الثلاثاء 26 نوفمبر 2024 / 24-جمادى الأولى-1446

الزواج المحظوظ



إنَّ السعادة بين الزوجين لا تكتمل إلا بفهم كل طرف منها للآخر، فيفهم الزوج زوجته، وتفهم الزوجة زوجها، ويتحمل الرجل زوجته، وتتحمل المرأة زوجها، فإن لم تفهم الزوجة زوجها فليفهَمهَا هو، وإن لم تتحمله فليتحملها هو.

ولتفهم أيها الزوج: أن الزوجة إذا ما ساءتك بأشياء، ثمَّ سرَّتك بغيرها، فلست بمغبون؛ لذا فاجعل ما ساءك لقاء ما سرَّك، تكن غير مديون.

والزوج المحظوظ هو الذي يعرف كيف يكون مع زوجته لا دائنًا ولا مدينًا؛ فيسلم!

أيها الزوج: لا تحرم زوجتك كل ما تطلب؛ فتتمرَّد عليك، ولا تعطها كلَّ ما تطلب فتستعص عليك، ولكن احرمها حين يكون الحرمان تأديبًا، وأعطها حين يكون العطاء ترغيبًا.

واعلم: أن من أكبر المصائب التي تهدم البيوت، مصيبة الرجل العاقل بزوجة حمقاء، ومصيبة المرأة العاقلة بزوج أحمق، فذاك هو الداء الذي لا ينفع معه دواء.

وانتبه: فمعاملة الزوجة بالحسنى تزيد العاقلة طاعة، والحمقاء تمرُّدًا، فأكثر مع الأولى، وأقلل مع الثانية.

وتفطن أيها الزوج: إلى أنَّ الكريم يستر مساوئ زوجته حتى عن أوليائها، واللئيم يتحدَّث عن مساوئ زوجته حتى مع أعدائها.

الرجل يرى المصيبة هي كل ما ينوء بعبئه، وموقفه منها التجلُّد، والمرأة ترى المصيبة هي كل ما لا يعجبها، وموقفها منها التشكِّي، وقد يوجد في الطرفين من يخالف ذلك.
لماذا خلق الله الرجل أشجع وأقوى من المرأة غالباً ؟ أليس إلا ليتحمَّل من الأعباء والمتاعب أكثر مما نتخيَّل ؟!!

ليست المرأة أنقص عقلاً من الرجل، ولكنها تُغلِّب عاطفتها على عقلها، والرجل يُغلِّب عقله على عاطفته .. لا جرم إن اختلفت نتائج أفعالهما بتباين استعمال كل منهما لعقله، فنُسب إليها نقصان العقل، ونُسب إلى الرجل زيادته.

إذا لم توفِّر لك زوجتك وأولادك الهدوء والسرور، فاخلق لنفسك مسرَّات، وإلا قضيت عمرك بالحسرات.

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم