السبت 21 سبتمبر 2024 / 18-ربيع الأول-1446

الطلاق الصامت



بقلم أ. مجدي نجم الدين جمال بخاري
الصمت بين الزوجين أو ما يسمى بالطلاق الصامت أو الطلاق العاطفي بين الزوجين هو كبت للمشاعر ونوع من التفاعل السلبي الذي يؤدي لتفاقم محتوى نفوس الزوجين من المشاعر والمطالب ويصل الطرفين أو أحدهما لترجيح أفضلية طلب الطلاق كحل لهذا الصراع بين البقاء بهذا الوضع أو تغييره بالانسحاب من الحياة الزوجية برمتها.
فالمشكلات تبدأ صغيرة واتخاذ القرار بتأجيل مناقشة حلولها ومواجتها بشكل مستمر لا يحلها بل يشعبها ويعقدها.
الاختيار الزواجي غير المناسب للطرف الآخر، وفقدان مهارات التواصل الفعال والتحجج بظروف الحياة الحديثة من عمل وما يتبعه من إرهاق وتعب، وواجبات التواصل الاجتماعي بمجموعات الواتساب والسناب شات والانستغرام وغيره من وسائل التواصل، وألعاب الشبكة ، وشلة الأصدقاء مشتتات لبناء الحوار المرجو والذي يرتكز على قاعدة تلبية الحاجات النفسية ومصلحة الطرفين المتحاورين.
وبرغم هذا الواقع العصري فإن الصمت يثير الشكوك ويربك الحياة الزوجية فالحياة سابقاً لم تكن بهذا التعقيد وتداخل المسؤوليات وفقدان ترتيب الأولويات.
فيعيش الأزواج كالغرباء في سكن واحد يجمعهما بعد أن تعطلت بينهما لغة الكلام والاهتمام وحل بديلها الجفاء والبرود ليصبحا كموظفين في مؤسسة الزواج، وتفقد المؤسسة التاريخية وظائفها التي بنيت من أجله فتظهر السخرية والاستهزاء والمقاطعة في الحوار واللوم بين الزوجين ويفقد التغافل والرفق في التعامل فتتبلد المشاعر ويسود الصمت اللفظي والجسدي والعاطفي.

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم