أكد مستشارون أسريون لـ«اليوم»، أهمية دور الأسرة والمجتمع في العمل على تهيئة الأبناء من الطلاب والطالبات؛ للعودة مجددًا لمقاعد الدراسة، والحث على التقيد بالإجراءات الاحترازية، والتدابير الوقائية؛ للحد من انتشار فيروس «كورونا» المستجد، والتركيز على الحوار الهادئ عن أهمية التعليم والدراسة، والحرص على المستقبل وبناء الوطن ونسيان الماضي، وتنمية روح الانتماء للوطن، وزرع حب بنائه وتنميته، ووضع الأثر النافع فيه من خلال التعليم، مشيرين إلى أهمية الدور الواجب على المدارس من وضع تعليمات واضحة للمدرسين والكادر التعليمي بفرض رقابة واضحة للطلاب والطالبات.
رقابة صارمة وملصقات إرشادية وجوائز تحفيزية ومسابقات علمية
قال طبيب الأسرة والناشط الصحي د. عبدالله الحمام: بعد أيام قليلة تعود الحياة الطبيعية إلى المدارس، في كافة مراحلها الدراسية، لذا يجب تهيئة الطلاب والطالبات لهذه المرحلة، ولا بدّ أن تكون البداية من البيت، من خلال تهيئة أولياء الأمور، وحث أبنائهم على التقيد بالإجراءات الاحترازية، من التباعد الاجتماعي، وارتداء الكمامات، وتعقيم اليدين، وعدم لمس الوجه مباشرة، وتوفير كمامة إضافية ومعقم يد.
وأضاف: لا ننسى الدور المهم والواجب على المدارس من وضع تعليمات واضحة للمدرسين والكادر التعليمي بفرض رقابة واضحة للطلاب والطالبات وتوفير ملصقات إرشادية للإجراءات الاحترازية، ولا بدّ لإدارات التعليم، من تثقيف المرشد أو المشرف الصحي بالإجراءات المطلوبة؛ للحد من انتشار فيروس «كورونا»؛ ليكون هو المسؤول عن تثقيف الكادر التعليمي بالمدرسة والإشراف على اتباع الإجراءات الاحترازية بالمدرسة.
وتابع: من الأمور المهمة توفير المعقمات والصابون بالإضافة لتوفير كمامات في حال عدم ارتدائها من قبل الطلاب، والتعقيم المستمر لكل مرافق المدرسة، وتثقيف العاملين بالتنظيف بطرق التعقيم السليمة، فالجميع مسؤول عن الحفاظ على سلامة طلابنا وطالباتنا، ولا مجال للتقصير أو التهاون؛ لنعود بحذر بلا تهويل ولا تهوين.
أكد المستشار الأسري عدنان الدريويش أن الأسرة وأطيافها من الآباء والأبناء والبنات، من الشرائح التي تأثرت نفسيا واجتماعيا واقتصاديا وصحيا بجائحة فيروس «كورونا»، فمنهم مَنْ فقد أحد والديه أو إخوانه أو أحد أقاربه أو زملائه، فكان له الأثر البالغ على نفسيته، وأيضًا من آثار الوباء ابتعاد الطلاب والطالبات عن مقاعد الدراسة لأكثر من موسم دراسي كامل، لذا كان من الواجب على الأسرة وأولياء الأمور تهيئة طلابها وطالباتها التهيئة المثلى، كالتقليل من السهر، واستخدام الأجهزة الإلكترونية، وتنظيم فترات النوم واللعب، وتعويدهم على القراءة ومتابعة القنوات التعليمية الهادفة ووضع الجوائز التحفيزية لبعض المسابقات العلمية والتركيز على الحوار الهادئ عن أهمية التعليم والدراسة والحرص على المستقبل وبناء الوطن ونسيان الماضي وفتح صفحة جديدة كلها أمل بالله مع شكره على نعمتي الأمن والأمان.
لفت المستشار الأسري عبدالله بورسيس إلى أنه مع إعلان وزارة التعليم العودة الحضورية لمقاعد الدراسة وتطبيق الإجراءات الاحترازية؛ للوقاية من «كورونا»، يقع على الأسرة دور كبير لتهيئة الطلاب والطالبات قبل عودتهم الحضورية لمقاعد الدراسة، خاصة بعد الانقطاع عنها لمدة تجاوزت العام الكامل.
وأضاف: من هذه الأدوار غرس روح الفرح والسعادة بالعودة للمدارس بعد أن زالت كثير من أعراض هذا الوباء وآثاره، وتنمية روح الانتماء للوطن، وزرع حب بنائه وتنميته، ووضع الأثر النافع فيه، من خلال التعليم، والحرص على العلم وأثره في حياة الطالب والطالبة، وبناء مستقبلهم المشرق، وأن يحرص كل طالب وطالبة على أن يكون لهم دور في إبراز اسم المملكة بالمشاركة، والفوز في المنافسات العلمية العالمية، والتأكيد على تطبيق الإجراءات الاحترازية، واتباع التعليمات التي تضعها وزارة التعليم والمدارس خلال هذه الفترة؛ للحفاظ على المجتمع من انتشار الوباء مجددًا.
قالت مديرة إدارة المرأة والطفل بجمعية التنمية الأسرية والمستشارة التربوية والأسرية سميرة المطلق: يعود العام الدراسي الجديد بعد انقطاع طويل عن مقاعد الدراسة لظروف جائحة «كورونا»، لهذا أصبح من أولويات الأسر تهيئة أبنائهم الطلبة والتواصل معهم بوضوح حول شكل تعليمهم المدرسي والقواعد التي يتوقع منهم اتباعها لسلامتهم، بالإضافة إلى أن الطلبة الجدد تظهر عليهم علامات القلق والخوف من تقبل الجلوس على مقاعد الدراسة من جديد فيجب عدم تجاهل تلك المشاعر لديهم وبدلا من ذلك نمنحهم الوقت والمساحة للتعبير عن مشاعرهم وإبلاغهم بأننا متحمسون للأشياء الجديدة التي سيتعلمونها في المدرسة.
وتابعت: من الأساليب الداعمة لهم في هذه المرحلة اصطحابهم إلى المكتبات؛ ليختاروا بأنفسهم أدواتهم المدرسية ومن خلالها سيشعرون بالمتعة وبعودة الأمور إلى طبيعتها وسيعزز لديهم الراحة النفسية لاستقبال العام المدرسي.
واختتمت: من الأمور التي يجب على الأسرة القيام بها تدريب أبنائها وإسداء بعض النصائح المفيدة حول كيفية التواصل مع الأقران الجدد، والتحدث معهم أيضًا عن التحولات في تكوين الصداقات فهذا أمر مسلم به وسيساعدهم على التكيف والانفتاح على التغير، وأن توضح الأسر للأبناء كيفية إدارة الحوار والنقاش المنهجي والتفاعلي مع المعلمين.
غرس روح الفرح والسعادة وإدارة الحوار والنقاش المنهجي
بيَّن المستشار التربوي خالد التركي أن ماكينات وزارتي الصحة والتعليم الإعلامية، تبذل جهدًا استثنائيًا في التوعية بمخاطر فيروس «كورونا»، وطريقة التعامل معه، وأسلوب التعايش مع الحياة الجديدة، ومهارات إيصال الفكرة ذاتها بطرق متعددة الجاد منها والطريف ولاقت استحسانًا وترحيبًا بالغًا بين كافة ثقافات الناس المتعددة.
وأضاف: يجب تأهيل الأبناء من الطلاب والطالبات نفسيًا للعودة إلى المدرسة بصورة طبيعية، وهناك مسؤولية كبيرة يتحملها أولياء الأمور والمعلمون والمدارس ووسائل الإعلام المتنوعة في طريقة تنمية الثقافة الصحية للأبناء، الحديث اليومي عن حب المدرسة والشغف للتعلّم مصحوبا بضرورة الوعي الصحي المعتدل، وزيادة الحس الصحي لدى الابن من خلال التّقيد ببعض الممارسات الإيجابية، مشاهدة بعض المقاطع المرئية عن العودة للحياة المدرسية بحذر، والاهتمام بالتفاصيل من خلال اصطحاب معقم اليدين، ولبس الكمام، والمناديل المتنوعة، والحرص على التباعد الاجتماعي وعدم التلامس، والتغذية الصحية في البيت أولًا في الصباح الباكر.
وأضاف: هذه التفاصيل تكون عادة يومية تتبلور لدى الابن في البداية بوعي عالٍ وبعد مدة تكون برمجة عقلية ثابتة لدى الابن، السعي الحثيث إلى تبسيط هذه العادات الصحية اليومية، والبعد عن التهويل والتضخيم مما يؤدي إلى نفور الابن منها أو من الذهاب للمدرسة، الحرص على الفكاهة في تكرار المعلومة في البيت والمدرسة، فالطُرفة وطريقة إيصال المعلومة تُعد سببًا نفسيًا وجيهًا في التهيئة للعودة للمدارس، ويُدركها الابن بسلاسة، احتواء المشاعر السلبية للابن والاعتراف بها وجعله يُعبر عنها بكافة الوسائل باللعب أو الرسم أو الحديث وغيرها، والبدء تدريجيًا بالعودة للحياة وتدريب الابن عمليًا ونفسيًا بها من خلال الذهاب للأماكن المفتوحة وتهيئة الابن للعودة بحذر، البُعد عن الغموض في التعامل مع الابن والإجابة عن أسئلته المتنوعة وبث روح الاطمئنان.
تنمية الثقافة الصحية للأبناء والتعبير عن المخاوف والقلق
أفادت المستشارة الأسرية والتربوية والاجتماعية مروة البدنه بأنه حان الوقت لتهيئة الطلاب والطالبات للعودة الاستثنائية للمدارس، فالتهيئة النفسية من أهم المحاور التي يجب أن نتحاور بها مع الأبناء، من خلال التوكل على الله، وإتاحة الفرص لهم في التعبير عن جوانب المخاوف والقلق التي قد تعيق عودتهم، والعمل على التخلص من تلك العوائق بمناقشتها بالحوار العقلاني والعاطفي معًا.
وأوضحت أن من أهم ما يجب الحوار بشأنه مع الطلاب والطالبات، وامتداداً لجهود وزارة الصحة، التذكير بأهمية الانضباط بالاحترازات الوقائية، وأهمية أدوارهم كطلاب وطالبات في تذكير بعضهم البعض، والتعاون مع منسوبي ومنسوبات الفريق الإداري بالمدارس؛ لتوفير البيئة المدرسية المناسبة لهم.
_____________________
محمد العويس – الأحساء