الصدفية مرض جلدي مزمن وغير معد من أكثر الأمراض الجلدية شيوعاً ولا تقتصر على الجلد فقط بل تشمل الأظفار وفروة الرأس وكذلك اصابة المفاصل، وهو مرض منتشر حيث تراوح نسبة حدوثه بين 1 و3% ويصيب كافة الأعمار وتلعب الوراثة دوراً محدوداً في ظهور المرض، ومرض الصدفية يحدث نتيجة سرعة انقسام خلايا الجلد.
وتتميز الصدفية بظهور بقع حمراء تغطيها قشور ذات لون فضي بأحجام مختلفة وتظهر غالباً على فروة الرأس والركبتين والمرفقين وأسفل الكاحل وأظفار اليدين والقدمين والصدر والبطن والأعضاء التناسلية وتؤدي الى تغير لون الجلد، عادة الصدفية مرض مزمن ولكن قد تحدث بصورة حادة وفي بعض الحالات تنتشر الصدفية في جميع أجزاء الجسم مع ظهور أعراض حادة وشديدة قد تستدعي تنويم المريض في المستشفى.
أسباب المرض:
مرض الصدفية مثل العديد من الأمراض غير معلوم سبب حدوثه على وجه الدقة ولكن هناك العديد من الظواهر الطبية التي تفسر سبب حدوثه ومنها:
– الوراثة فهناك حوالي 20% من مرضى الصدفية لديهم على الأقل اصابة أحد أفراد العائلة بالصدفية، وقد اكتشف الباحثون مؤخراً واحد من الجينات وثيقة الصلة إصابة بالصدفية وهذا الأمر يدعو للتفاؤل بقرب التوصل لعلاج فعال لهذا المرض المزمن.
– الهرمونات حيث تنعكس التغيرات الهرمونية على الإصابة بالصدفية، حيث يزداد انتشارها عند سن البلوغ وكذلك تتغير طبيعة الصدفية أثناء الحمل عند المراة.
– بعض العقاقير تزيد من حدة الصدفية وانتشارها، مثل مضادات الملاريا وبعض ادوية ضغط الدم والقلب وبعض أدوية الأمراض النفسية.
– الانفعالات والتوترات النفسية وكذلك التدخين ثبت أنها جميعاً تؤدي لنشاط الصدفية.
– الالتهابات البكتيرية وخاصة التهاب الحلق المتكرر يؤدي الى ظهور وزيادة أعراض الصدفية.
أنواع الصدفية:
– الصدفية اللويحية المزمنة (Ch.plaque psoriasis ) وهى أكثر الأنواع انتشاراً وتظهر عادة بالأكواع وأسفل الظهر وقشرة الرأس.
– صدفية فروة الرأس ( scalp psoriasis) قد تظهر كحالة منفردة وغالباً ما تكون مصاحبة للصدفية اللويحية.
– صدفية القطرات (Guttate psoriasis) وسميت هكذا لأنها تبدو كقطرات المطر المنتشرة على سطح الجلد على شكل حبيبات صغيرة وعادة تصيب الأطفال وتحدث نتيجة تكرار التهاب الجلد بالميكروسكوب السبحي.
– صدفية الأظفار (nail psoriasis) تظهر بأشكال متعددة وتصيب حوالي 50% من مرضى الصدفية ويزيد معدلها لحوالي 80 % عند الإصابة بالتهاب المفاصل الصدفي.
– صدفية ثنايا الجلد (Flexural or inverse psoriasis) يصيب هذا النوع تحت الإبطين وبين الأفخاذ وتحت الصدرلدى السيدات. وعادة ما تظهر على شكل بقع حمراء ملساء بدون قشور نتيجة احتكاك الجلد المستمر.
– صدفية اليدين والقدمين (palmoplanter psoriasis ) وتكون على هيئة مساحات ملتهبة سميكة مصحوبة بالكثير من القشور والتشققات.
– هناك أنواع نادرة مثل الصدفية المتقيحة (pustular psoriasis) حيث تنتشر البثور الصديدية على معظم سطح الجلد وكذلك الصدفية الإحمرارية (Erythrodermic psoriasis) وهذه من الحالات الشديدة والحادة التي تستدعي تنويم المريض واعطائه علاجات قوية وفعالة للسيطرة على المرض ومنع حدوث مضاعفات.
العلاج:
الصدفية مرض غير معد وأغلب أنواعه ليس لها أي مخاطر على الحياة ما عدا من الناحية الجمالية، وعلاج الصدفية يحتاج الى وقت طويل ويجب المتابعة مع طبيب مختص وعدم استخدام اي وسائل علاجية دون استشارة الطبيب مع اتباع بعض النصائح العامة مثل:
– الراحة النفسية والإبتعاد عن الإنفعالات الحادة قدر المستطاع مع التوقف عن التدخين وكذلك الأدوية والعقاقير التي تزيد من حدة المرض بعد استشارة الطبيب.
– استعمال مرطبات الجلد وكذلك الصابون المرطب وارتداء الملابس القطنية لتقليل تهيج الجلد.
– التعرض المعتدل لأشعة الشمس للإستفادة من الأشعة فوق البنفسجية خلال فترة الصباح وبعد العصر، مع تجنب الإفراط في التعرض للشمس لذوي البشرة البيضاء لما له من نتائج سلبية.
– استعمال المياه المالحة للإستحمام والعلاج مثل العلاج في البحر الميت.
علاج الصدفية:
– ينقسم علاج الصدفية لعدة مراحل حسب حدة وانتشار المرض.
(أ) العلاجات الموضعية:
– مشتقات الكورتيزون وتستخدم لعلاج حالات محددة من المرض، ويجب عدم استخدامها بدون اشراف طبي متخصص لما لها من آثار جانبية.
– مركبات القطران وهى مراهم وشامبوهات مضادة للإلتهابات ذات تأثير علاجي جيد إلا انها نفاذة الرائحة ولونها أسود . وقد تسبب تصبغ للجلد والملابس.
– الانثرالين أو الدثرانول (Dithranol) مركب فعال يهدي من سرعة انقسام خلايا البشرة، إلا أن استخدامه يحتاج لخبرة وإشراف متخصص نظراً لما قد ينتج عنه من حساسية شديدة، وخاصة عند استخدام تركيزات عالية ويجب استعماله في المستشفى.
– فيتامين د. 3 الموضعي (calcipotriol) يستخدم على شكل مرهم أو كريم وله فعالية عالية .
– حمض السليسلك له فعالية عالية في تخفيف القشور ومنع تراكم طبقات البشرة، ويستخدم على شكل مراهم أو زيوت مضافة اليه مركبات أخرى ولايستخدم للأطفال لخطورته.
– فيتامين (أ) الموضعي له فعالية كبيرة في علاج بعض أنواع الصدفية ولكن لايجب استعماله للمرأة الحامل.
(ب) العلاج الضوئي (photo Therapy):
– يعتمد هذا النوع من العلاج على الأشعة فوق البنفسجية بدرجاتها المختلفة ويعتبر من أفضل طرق العلاج للحالات المتوسطة، وشديد الانتشار.
– العلاج الضوئي طويل الموجة (UVA) مع عقار السورالين . عادة يتم تعريض المريض للأشعة بعد ساعتين من استخدام عقار السورالين بالفم وذلك ثلاثة مرات بالأسبوع، وهو علاج ناجح إلا أنه يحتاج الى إجراء فحوصات دورية لوظائف الكبد وكذلك فحص العين وارتداء نظارات خاصة طوال يوم العلاج.
– الأشعة فوق البنفسجية متوسطة الطول (UVB) وهى نوعان: واسعة الطبقة وضيقة الطبقة وقد أصبح النوع الأخير أكثر أنواع العلاج الضوئي استخداما لمرضى الصدفية لفعاليته العالية ولكونه أكثر آماناً وأقل من حيث الآثار الجانبية.
– أشعة الليزر باستخدام الاكزايمر (Excimer Laser) يعالج الصدفية المحددة عن طريق موجات ليزر تشبه الى حد بعيد الأشعة فوق البنفسجية متوسطة الطول.
(ج) العلاج الداخلي (System Therapy) ويتم باستخدام العقاقير الطبية عن طريق الفم والحقن بالعضل أو الوريد أو تحت الجلد منها :
– عقار الميثوتريكسيت ويؤخذ أما بالفم أو عن طريق الحقن بالعضل وهو علاج فعال وخاصة لمن لديهم صدفية المفاصل، ولكن هناك أثار جانبية لهذا الدواء وخاصة على وظائف الكبد ونخاع العظام ويجب عدم اعطائه للمراة التي تريد انجاب الأطفال .ويجب اجراء فحوصات دورية قبل وأثناء العلاج.
– مشتقات فيتامين (أ) على شكل حبوب تعطي عن طريق الفم وذات فاعلية عالية لعلاج الصدفية الا أن هناك مشكلتان رئيسيتان لهذه الأدوية:
أولاً : انها تسبب تشوهات للجنين في حالة حدوث حمل للمريضة التي تستخدم هذا الدواء الأمر الذي يلزم باستعمال موانع الحمل طوال فترة العلاج ولمدة لاتقل عن 2- 3 سنوات بعد الأنتهاء منه.
ثانيا :هناك العديد من الأثار الجانبية لهذه الأدوية على وظائف الكبد ونسبة الدهون في الدم وكذلك على نمو العظام عند الأطفال لذا يجب العلاج تحت اشراف طبي دقيق وفحص عند استعمالها.
– عقار السيكلوسبورين من العقاقير الفعالة في علاج الصدفية الا أن له أيضا الكثير من الآثار الجانبية وخاصة على وظائف الكلى ويؤدي الى ارتفاع ضغظ الدم.
– الأدوية البيولوجية هى آخر اكتشافات العلم في علاج هذا المرض المزمن ويتم تحضير هذه الأدوية باستخدام التكنولوجيا البيولوجية حيث يتم انتاجها من الكائنات الحية (مثل الميكروبات) وهى عملية معقدة علمياً وعالية التكاليف وتكون هذه العلاجات على هيئة بروتينات معدلة جينياً حتي تكون مطابقة أو مشابهة لتلك التي ينتجها الجسم لتتفاعل مع بروتين سطح الخلية وبالتالي يتوقف نشاط المرض وذلك من دون التأثير على الخلايا أو الأنسجة الطبيعية وهذه الأدوية عادة تعطى عن طريق الحقن بالوريد أو تحت الجلد وتكون عادة مرة إلى مرتين أسبوعياً، ومشكلة هذه الأدوية غلاء سعرها وقد تسبب نقص مناعة الجسم . ويجب عمل فحوصات للمريض قبل استعمالها، ويجب الحد من استعمالها الا عند الضرورة القصوى.
أخيراً مرض الصدفية مرض مزمن ويحتاج الى فهم من المريض ومساعدة من الأطباء ويجب أن تكون هناك منتديات خاصة بمرض الصدفية لمناقشة جميع المسائل المتعلقة بهذا المرض وأغلب مرضى الصدفية يعيشون حياة متأقلمة مع هذا المرض.
المصدر : صحيفة الرياض ، العدد 15650 .