الثلاثاء 26 نوفمبر 2024 / 24-جمادى الأولى-1446

الهدية.. لتجديد الود والمحبة بين الزوجين



الزوج الذكي كالترمومتر يعرف متى تحتاج زوجته إلى المجاملة

المجاملة اللطيفة والكلمة الرقيقة أعظم شيء عند الزوجة، ويكلل ذلك الهدية، وفي الحديث: “تهادوا تحابوا”، فالهدية رسول محبة بين الناس، وتأكيد لمعنى الود فتزول آثار التخاصم والبغض.

فماذا تعني الهدية بالنسبة للزوجة؟

تقول الدكتورة سونيا محمد عورض – الأخصائية النفسية والعصبية بمستشفى الأمراض النفسية ببريدة – في إجابتها عن هذا السؤال:

عندما تمرالمرحلة الأولى من الحياة الزوجية تبدأ بعدها المسؤوليات تترى، ويثقل عبء الأسرة فتحب الزوجة أن تستعيد بعض المشاعر الرقيقة حتى تستأنف بعدها أياماً جديدة بهدوء وركيزة، وهذا ما قد يغفل عنه بعض الأزواج، فالهدية هنا بالنسبة للزوجة تعني أنها محل اهتمامه برغم انشغاله وأعبائه، كما أنها مجدد لملل الحياة والمشاعر المرهقة.

·       هل تُقدم هذه الهدايا في مناسبات معينة أم بدون مناسبة؟ وهل يُستشار فيها الزوجة أم تكون مفاجأة؟

ليس بالضرورة أن تكون هناك مناسبة ولكن الزوج الفطن كالترمومتر يشعر متى يجامل زوجته، فمثلاً قد تتعب الزوجة خلال امتحانات الأبناء في المذاكرة حتى يتفوقوا، فيمكنه هنا أن يشتري لها هدية تقديراً لها.

أما أن تكون تلك الهدية مفاجأة، فإنّ الهدية في مكنونها المعنوي مفاجأة ولأنّه قد لا يوفق الزوج في اختيار هدية مناسبة للزوجة، فله أن يستشيرها أو يصطحبها معه لاختيارها.

·       هل هناك نوع معيّن من الهدايا يفضل تقديمه؟

هذا يخضع لوضع الأسرة المادي وذوق الزوجة والزوج.. ولكنني أنصح الزوج الذي يريد أن يهادي زوجته بأن يفكر فيما تحتاجه أو تحبه وليس بالضرورة أن تكون الهدية غالية الثمن، إذ يمكن أن تكون أبسط الأشياء وأقلها وتدخل السرور إلى قلب الزوجة.

·       هل الزوجة التي لها دخل شخصي بحاجة إلى هدية؟

الهدية مضمونها معنوي، فهو ليس احتياجاً مادياً ملموساً بل احتياج معنوي، وهذا لا ينتفي عمن تملك مالاً بالعكس، قد تكون أشد احتياجاً معنوياً للهدية ليتعمق داخلها إحساس القوامة للرجل الذي لا تستغني عنه أي امرأة مهما بلغ مالها.

·       ماذا تقولين لهؤلاء: “زوجي لا يهاديني أبداً – زوجي قليلاً ما يهاديني – يهاديني باستمرار – لا يعجبني اختياره فأبدله”؟!

هذا يرجع إلى طبيعة وشخصية الرجل لكنني أقول للأولى والثانية: إنّ الزوج الذي لا يشتري هدايا ليس مذنباً وإنّه بطيب خلقه وطبائعه، وحسن معاملته لك قد أهدى لك أكبر هدية.

والثالثة أقول لها: مادام زوجك يعاملك بالتي هي أحسن، ويجاملك بعطاياه لك فاحرصي على أن تبادليه الهدايا بحسن معاملتك له، وصيانة ماله، وعرضه، ودينه.

أمّا الرابعة فأقول لها: قد يصيب الزوج في اختيار الهدية وقد لا يحالفه التوفيق أو قد يختلف ذوقه في الاختيار عن الزوجة وليس معنى ذلك أن تتذمري من اختياره، اشكريه محاولة جذب انتباهه بطريقة لطيفة إلى ذوقك والنوعية التي تفضلينها فيما بعد.

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم