- حاول أحد الأشخاص أن يتوقف عن التدخين واستنفد كل طريقة في سبيل ذلك ولم تنجح أي منها، وفي أحد الأيام دخلت عليه ابنته ذات الأعوام الستة باكية وقالت: ” أرجوك يا والدي أن تتوقف عن قتل نفسك! فأنا أريد أن تكون معي عند زواجي “، ولم تقتنع الطفلة على الرغم من المحاولات العديدة لإقناعها بأن التدخين لا يقتل. لقد أثر هذا الموقف بشدة في والدها واقتنع تماماً بضرورة التوقف عن التدخين ولم يدخن بعدها أبداً.
- أحياناً المعاناة الشخصية التي نشعر بها ليست سبباً كافياً لإنجاز التغيير الذي نريده، ولكن عندما ندرك مدى الألم الذي يشعر به من حولنا فقد يعطينا ذلك السبب لإحداث التغيير. إذا حاولت التغيير وفشلت فإن السبب أنك لا تُدرك الفائدة من التغيير. ولا شك أنك سوف تستمر في تأجيل التغيير طالما لم تصل إلى مرحلة الاقتناع التام بضرورته، أما إذا توفر هذا الاقتناع – بالتركيز دائماً على العائد المُجزي المتوقع بعد إنجاز التغيير – فإن ذلك ولا شك سوف يدفع لإحداث هذا التغيير بإذن الله تعالى. وأنا هنا لا أدعوك يا عزيزي القارئ الكريم – بأن تسعى للتغير الجذري في أي أمرٍ من أمور حياتك؛ تعتقد أنه في حاجة للتغير.! على العكس.. بل أني أدعوك بأن تسمح لـ ” طاقة التغيير ” بأن تسري في جميع جوانب حياتك.. تذكر أن مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة واحدة.. وكذا التغيير الذي ندعو له؛ يبدأ بخطوة واحدة! وهي ” القرار ” وعن وعي كامل وحضور بأن تُحدث تغيراً حقيقياً في حياتك..
- وحتى أشجعك على هذا. أنا أدعوك بأن تُركز – دائماً – على العائد الذي سوف تجنيه من ذلك التغيير! بأن تسأل نفسك: ” ماذا سوف أجني من ذلك التغيير!؟ ” على الجانب الصحي مثلاً في حالة إقلاعك عن التدخين إن كنت مدخناً..؟؟ إقلاعك عن التدخين بسبب زيادة سعره مثلاً ليس كافياً – عند البعض على الأقل! – بأن يتوقفوا عن التدخين! بل إنك إن ربطت ذلك – أي التوقف عن التدخين – ولو يوماً وحداً في الأسبوع والاستعاضة عن ذلك بنزهة بسيطة تسير فيها في أحد الحدائق العامة أو بجوار البحر مثلاً؛ تستنشق هواءً نقياً ومنعشاً… لهو أفضل الغاية الكبرى وعائدها أنك قد كسبت صحتك وأيضاً ضمنت أن طال عمرك – بإذن الله تعالى – يوماً واحد آخر.. والأعمار بيد الله تعالى *
- طبعاً… التغيير الحقيقي يبدأ بخطوة صغيرة جداً تعقبها خطوات كبيرة.
فؤاد بن عبدالله الحمد – الاحساء
مستشار تربوي ومدير موقع المستشار الأليكتروني