الشيخ سليمان الراجحي يحذر العرسان من المبالغة في الصرف على الزوجة في بداية الزواج
أكد رجل الأعمال السعودي الشيخ سليمان الراحجي أن السعادة الزوجية لا يمكن أن تتم إلا بنجاح الزوجين في ضبط ميزانية الأسرة وتوفير جزء من دخلها ليومها “الأسود”.
وقال الراجحي في لقائه بـ600 شاب وفتاة بمخيم حج العرسان الجدد ضمن مشروع الحج غيرني الذي تنظمه جمعية أسرتي للزواج ورعاية الأسرة إن ترتيب الأمور المالية للأسرة مهما قلّ دخلها يحقق الاستقرار الأسري والسعادة الزوجية، مشيراً إلى أن أكثر الأخطاء التي تقع فيها الأسر الناشئة المبالغة في صرف الزوج على زوجته في بداية الزواج، أو صرف الدخل الشهري كاملاً دون ادخار.
وتحدث الراجحي مباشرة إلى العرسان، فيما نُقل اللقاء للزوجات في مخيم النساء مقدّماً جانباً من تجربته في العمل الحر والتنمية والاستثمار، ومجيباً على أسئلتهم في الجوانب الاقتصادية والمالية للأسرة.
وقال الراجحي بحسب صحيفة “الرياض” إن على الشاب سواء كان متزوجاً أو أعزبا أن لا يدخر جهداً في العمل والصبر على مشقة الكسب، مؤكداً أنه هو شخصيًّا عمل طباخاً منذ أن كان في الحادية عشرة من عمره، وعمل براتب شهري قدره ريال واحد، ثم انتقل إلى عمل بستة ريالات، ثم 10 ريالات حتى وصل إلى ما هو عليه، فكان يبدأ دوامه في المصرف من بعد صلاة الفجر حتى صلاة العشاء بجلسة واحدة مصطحباً معه في جيبه ساندويتش للإفطار.
وأضاف: أعمل الآن ما بين 14 إلى 16 ساعة يوميًّا وعمري 84 سنة وما زلت نشيطاً والشاب القوي أولى بالحرص على العمل.
وحذر الراجحي الشباب الموظفين من التقصير في أعمالهم بالتهرب من ساعات الدوام لأن ذلك يخالف العقد الذي هو شريعة المتعاقدين ويؤدي إلى اكتساب مال محرم عن الساعات التي لم يلتزم بها الموظف، وقال إنه أجرى تجربة بسيطة على مجموعتين من العاملين في مؤسساته، ضمّت كل منهما ستة موظفين، حيث طلب من المجموعة الأولى العمل بجد والالتزام التام بساعات الدوام الثماني يومياً، كما طلب من المجموعة الأخرى ألا تلتزم بساعات الدوام كاملة، وبعد ستة أشهر طلب من كل مجموعة أن تقدم له تقريراً عن دخلها ومصاريفها لمدة التجربة البالغة ستة أشهر، فوجد أن المجموعة التي لم تلتزم بالدوام لم يستطع أي منهم أن يوفر من دخله بل تحمل بعضهم الديون، أما المجموعة الثانية فقد استطاعت التوفير من دخولها بنسب متفاوتة، مؤكداً أن هذه هي ثمرة الكسب الحلال الذي يبارك الله فيه.
كما أوصى الراجحي الشباب والفتيات بالحذر من تحمُّل الدَّين، وقال: بالرغم من أني أقرض العملاء من خلال المصرف إلا أني لا أنصح بالدين وأحذر الشباب أشد الحذر منه.
وقال إن أفضل السبل لتنمية المال واستثماره تتم بالعمل في المشروعات الناجحة بعد التخطيط والتأني والدراسة والتعقل، مع إخراج الزكاة الواجبة في وقتها بطيب نفس من دون منّة على مستحقيها لأنها حق واجب لهم في المال، وأكد أن كل ما يخرجه التاجر من زكاة فستعود إليه أضعافاً مضاعفة وهو ما حدث له عن تجربة شخصية.
وكانت جمعية أسرتي قد استضافت 600 شاب وفتاة من حديثي الزواج في قافلة للحج، حيث يتلقون في مخيمهم بمنى دورات تدريبية مبرمجة، يلقيها مستشارون ومستشارات في شؤون الأسرة، في ظل خدمات متكاملة تقدمها الجمعية للعرسان لتسهيل أداء المناسك مع زوجاتهم.
المصدر : بوابة المودة – المشاعر المقدسة – 13 ذو الحجة 1432هـ (9 نوفمبر 2011)