انطواء ابنتي يخيفني .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اولا اشكركم على الموقع الرائع جعله الله في موازين حسناتكم استشيركم بخصوص مشكلة تواجهني بخصوص ابنتي تبلغ من العمر 13 سنة وتدرس بالصف الاول المتوسط ابنتي انطوائية جدا منذ طفولتها هادئة في الفصل
ومنذ ايام الروضة لا تلعب مع الاطفال وكبرت وزاد هدوئها كانت سابقة لسنها لم تعيش طفولتها علما بانها مجتهدة ومتفوقة في دراستها في الصف الخامس والسادس الابتدائي تعرفت على زميلات لها في المدرسة وسررت لهذا الامر
ووصلت للمرحلة المتوسطة وكانت اثنتين من صديقاتها معها بل واقرب صديقتين ولكن شاءت الاقدار ان تكون وحدة منهن في فصل غير فصلها والثانية معها فالأولى بدأت بالابتعاد عنها والتعرف على صديقات جدد اما الثانية فكانت فترة معها الى ان تعرفت على فتيات اخريات وابنتي هي التي تركتها
وسألتها عن السبب قالت ان اخلاقهن لا تعجبها ومشاغبات ودائما يتواجدن في الادارة لسوء اخلاقهن وقالت انا لا احب الفتيات اللاتي ليس لديهن هم الا الكلام عن الشباب واشياء اخرى سخيفة قلت لها تعرفي على بنات اخريات مستحيل أن تخلو المدرسة من الفتيات الطيبات
قالت جميعهن لديهن صديقات قلت لها امشي مع ابنة خالك في نفس مدرستك قالت كنت امشي معها فترة ولكني وجدتها بدأت تمشي مع بنات سمعتهن ليست طيبة قلت لها انقلك من المدرسة قالت وما الفائدة يا امي من النقل هنا المعلمات ممتازات والبنات ساجد امثالهن في كل المدارس فهذا المجتمع
انا لا احب الحديث عن الاولاد او الشات والبنات ليس لهن حديث غيره تخيل يا سيدي الفاضل فتيات في المرحلة الثالثة المتوسطة ويتعاطين حبوب بيضاء ايام الاختبارات واخرى متزوجة عرفي والبويات المنتشرات في المدارس وحبهن للبنات والعلاقة بينهن
قالت لي يا امي انا لا احب هذه الاشياء لذلك اتجنب البنات في المدرسة حتى في عائلة زوجي كانت لها صديقتين من بنات عماتها ولكني بدأت الاحظ تجنبها لهما وسالتها عن السبب قالت لي اصبحن سخيفات لا يتكلمن الا عن الاولاد والتعارف
اريد فتيات كبنات خالاتي يتحدثون في جميع المواضيع في الحياة ولا يفكرن في التعارف والصداقة بين الولد والبنت المشكلة اني في مكة المكرمة مع زوجي واهله واهلي جميعهم في المدينة المنورة انا اخبرتها ان لدينا نماذج كثيرة امثال هؤلاء الفتيات في الجامعة
وان الدنيا لا تسير على هوانا فيها الصح وفيها الغلط والعاقل الذي يميز ويستفيد من اخطاء الاخرين ويختار الصح وقالت لي انا اعرف اميز والحمد لله ولكن خوفي عليها من الانطوائية الزائدة اخاف ان تسبب لها عقد في المستقبل
معلماتها يقلن لي جميل ان نجد في هذا الزمن فتاة بالأدب والاخلاق هذه ولكن المشكلة انها هادئة في الصف ولولم نرى درجاتها في الاختبار لم نكن نعلم ان هذه الفتاة متفوقة لأنها لا تشارك الا اذا المعلمة قومتها التجاوب
افيدني يا سيدي الفاضل هل انا السبب وانا المخطئة في زرع القيم الفاضلة في ابنتي ام ان المجتمع اصبح مخيف، اسفة على الاطالةوارجوا افادتي ولكم جزيل الشكر.
اسم المستشير سمورة عمر
__________________________
رد المستشار أ. صفاء عيد الأحمدي
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
حياك الله أختي الفاضلة معنا في موقع المستشار الذي يسعد بكم وبالتواصل معكم.
حسبما ذكرت فمشكلة أبنتك تتلخص في الأتي :
1- عدم وجود عدد من الصديقات حولها في المدرسة,وخوفك عليها من العزلة الاجتماعية والانطواء
2- عدم إبداء أبنتك إي رغبة في إقامة علاقة مع صديقاتها في المدرسة بسبب اختلاف اهتماماتها عنهن .
أختي الفاضلة :
تعتبر العلاقات الاجتماعية ولانتماء إلى مجموعة الرفاق حاجة نمائية لدى الإنسان ولاسيما المراهقين , وذلك سعيا لإشباع الحاجة للتقدير والانتماء وغيرها من الحاجات النفسية الهامة .
ودعينا نتفق أولاً على أن أبنتك لا تعاني من الانطوائية بقدر ما أنها تعاني من عدم التقبل لمن حولها من الفتيات بسبب طريقة حديثهن واهتماماتهن التي لا تتفق مع ما تربت عليه ابنتك .
عزيزتي: الصرامة الزائدة التي يتبعها الآباء في تربية أبنائهم خلال فترة الطفولة قد تحدث لديهم هذه الإشكالية وتجعلهم غير قادرين على إقامة العلاقات مع من يختلف عنهم,وأنا أعلم أن ذلك قد يكون بدافع محبة الوالدين ورغبتهم الشديدة في أن يصبح أبنائهم على درجة رفيعة من الأخلاق والاستقامة.
وحل هذه المشكلة يكمن في أمرين:
– رفع مستوى تقبل الآخرين لديها حتى وإن كان الآخر يختلف عنها
– زيادة اجتماعيتها وقدرتها على إقامة العلاقات مع صديقاتها
وهناك عدة خطوات لتطبيق ذلك:
أولا : فيما يختص برفع مستوى تقبلها لمن حولها حتى وإن لم يكن هناك اهتمامات مشتركة أو كان الآخر يختلف عنا كما أسلفت:
تفهمي موقفها وتقبليها كما هي دون أن تضغطي عليها وتشعريها بالنقص.
أنصتي لها واجعليها تعبر عن رأيها ومشاعرها تجاه صديقاتها وليكن ذلك مدخلا لتحاوريها في الموضوع.
تجنبي استخدام أسلوب الوعظ عند الحديث معها فهو أسلوب لا يتقبله المراهق,وإنما حديثها عن تجاربك وكوني صديقة لها
اخبريها أن اختلاف الآخرين عنا هو مدخلا لرضا الرحمن إن استثمرناه في إصلاحهم ومحاولة هدايتهم ولن يكن ذلك إلا من خلال تقبلهم, وأن الاختلاف بعض الأحيان يكون سببا في زيادة خبراتنا في الحياة وإطلاعنا على أمور نجهلها ولم نكن نعلمها من قبل,
وهنا تكمن حكمة المولى عز وجل في أن جعلنا مختلفين, ونحن حينما نتقبل من يختلف عنا لا يعني ذلك أننا نتقبل سلوكه أو نوافقه عليه بل على العكس, أي أننا نتقبل من حولنا نفسيا بحكم صداقة العمل أو الدراسة إلى غير ذلك ولكن قد لا نتقبل سلوكهم شرعيا , والسيرة النبوية مليئة بالقصص التي تؤكد ذلك .
ثانيا: فيما يختص برفع مستوى اجتماعيتها:
أشركيها في بعض الأنشطة الاجتماعية والمراكز الصيفية والدورات, وهنا يأتي دورك في الاجتهاد والبحث واختيار المناسب منها
ليكن هناك تعاون بينك وبين معلماتها في المدرسة وبالأخص الأخصائية الاجتماعية في مساعدتها على التغلب على هذه المشكلة عن طريق إشراكها في بعض الأنشطة المدرسية , وليكن ذلك بالتدريج ودون ضغط عليها حتى لا تشعر أو ترفض
عند خروجكما معاً اسندي لها بعض المهمات مثل الاختيار والحساب وغير ذلك من الأمور التي تزيد من قدرتها على التعامل مع الآخرين وتحمل المسئولية.
عليك بالصبر وعدم استعجال النتائج والاستمرار وسوف تجني ثمار ذلك بأذن الله تعالى سائلة المولى القدير أن يجعلها ابنة بارة وأن ينفع بها إنه سميع مجيب.