الثلاثاء 26 نوفمبر 2024 / 24-جمادى الأولى-1446

بين الحياة الزوجية والحياة الوالدية



بمجرد مجيء المولود الأول إلّا وتتحوّل تلك العلاقة الحميمية المليئة بالمشاعر والدفء لحياة أخرى ملؤها الالتزامات والواجبات والمسؤوليات المتزايدة، سواء على صعيد الزوج أو الزوجة .. لماذا؟
كُلّ ذلك حدث تحت مبرّر التغيّر الذي حدث في الأسرة!!
وهكذا تستمر الحياة بتزايد الأعباء والمسؤوليات كلّما زاد عدد الأولاد! بل ربمّا تحوّل الوالدان في لحظةٍ إلى خدم في رعاية القادمين الجُدد!

هل في ذلك غضاضة؟
الجواب : لا، ليس في العناية بالأولاد وتربيتهما وما يصلحهما غضاضة، بل هو همٌّ يتقدّم على جلّ الهموم ..
وإنما حين يكون ذلك مبررا لأن ينسى الوالدان في زحمة تلك الأعباء نفسهما وحقوقهما ..
وكأنهما نسيا أو تناسيا أنّ صحّة الحياة الزوجية واستقرارها وإثراءها هو في حقيقته صمّام الأمان الذي له ما بعده من تفاهم وانسجام سواء على مستوى الزوجين، أو حتى انعكاساتها الإيجابية على قراراتهما التربوية تجاه أولادهما ..
ولا شك أنه حين تقوم تلك العلاقة الزوجية على أساس الحميمية والمشاعرية، وتبادل الأحاديث الهادئة، وقضاء الأوقات الخاصة، وتنسيق الأعمال الثنائية سواء بالترفيه، أو العبادة، أو القراءة، أو المشاهدة؛ فإنّ ذلك سينعكس لا محالة إيجابًا على الجو الأسري العام، بل سيبقى امتداداته حتى بعد زواج الأولاد ..
وعَلِمَ الوالدان أم لم يعلما؛ فإنّه لا أجلّ ولا أعظم تأثيرًا في نفوس أولادهم صغارًا أم كبارًا من إحساسهم بالأمان، وعيشهم في ظِلّ أجواء أسرية مستقرّة، ولن نصل لتلك النتيجة ما لم تكن الحياة الزوجية وتحسينها وإنعاشها بشكل مستمر ذات أولوية في أعلى قائمة أهدافنا.
 

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم