الانتقاد شيء خطير ومميت؛ ومن خطورته أنه يجعل الإنسان يدافع عن نفسه، ويجعله يبرر أخطاءه، ليس لشيء!! لكن لإحساسه بمرارة الانتقاد. ومن هنا فإنه يعرض المرء غالبًا للقلق والتوتر في حياته، النقد الظالم ينطوي -غالبا- على إطراء متنكر، فمعناه -على الأرجح- أنك أثرت الغيرة والحسد في نفوس منتقديك
إن الرجل العاقل الناجح هو الصامد أمام نقد الآخرين، “فالرجل القوي يجب أن يدع أمر الناس جانبا، وأن يندفع بقواه الخاصة شاقًّا طريقَه إلى غايته، وعلى الرجال الكبار أن يبنوا سلوكهم فوق هذه الأسس، فلا يتبرموا بالنقد المثار، أو يقلقوا لكثرة الهجَّامين والشتَّامين!!”[جدد حياتك، الغزالي]
فوائد النقد:
قد يتعجب البعض من هذا العنوان؛ إذ كيف يكون للنقد فائدة، بل إنه ليميت الطموح والأماني كما يرى البعض، ولكن اسمح لي أقول لك: إن للنقد فوائد، ومنه الآتي:
1. التبصرة بالعيوب، التي لا يراها الفرد في ذاته.
2. التقليل من الشعور بالذات والأنا؛ لأن الإنسان لا يرى من نفسه إلا الصواب.
3. التعود على الموضوعية والبحث عن الحقائق ولو كان ضد رغبة الإنسان.
4. تعويد النفس على تقبل الآخرين، والتحمل للضغوط وتعويد الذات الصبر.
5. يستفيد التعرف -هو وغيره- على الإيجابيات والسلبيات؛ فيزداد الانتفاع في العمل والجهد.
6. تحقيق مبدأ بَشَرِي، وهو أن الإنسان -كل الإنسان- مختلفي الطباع والهيئات والأذواق، وتلك رحمة من الله بالبشر.
طرق التعامل مع النقد:
1. التأكد من مضمون الانتقادات وطلب مزيد من الإيضاح حول النقد .
2. طلب منحه بعض الوقت للتفكير في محتوى هذه الانتقادات .
3. إخبار الشخص المعنى إذا اقتضى الأمر بأنك ستنظر في الموضوع قبل الرد على الانتقادات الموجهة إليك.
4. بعد دراستك للموضوع لابد من أن تقرر فيما إذا كانت الانتقادات في محلها أم لا ؟
5. وفي حال قبولك لهذه الانتقادات فعليك المبادرة إلى البحث عن سُبُل مُلائِمَة لتصحيح الوضع أما إذا بدا لك أن الانتقادات لا مبرر لها، فقل ذلك عنوة دون خجل.
تصبر وتصبر ودرب نفسك على تقبل النقد وكظم الغيظ؛ فالله يحب كاظمي الغيظ، ويأجرهم على ذلك.