يقوم الاستشاري الاسري بدور هام في المجتمع يتمثل في تقديم المشورة واقتراح البرامج الارشادية وجدولتها بشكل يتناسب مع المشكلة الاسرية سواء للشخص أو الاسرة ودائماً ما تقدم تلك الاستشارات من خلال مراكز متخصصة تقوم بانتقاء الأشخاص ذوي الخبرة في تخصص علم النفس وعلم الاجتماع بالإضافة إلى الدبلومات المساندة التي تقدم لهم في تأهيل برامج الأسرة، وادارة الجلسات الأسرية، وهذه المراكز تقوم بعمل الجلسات ومتابعتها بالإضافة إلى أن لها أهمية لتنمية الوعي لدى أفراد المجتمع. وكما أن البوح بالمشاكل النفسية والأسرية في السابق كان من المستحيلات لدى الكثير من الناس بسبب العادات والتقاليد التي ترسبت في أذهان أفراد المجتمع لسنوات طويلة إلا أن المتغيرات المتسارعة على واقع الحياة ساهمت في الذهاب إلى مراكز الاستشارات النفسية والأسرية وهو ما زاد من أعداد هذه المراكز وتنوع أساليبها في استقبال مشاكل المراجعين، وأصبحت تستقطب الكثير ممن يبحثون عن حلول لمشاكلهم الاسرية والاجتماعية. وهذا ما جعل هناك البعض يتسلل فردياً إلى اسرار بعض الاسر من خلال معرفة المشكلات النفسية والاسرية والاجتماعية تحت غطاء المستشار الاسري وقد يؤدي ذلك الى نتائج عكسية بسبب قلة المعرفة أو ضعف الخبرة أو غير ذلك، والأدهى أن لا يكون ذلك المستشار عالماً بأبعاد وحجم المشكلة ولم يتعايش معها أو قد يكون جاهلاً لأمور هامة أو أن يفسر بعض المعلومات بمنظوره الخاص وبالتالي قد لا يجد الحل الأمثل للمشكلة أو يعطي حلولاً غير صحيحة وغير مقنعة وأشد مرارة أن يستغل ظروف بعض ممن يبحث عن حل لمشكلته فيعرف اسراره ويبدأ يتدخل في شئونه الخاصة تحت غطاء الاستشارة الاسرية. وهنا يبرز ضرورة ملحة بأن تقدم الاستشارة الاسرية من هيئة أو جمعية أو مؤسسة خيرية أو مراكز اسرية متخصصة ذات صفة اعتبارية حتى نضمن وجود مستشار يمتلك زرع الثقة والدعم النفسي والتركيز على الجانب الروحي وتحليل الأمور بطرق سليمة ومساعدة طالب الاستشارة في إنارة ذهنه وإيضاح الحقائق له، كما يجب أن يخضع من يعمل في الاستشارات الاسرية إلى فحص مؤهلاته وخبرات العلمية والعملية احتياطاً لعدم تجاوزه الخطوط الحمراء التي لا تخدم طالب الاستشارة.
عوض المالكي
* صحفي – مكتب الدمام