون أن تخالف أوامر ربّنا تبارك وتعالى . 

ولن تكون هذه الشخصية صديقا يتخذ وقت الأزمات وحين يحين الجدّ يكون أوّل المتخلّين والمتنازلين كما فعل صاحبك وبانت حقيقته حينما طلبت الزواج منه واعتذر بعذر ليته سكت عنه لكان أعذر له..!! 

يكفيك موقفه هذا لتعلمي أنّه لا يختلف كثيرا عن أولئك الشباب المتلاعبين والذين سمعنا كثيرا عن قصصهم ومآسي من وقعن في أفخاخهم ، وأن ذلك الحبّ والحنان ليسا سوى كلمات لا تتعدّى حدود اللسان . ولك في تلك القصص خير إثبات على استخدامهم لنفس الأسلوب وجريان هذه القصص بأحداث متشابه .


والآن عزيزتي..

إذا كنت صادقه في طلب النجاة والخروج من هذا المأزق فبادري بالآتي : 

1- المبادرة بالتوبة إلى الله عزّ وجل : فم انزل بلاء إلاّ بذنب وما رفع إلاّ بتوبة . اصدقي مع الله عزّ وجلّ في توبتك واستغفريه من ذنوبك وعودي إليه والتزمي بأحكامه وستجدين الفتح منه والتوفيق فالله تعالى يقول : ( فقلت استغفروا ربّكم إنّه كان غفّارا * يرسل السماء عليكم مدرارا * ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنّات ويجعل لكم أنهارا* مالكم لا ترجون لله وقارا ) . فماذا أعظم من المغفرة لينعم على عباده بعدها بكلّ هذه الخيرات ويفتح عليهم كلّ هذا الفتح ؟ 

2- قطع علاقتك نهائيّا بذلك الرجل والحذر من الوقوع في علاقة جديدة : قد ذكرت أنّك تركته ولكنّي أؤكّد على هذا الأمر يا غالية .. انتبهي أن يجذبك مرّة أخرى بكلمات حانية فتعودي إليه أسيرة . اقطعي جميع الوسائل التي يمكن أن تسبب التواصل بينكما أو تهيّج مشاعرك تجاهه ، وافتحي صفحة جديدة مع ربّك .. علّقي قلبك به .. وانظري بنظرة جديدة لمستقبلك وواقعك .


واحذري أن تقعي في الفخّ مرّة أخرى بأن تكون لك علاقة جديدة مع رجل آخر جديد بطريقة غير شرعية وإن كانت بدايتها أمور بسيطة كما تعتقدين كالاقتصار على المحادثات التي تبثّين فيها شكواك وهمّك لمن يسمعك ويعطيك الحنان ، فلن تكون هذه الوسيلة المخرج أبدا والتجربة التي مررت بها خير برهان على وسائل الشيطان في إيقاع النّاس في المعصية مهما وجد فيهم من خير وحرص على عدم تجاوز محارم الله لكنّه يسري من ابن آدم مسرى الدم ، ويمشي به خطوة خطوة حتى يوقع به في الرذيلة والهلاك . والله تعالى حذّر من ذلك بقوله ( يا أيّها الذين آمنوا لا تتبّعوا خطوات الشيطان ) . فلا تلدغي من جحر مرّتين ، ولا تتركي نفسك لهذا ولا لغيره فأنت غالية مصونة معزّزة بإسلامك ، ولن تجدي الحنان والحبّ الصادق عبر هذه العلاقات المحرّمة .


3- اتقي الله في بناتك : تذكّري عزيزتي أنّك قد أنجبت ابنتين فإن كانتا لا تزالان معك . فأين الأم التقيّة التي تربيهما على الصلاح والتقوى ؟ كيف تربّت هذه الطفلتان ووالدهما على ذلك الحال من الإدمان ووالدتهما على علاقة محرّمة برجل ؟ 

أنت قدوتهما . وهما أمانة في عنقك ستسألين عن تربيتهما ، أفلا تريدين أن يقرّ الله عينيك بصلاحهما وعيشهما حياة سعيدة ؟ ألا تتمنّين أن يكونا سببا لدخولك الجنّة إذا ربّيتهما على التقوى والإيمان ؟ 

يقول صلّى الله عليه وسلّم : ( من كانت له جاريتان فأحسن تربيتهما وإعالتهما حتى تكبرا كانتا له وجاء من النار ) . فكوني لهما أمّا صالحة تقيّة وربيهما على تقوى الله وطاعته حتى تفزن وتسعدن في الدنيا والآخرة 

4- انظري إلى الحياة نظرة تفاؤل : لا تدعي الظروف التي مرّت بك تكسر من عزيمتك وتحبط همّتك وتسوّد نظرتك للعالم ، فكما فيه الجانب الأسود المظلم ففيه الجانب الأبيض النقيّ وفيه الجانب الملوّن الجميل والإنسان بنفسه يستطيع تحقيق السعادة لنفسه بإذن الله وإن كان في زنزانة محبوسا لوحده وهذا يكون بمدى تعلّقه بالله عزّ وجل ونظرته للحياة 

5- الدعاء : الجئي إلى الله بالدعاء بأن يكشف عنك هذا الكرب والسوء وأن يصرف قلبك عن ذلك الرجل وأن يثبّتك على طريق الاستقامة وأن يصلح لك زوجك أو يبدلك خيرا منه ؛ فالله قادر على كلّ شيء وهو القائل جلّ في علاه : ( أمّن يجيب المضطرّ إذا دعاه ويكشف السوء ) . 

6- تحصين النفس بالزواج : قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه (كنّا مع النبيّ صلى الله عليه وسلّم فقال (من استطاع الباءة فليتزوّج فإنّه أغضّ للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنّه له وجاء ) ( رواه البخاري ) . فإن كنت قد انفصلت بالطلاق عن الزوج السابق وانتهى الأمر فاحرصي على الزواج رعاك الله والوصول إليه بالطرق الشرعية السليمة ..لابطرق معوجّه حتى تشبعي هذه العاطفة الجميلة والحبّ الكبير بعلاقة يرضاها الله تبارك وتعالى . 

قال ابن قدامة الحنبلي رحمه الله في المغني: ( من يخاف على نفسه الوقوع في محظور إن ترك النكاح فهذا يجب عليه النكاح في قول عامّة الفقهاء لأنّه يلزمه إعفاف نفسه وصونها عن الحرام وطريقه النكاح ) . 

كأن تبيّني للوالد أو للإخوة أو من تثقين به من أخواتك أو صاحباتك من أهل الثقة والخير رغبتك في الزواج بطريقة ملائمة ولاعيب في السعي في تزويجك ، فقد روى البخاري أنّ عمر بن الخطّاب حين تأيّمت حفصة بنت عمر من خنيس بن حذافة السهمي وكان من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فتوفّي بالمدينة فقال عمر بن الخطّاب : أتيت عثمان بن عفّان فعرضت عليه حفصة فقال سأنظر في أمري فلبثت ليالي ثمّ لقيني فقال : قد بدا لي ألاّ أتزوّج يومي هذا ..قال عمر فلقيت أبابكر الصد ّيق فقلت : إن شئت زوجتك حفصة بنت عمر ..فصمت أبوبكر فلم يرجع إليّ شيئا وكنت أوجد عليه منّي على عثمان ..فلبثت ليالي ثمّ خطبها رسول الله صلّى عليه وسلّم فأنكحتها إيّاه فلقيني أبوبكر فقال :لعلّك وجدت عليّ حين عرضت عليّ حفصة فلم أرجع إليك شيئا ..قال عمر : قلت نعم ..فقال أبو بكر فإنّه لم يمنعني أن أرجع إليك فيما عرضت عليّ إلاّ أنّي كنت علمت أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قد ذكرها فلم أكن لأفشي سرّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم..ولو تركها رسول الله قبلتها . 

وإن تعسّر ذلك فعلّقي حبلك بالله واسأليه أن يرزقك بالزوج الصالح الذي يعينك على أمور دينك ودنياك وهو القريب المجيب سبحانه . 

هذا وأسأل الله تعالى أن يهدي قلبك ويشرح صدرك ويوفقك لما فيه خير لك في دينك ودنياك . 

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم