السبت 21 ديسمبر 2024 / 20-جمادى الآخرة-1446

الحالة النفسية للمرأة أثناء مراحل حياتها.



                        الحالة النفسية للمرأة أثناء مراحل حياتها.

                                                                         أ.د. علاء الدين فرغلي .
http://www2.0zz0.com/thumbs/2011/12/13/09/726610352.jpeg

تتعرض المرأة للعديد من الضغوط النفسية أثناء مراحل حياتها منذ البلوغ وحتى سن اليأس مما يجعلها أكثر عرضه للأزمات والانفعالات النفسية ..

فعندما تبدأ هرمونات الأنوثة في أبراز الصفات الأنثوية تدخل الفتاه في مرحله جديدة من مراحل النمو النفسي نجدها تتقرب من الإناث وتكون معهم صداقات في الوقت الذي تبتعد فيه عن مخالطه الذكور ….

بعدها تواجه أهم حدث في حياتها وهو ظهور دم الحيض ( الطمث) وهو ما يسبب الخوف والهلع للفتاه فهي لا تدرى ما معناه ومن أين أتى فنجدها تتجه إلى الأم وهى المرحلة النفسية الهامة في حياة الطفلة … وهنا يجب على الأم أن تكون واعية وتهيئ جوا من الطمأنينة والهدوء لابنتها وتسعى لتهدئة حالتها النفسية ، وعلى الوالدين أن يعرفا أن مرحلة البلوغ عند الفتاه تقابل في النمو النفسي مرحلة الهوية والبحث عن الذات وما فيها من مشاكل المراهقة… ثم تنتقل الفتاه بعد ذلك إلى مرحله نفسيه جديدة وهى الاهتمام بمظهرها وشكلها كأنثى مقبله على الزواج فإن كانت نحيفة تحاول زيادة وزنها وإن كانت بدينه تحاول إنقاص وزنها …

كذلك التفكير في هل ستوفق في الزواج أم لا ؟ وهل ستتحمل الواجبات التي ستسند إليها تجاه الزوج والأسرة أم أنها ستفشل في ذلك… مما يجعلها دائما في حاله من الصراعات النفسية الداخلية بين النجاح والفشل وبعد ذلك تتزوج الفتاه ثم تبدأ التفكير في الحمل والخوف من التغيرات التي سوف تحدث في الشكل الخارجي لها وخوفها من أن هذه التغيرات قد تؤثر على محبة زوجها لها … وقد يحدث أيضا تغيرات نفسيه عند المرأة الحامل نتيجة للتغيرات في معدل هرمونات الجسم فنجدها عصبية المزاج سريعة الانفعال.. ..
وقد تميل لبعض الأشياء غير المألوفة وتكره بعض الأشياء المألوفة من مشروبات ومأكولات وروائح وقد يمتد هذا لبعض الأشخاص وأثناء الولادة قد تتعرض المرأة لولادة سهلة أو متعسرة أو مصحوبة ببعض المشكلات ؟ بعدها تصل الفتاه إلى مرحلة الإنتاج أي مرحلة العطاء وتحديد قدراتها وكل هذا حتما يسبب كثير من الضغوط النفسية ….

بعد ذلك تصل الأم إلى المرحلة التي تشعر فيها أنها أصبحت غير قادرة على العطاء وهى مرحلة انقطاع الطمث أو سن اليأس وما يصاحبها من تغيرات فسيولوجية ونفسيه وقد يكون ذلك مصحوبا بأعراض قبل انقطاع الطمث من 3: 5 سنوات تظهر هذه الأعراض في صورة اضطرابات في النوم وكثرة العرق وسرعة الانفعال والعصبية وإحساس بسخونة في كل الجسم وشعور بضيق وكتمه في الصدر مع نوبات من القلق والاكتئاب.
ولكن يجب على المرأة أن تعلم أن عطاءها مستمر لا ينقطع أبدا بل يزيد يوما بعد يوم خاصة في هذه المرحلة حيث أن مسئولياتها زادت ليس فقط على أبنائها بل أيضا على أحفادها .

بعض الاضطرابات النفسية التي قد تصاحب المرأة :

أما التغيرات النفسية المرضية التي تظهر على المرأة أثناء مراحل حياتها فأهما القلق النفسي نتيجة الصراعات الداخلية المستمرة كما سبق ذكره .. وفى مرحلة البلوغ يمكن حدوث بعض حالات الهستريا لدى بعض الفتيات وكلمة هستريا لا تعنى جنونا ولكنها تفاعلا نفسيا جسمانيا سرعان ما يختفي عند حصول الفتاه على المطلب الذي تريده…. وربما أيضا يحدث أعراض الاكتئاب النفسي وتغير المزاج والعصبية المصاحب للدورة الشهرية …. ونجد أيضا أثناء فتره الحمل ربما تتعرض المرأة لبعض الاضطرابات النفسية مثل القلق والاكتئاب والهستريا واضطرابات النوم مع تقلبات المزاج  .

وفى الأيام الأولى بعد الولادة قد تشعر المرأة بأعراض اكتئابية وصعوبة في التفكير وتغير نظام حياتها مثل النوم نهارا واليقظة ليلا استجابة للرضيع مما يؤدى إلى القلق والتوتر العصبي وسرعة الانفعال والإحساس بالخوف ، هذه الأعراض تختفي تلقائيا خلال أيام قليله … وفى بعض الحالات النادرة يحدث ذهان ما بعد الولادة بنسبة واحده لكل ألف فتظهر الاضطرابات العقلية مثل الاكتئاب الذهاني وأعراض الهوس وأعراض شبه فصامية وقد ترجع أسباب هذا الذهان إلى اضطراب الهرمونات في هذه الفترة أو بسبب بعض العوامل الوراثية وأهم أعراضه اضطراب النوم وكثرة الحركة والكلام ورفض الطعام وإهمال العناية بالوليد وتصبح متناقضة المزاج والوجدان وتظهر اضطرابات السلوك مثل العدوانية مع وجود هلاوس وضلالات وفى جميع الحالات يجب استشارة الطبيب النفسي حتى يتم الشفاء بأذن الله .

بعد هذا العرض السريع يتبين لنا مكانه المرأة وتجيلها وأنها تستحق أن تكون الجنة تحت أقدامها وأن عطاءها مستمر ودورها في الحياة هام ولا ينتهي أبدا فهي الأم والأخت والزوجة والابنة والجدة.

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم