الأربعاء 27 نوفمبر 2024 / 25-جمادى الأولى-1446

القتل الأسري



القتل الأسري
د. خالد بن سعود الحليبي
  http://t1.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcSWn3pWr8fWveCTE8-pfOsQqBiBAK9-PGp2SPseNOEnqztrdKQA                                                              

 هل وصل القتل الأسري إلى حد الظاهرة؟

 هذا السؤال يجب أن يوجه إلى الجهات الأمنية المختصة، ومراكز البحوث فيها، ولكني لا أظن أنه وصل إلى حد الظاهرة؛ ولا ينبغي لمجتمع مسلم أن يصل إلى ذلك، إلا بأيد غير مسلمة، والشريعة التي يقول فيها دستورها : {ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب} وتطبق ذلك، لن يكون فيها القتل ظاهرة إن شاء الله تعالى، ولكن حادثة قتل  واحدة ولا سيما حين تكون داخل إطار الأسرة كافية أن تقام لها الدراسات وتدق أجراس الإنذار، فالروح الإنسانية غالية جدا.

وللأسف فإن أول حادثة قتل إنسانية كانت أسرية، لقد قتل أحد ابني آدم أخاه، وكانت الجريمة الأولى على وجه الأرض، وكانت بسبب الحسد، وحصل الندم والإحساس بالخسران المبين من القاتل، وتحمل ابن آدم عبء جميع جرائم القتل الإنساني بعده إلى قيام الساعة!!
ولكن ـ على الرغم من ذلك، ومن قبح هذه الفعلة ـ فسوف يستمر النسق الاجتماعي يفرز من المشكلات ما يدعو إلى جريمة القتل البشعة بطبيعة النزق البشري.

ولعل أبرز سبب هو فقدان قوة الإدارة العصبية، أي أن القاتل ضعيف السيطرة على جهازه العصبي، وفاشل في إدارة مشاعره بالشكل الذي يحتمه الموقف الصعب الذي يمر به. فتغيب عنه العواقب، ويصبح الموت عنده والحياة سواء، أو يشعر بأنه سوف يضع حدا لقضيته الآنية، وهو لا يدري أنه يضع حدا لحياته هو غالبا، بشر القاتل بالقتل ولو بعد حين !!

ومما يلفت النظر ما نجده من تعدد الجرائم الأسرية في مدينة عن أخرى؛ ولعل ذلك بتأثير نوع التربية السائد فيها، أو عرف المدينة ووجود الثارات القبلية، وفهم مصطلح الرجولة، وربما لنوع التركيبة السكانية فيها.
إلى جانب ضعف الوازع الديني، وانفلات زمام القيادة الراشدة داخل الأسرة، والبطالة ونحو ذلك؛ كلها أسباب، تعددت الأسباب والموت واحد!! ولكننا لا نستطيع أن نتجاوز مشاهد القتل التي أصبحت ترى على مر الدقيقة، نعم لا أتوقع أن تمر دقيقة دون مشهد قتل بدم بارد، في فيلم أو مسلسل أو حتى أفلام الرسوم المتحركة، وكل ذلك رصيد قوي في ذاكرة الطفل، يكبر معه دون شك، والنفسيون يؤكدون أن هذه المشاهد تتحول إلى مخزون عدواني، ينطلق في اللحظة التي يخيل إلى صاحبها أنه محتاج لينتصر لنفسه، أو ينتقم ممن نهبه حقه. وقد أكدت هذه الحقيقة الوقائع واستبانات السجون في عدد من الدول، وإذا كان السجن هو مدرسة الجريمة، فإن الإعلام السئ جامعتها بلا شك.

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم